حقق ريال مدريد لقبه ال11 في دوري أبطال أوروبا عقب الفوز على جاره أتلتيكو مدريد بركلات الترجيح (5 ركلات ل4) وذلك عقب التعادل بهدف لمثله في الوقت القانوني والأشواط الإضافية في اللقاء الذي لُعب على أرضية ملعب سان سيرو لحساب نهائي الأبطال. أهم لقاء في الموسم الأوروبي عرف دخول ريال مدريد بنية واضحة لبلوغ المجد للمرة ال11 في تاريخه، ومن أجل ذلك أعد العدة وأقحم أفضل وأجود لاعبيه، أما أتلتيكو مدريد فقد عوّل على أسلحته البدنية وعلى «الجرينتا» التي اشتهر بها من أجل دخول التاريخ والفوز بأول بطولة دوري أبطال بعد 113 سنة من تأسيسه. بداية اللقاء عرفت صراعًا بدنيًا مُحتدمًا، فالأتلتي كعادته حاول فرض أسلوبه البدني على المُباراة ودخل في صدام لأكثر من مرة مع لاعبي الريال الذين لعبوا بحدة كبيرة بدورهم وبدوا عازمين على معادلة قوة وصرامة خصمهم، وهو ما أجبر الحكم على التدخل في أكثر من مناسبة لمطالبة اللاعبين بتهدئة اللعب. أول فرص اللقاء جاءت منذ الدقيقة السادسة من ركلة ثابتة نفذها جاريث بيل من الجهة اليُمنى فحولها كريم بنزيمة في اتجاه المرمى لكنها ارتطمت بقدم يان أوبلاك على بعد سنتيمترات قليلة من تخطي خط المرمى، لتبقى النتيجة على ما هي عليه ويُحاول الأتلتي استجماع قواه من جديد للنزول لمناطق الريال. الصراع البدني تواصل، خطأ من هنا وآخر هناك حتى حلت الدقيقة ال15 حينما تحصل الفريق الملكي على ركلة حرة مباشرة من الجهة اليسرى، فانبرى توني كروس لها…اللاعب الألماني مرر كرة عرضية لداخل منطقة الجزاء لتلمس رأس المرتقي جاريث بيل وتتحول لسيرخيو راموس المتواجد في ظهر المُدافعين، فلمس الكرة وحولها لشباك أوبلاك معلنًا عن تقدم الفريق الملكي في لقطة ستسيل الكثير من الحبر لاشتباه تواجد المُدافع الأندلسي في وضعية تسلل. هدف راموس أعاد ذكريات لشبونة لأذهان الحاضرين في سان سيرو، فعمّ صوت «هالا مدريد» في جنبات الملعب، وهو صوت جعل الأتلتي يبدو تائهًا لبضعة دقائق قبل أن يستعيد توازنه ويحتكر الكرة باحثًا عن تعديل الكفة قبل نهاية النصف الأول من النهائي. تحركات كوكي، جريزمان، ساؤول وتوريس كانت من دون خطورة كبيرة على مرمى كيلور نافاس، لكنها أجبرت الريال على التراجع لمناطقه. وبدا الريال متربصًا بالأتلتي في الثلث الأخير من الشوط الأول، حيث حاول استغلال أخطاء الأتلتي من أجل إضافة الهدف الثاني، والدقيقة ال32 كادت تأتي بالجديد…كاسميرو استغل خطأ فادحًا من جابي في وسط الميدان ليقطع الكرة وينطلق للأمام، قبل أن يلمح كريم بنزيمة منطلقًا على اليمين فأمده بالكرة التي لم تدم بين قدميه سوى لبعض ثوانٍ قبل أن يُطلق تمريرة عرضية في اتجاه كريستيانو تمكن أوبلاك من قطعها. الأتلتي قام بمجموعة من المناورات، وكان قريبًا من بلوغ مراده في الدقيقة ال43 حينما سدد جريزمان تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء مرات بجانب القائم الأيمن لكيلور نافاس، وهو ما أدى لنهاية الشوط الأول بتفوق ريال مدريد بهدف نظيف، في مُباراة لم رتق للمنتظر منها. وعرفت بداية الشوط الثاني أحداثًا مشتعلة جدًا نبأت بحدوث مجموعة من التغييرات في سير اللقاء، فمنذ الدقيقة ال47، تحصل أتلتيكو مدريد على ركلة جزاء جراء تدخل من بيبي في حق فيرناندو توريس داخل منطقة الجزاء، وهو تدخل أجبر الحكم على الإشارة لنقطة الجزاء أمام فرحة كبيرة من جماهير الروخيبلانكوس. النجم الفرنسي أنطوان جريزمان تحمل مسؤولية تنفيذ الكرة، لكن قلة الخبرة وكثرة الضغوط ربما جعلاه يُخطأ الشباك بعد أن وضع الكرة في العارضة بعدما رجح كفة القوة على كفة الدقة، فتواصل اللقاء لصالح ريال مدريد أمام حسرة كبيرة من جمهور أتلتيكو مدريد. الأتلتي تحصل على فرصة ذهبية أخرى في الدقيقة ال54 عن طريق سافيتش الذي تلقى كرة داخل منطقة الجزاء في ظهر المدافعين، لكن تسديدة اكتفت بهز الشباك الخارجية مبقية النتيجة على ما هي عليه، في الوقت الذي كان ريال مدريد يحاول فيه العودة للقاء وتهدئة نسق المُباراة فرص أتلتيكو مدريد اقتصرت على بعض التسديدات من خارج منطقة الجزاء، وهي فرص لم تقلق راحة كيلور نافاس كثيرًا، فيما تحصل الريال على فرصة ذهبية من أجل قتل المُباراة وإضافة الهدف الثاني، حيث مرر مودريتش كرة رائعة لكريم بنزيمة المنطلق عبر الرواق الأيمن، فانفرد بحارس الأتلتي وسدد كرة ارتطمت بجسده مُضيعًا على الريال فرصة من ذهب لحسم الأمور عمليًا. رجال زيدان تحصلوا على فرصة ذهبية أخرى لإضافة الهدف الثاني في الدقيقة ال78، حيث توغل جاريث بيل لداخل منطقة الجزاء ومرر كرة لكريستيانو رونالدو الذي سدد كرة صدها أوبلاك قد أن تعود لجاريث بيل الذي راوغ الحارس وسدد كرة ارتطمت بأحد المدافعين الواقفين على خط المرمى…الأتلتي استرجع الكرة وارتد بسرعة خاطفة عن طريق خوانفران المُنطلق عبر الرواق الأيمن، فمرر كرة عرضية رائعة للمتواجد دون رقابة داخل منطقة الجزاء كاراسكو، فاكتفى بإيداع الكرة في المرمى معيدًا الأمور إلى نصابها في الدقيقة ال79، فانطلقت مباراة جديدة بعد ذلك. الريال حاول جاهدًا إضافة الهدف الثاني قبل نهاية الوقت القانوني للمباراة، فقام ببعض المناورات عن طريق مارسيلو وجاريث بيل، لكن دون أن يتمكن من بلوغ هدفه، لينتهي الشوط الثاني بالتعادل بهدف لمثله، ويمر الفريقان للأشواط الإضافية. ومع بداية الشوط الإضافي الأول، تحصل الريال على فرصة إضافة الهدف الثاني من ركلة ركنية، حيث مرر مودريتش الكرة لعمق منطقة الجزاء، فحولها رونالدو برأسه في اتجاه المرمى، لكنها وجدت المُتألق أوبلاك مرة أخرى…قبل أن يستعيد الأتلتي سيطرته على اللقاء ويقوم ببعض المناورات التي وجدت مُدافعي الريال بالمرصاد، لتبقى الكرة بين مد وجزر انتهى على إثره الشوط الإضافي الأول. الشوط الإضافي الثاني عرف انهيار اللاعبين بدنيًا، وهو ما أدى لتراجع نسق اللقاء وظهور البدلاء بشكل أفضل خاصة لوكاس فاسكيز وكاراسكو اللذين حاولا إشعال اللقاء بانطلاقاتهما…الفرصة الوحيدة في آخر دقائق المباراة كانت لصالح الريال عندما مرر إيسكو كرة مميزة لبيل في الجهة اليسرى، هذا الأخيرة مرر كرة عرضية أرضية لللوكاس فاسكيز المتواجد وحيدًا في الجهة اليُمنى من منطقة الجزاء، لكن تسديدته ارتطمت بالدفاع لينتهي الشوط الإضافي الثاني ومعه المباراة بالتعادل هدف في كل مرمى. ركلات الترجيح ابتسمت في نهاية المطاف لريال مدريد الذي استفاد من إضاعة خوانفران للكرة على القائم الأيمن، فيما سجل الريال كل ركلاته ليفوز باللقب.