تأهل ريال مدريد لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا عقب اجتياز عقبة أتلتيكو مدريد في إياب ربع النهائي الذي لُعب على أرضية ملعب سانتياجو بيرنابيو، حيث تفوق عليه في مباراة عصيبة جدًا بهدف نظيف بعد تعادل سلبي في مباراة الذهاب، ليواصل الميرنجي حملة الدفاع عن لقبه. اللقاء كان وعصيبًا جدًا وبتحديات كبيرة بالنسبة للفريقين معًا، خاصة وأن نتيجة الذهاب فرضت على الميرنجي الحذر كثيرًا من تلقي هدف قد يكون قاتلًا، فيما أن الأتلتي كان يعلم جيدًا أنه ورغم غيابات الميرنجي الكثيرة، إلا أنه قادر على صناعة الفارق على أرضه وأمام جماهيره. الريال الذي دخل بتشكيلة مفاجأة وضع فيها سيرخيو راموس بمنتصف الميدان كان صاحب المبادرة الهجومية في اللقاء، حيث بسط سيطرته على وسط الميدان وحاول إيجاد منفذ في مناطق الأتلتي الذي كان منظمًا كعادته وتسلح بحارس مرمى من الطراز الرفيع مثل يان أوبلاك. فرص الريال في الدقائق الأولى كانت على استحياء كبير، حيث لم يتسطع رجال أنشيلوتي اختراق الحائطين الدفاعيين اللذين نصبهما سيميوني، فاقتصر على التسديدات البعيدة عن طريق كل من كروس، رونالدو وخافيير هيرنانديز، دون أن يأتي بأي جديد يُذكر في اللقاء. أما اللوس كولتشونيروس، فقد انتظروا الدقيقة ال17 من أجل القيام بأول محاولة في المباراة عن طريق كوكي الذي استغل تشتيتًا خاطئًا من كاسياس ليسدد كرة قوية جدًا علت العارضة. محاولات الريال واصلت بنفس الطريقة، لكن دون أن تحرج أوبلاك كثيرًا، فيما حاول جاميس استغلال كرة قطعها من راموس في الدقيقة 30 وسددها قوية جدًا من خارج منطقة الجزاء ليتألق كاسياس ويصدها دون مشاكل كبيرة. أخطر فرص النصف الشوط الثاني من اللقاء كانت في الدقيقة ال44 لصالح ريال مدريد الذي تمكن أخيرًا من ضرب دفاعات الأتلتي بتمريرة رائعة من إيسكو لرونالدو الذي وجد نفسه وجهًا إلى وجه أمام أوبلاك، فسدد كرة قوية جدًا تمكن حارس الأتلتي الذي تألق بوضوح في لقاء الليلة من صدها منهيًا الشوط الأول بالتعادل السلبي دون أهداف. أما الشوط الثاني، فقد عرفًا تفوقًا كبيرًا لفريق كارلو أنشيلوتي الذي أصبح أكثر احتكارًا للكرة وأكثر خطورة على المرمى، فكاد يفتتح التسجيل عن طريق فاران في الدقيقة 59 من ركلة ركنية حولها برأسه إلى يد أوبلاك، قبل أن يعاود راموس الكرة بنفس الطريقة، لكن الحارس السلوفيني واصل تألقه. الفرصة الوحيدة للأتلتي في الشوط الثاني كانت عن طريق كوكي الذي حاول تغيير منحى عرضية للمرمى برأسه، إلا أنه لم يلحق بالكرة سوى بصعوبة كبيرة ليلمسها ويحولها ليد كاسياس دون مشاكل…متاعب دييجو سيميوني تضاعفت في الدقيقة 76 عندما طُرد أردا توران بعد أن تدخل في حق راموس، فتحصل على البطاقة الصفراء الثانية. الريال كان قريبًا جدًا من استغلال تفوقه العددي في الدقيقة 80 عندما استغلل تمريرة رائعة من إيسكو، ليتفوق على جودين وينفرد بأوبلاك ثم يسدد كرة أرضية لم يحل بينها وبين المرمى سوى لمسة من أوبلاك أبعدتها بقليل عن القائم الأيمن. وانتظر الريال الدقيقة 90 من أجل قطف ثمار مجهوده الكبير في مباراة الليلة، حيث استغل هجمة بدأت بمترابطة ثنائية رائعة بين خاميس ورونالدو الذي وجد نفسه في مكان مثالي للتسجيل، لكنه أثر خافيير هيرنانديز على نفسه ومرر كرة على طبق من ذهب للمكسيكي الذي حوّل الكرة للشباك مهديًا التأهل لنصف النهائي لريال مدريد الذي شكل آخر أضلاع المربع الذهبي لأهم بطولة في أوروبا.