بعد أن وصف نفسه ب"الملك" ، يمكن اعتبار أن النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش يقيم حاليا في "قلعة" برفقة زملائه بالمنتخب السويدي لكرة القدم الذي يتأهب لبداية مشواره في كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2016) بمواجهة نظيره الايرلندي غدا الاثنين في الجولة الأولى من مباريات المجموعة الخامسة. ولكن لا يمكن لأحد حتى الآن أن يتوقع ما إذا كان إبراهيموفيتش 34/ عاما/ سينجح في قيادة منتخب بلاده للوصول إلى النهائي المقرر في العاشر من تموز/يوليو المقبل ، لينصب نفسه "ملكا" لأوروبا أم لا. ويعود إبراهيموفيتش إلى العاصمة الفرنسية باريس بعد فترة قصيرة من رحيله عن صفوف باريس سان جيرمان بنهاية الموسم المنقضي ، لكنه سيخوض المباراة الأولى لمنتخب بلاده على ملعب "سان دونيه" وليس على ملعب "حديقة الأمراء" معقل سان جيرمان الذي قضى بين صفوفه أربعة أعوام. ولن يخوض المنتخب السويدي أيا من مبارياته على ملعب حديقة الأمراء ، حيث سيلعب أيضا على ملعب سان دونيه في حالة التأهل إلى دور الثمانية ، كما سيحتضن الملعب نفسه المباراة النهائية. وقال إبراهيموفيتش في تصريحات لموقع الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) قبل أيام "سيكون إنجازا من نوع خاص أن أقود منتخب بلادي مرتديا شارة القيادة في مثل هذه البطولة الكبيرة ، خاصة وأنها مقامة في فرنسا التي قضيت فيها فترة طويلة من مسيرتي." وأضاف "سأمثل السويد بكل فخر وسأحاول قيادة الفريق إلى أبعد مرحلة ممكنة... دائما أحاول أن أؤدي مهمتي ، وأتمنى أن يقدم اللاعبون الشبان الشيء نفسه بل والأفضل." وكان إبراهيموفيتش قد نشر كلمة شهير عبر حسابه بموقع شبكة التواصل الإجتماعي "تويتر" بعد إعلان رحيله عن باريس سان جيرمان حيث كتب "جئت ملكا. وسأرحل كأسطورة." وقد تعزز شعور إبراهيموفيتش بالفخر إثر حصوله على "الميدالية الكبرى للعاصمة باريس". وتحدثت العديد من التقارير عن اقتراب إبراهيموفيتش من الانضمام إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي تحت قيادة مديره الفني الجديد جوزيه مورينيو ، لكن بدء منافسات يورو 2016 أوقف الحديث عن مستقبل اللاعب بشكل مؤقت. ويدرك إريك هامرين المدير الفني للمنتخب السويدي مدى أهمية جهود المهاجم المخضرم الذي سجل 62 هدفا خلال 113 مباراة دولية من بينها 11 هدفا من إجمالي 19 هدفا للمنتخب في تصفيات يورو 2016 ، كان آخرها في الدور الفاصل أمام الدنمارك. وقال هامرين "زلاتان هو اللاعب الوحيد من الطراز العالمي بين صفوفنا. وفرصتنا في التقدم تعتمد على ظهوره بأفضل مستوياته إلى جانب تألق الفريق وتقديم كل ما لديه خلال المباريات الثلاث الأولى." وبعد لقاء المنتخب الأيرلندي ، يواجه المنتخب السويدي نظيريه الإيطالي والبلجيكي في مباراتيه الأخريين بدور المجموعات. ويبدو إبراهيموفيتش في أفضل مستوياته قبل خوض ما يرجح أن تكون البطولة الأوروبية الأخيرة بالنسبة له ، حيث سجل 50 هدفا خلال 51 مباراة مع سان جيرمان في الموسم المنقضي. ولكن أهمية حضور إبراهيموفيتش لا تكمن فقط في الأهداف ، حيث صرح اللاعب قائلا "بمجرد نزولي إلى أرض الملعب ، أحاول نشر السعادة والحب والطاقة والحماس. أظهر هذه المشاعر وأحاول نقلها إلى اللاعبين الآخرين." وكان إبراهيموفيتش قد نجح في تأدية هذا الدور خلال محطاته مع فرق باريس سان جيرمان وأياكس وبرشلونة وميلان ويوفنتوس ، ليثبت نفسه كنجم عالمي بعد معاناته في الطفولة والشباب في مالمو السويدية علما بأنه ولد لأب بوسني وأم كرواتية. وتحدث إبراهيموفيتش عن مرحلة الشباب في كتابه "أنا زلاتان إبراهيموفيتش" ، الذي يظهر من خلاله كيف شهدت حياته تحولا هائلا ، مثل نجوم بارزين آخرين. وكان إبراهيموفيتش قد اعتزل اللعب للمنتخب السويدي لفترة قصيرة لكنه عاد من جديد منذ عام 2010 . ومنح هامرين ، إبراهيموفيتش شارة قيادة المنتخب منذ عام 2010 ، وقال المدرب "إنه أفضل قرار اتخذته طوال 30 عاما مع التدريب." واتفق لاعب خط الوسط ألبين إكدال مع هذا الرأي قائلا "إنه أفضل لاعب لدينا ، إنه قائدنا. سيكون دوره مهما للغاية من أجل تقديم بطولة جيدة."