وصل المنتخب الوطني الجزائري عشية أمس إلى تنزانيا قادما من العاصمة الجزائرية على متن طائرة خاصة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية، وكانت "الخبر الرياضي" كعادتها في استقبال وفد الخضر في مطار دار السلام، حيث فضلنا التنقل بيوم واحد قبل وصول المنتخب الجزائري إلى دار السلام لننقل كل صغيرة وكبيرة لقرائنا الكرام، خاصة أن جريدتنا الفتية رافقت المنتخب في كل خرجاته سواء في أوروبا أو في أقصى الدنيا في جنوب إفريقيا بمناسبة مونديال 2010. 4 بلدان تنقل لدار السلام وهي قطر، تركيا، مصر وهولندا بما أن أربعة بلدان فقط تنقل إلى مدينة دار السلام، ويتعلق الأمر بكل من هولندا ، تركيا ومصر وقطر، فإننا اخترنا هذه الأخيرة لنقطع ست ساعات كاملة من الجزائر إلى الدوحة وسبع ساعات من الدوحة إلى دار السلام مارين على مدينة نايروبي الكينية، وكان وصولنا إلى مدينة دار السلام في الساعة الثامنة صباحا بعد رحلة متعبة. أعضاء السفارة الجزائرية كانوا في انتظار الصحفيين بالمطار الشيء الجميل في تنزانيا هو التواجد المستمر لعمال السفارة الجزائرية بدار السلام، حيث بمجرد وصولنا إلى مطار هذه الأخيرة وجدنا أحد أعضاء السفارة الذي تنقل خصيصا من أجل تسهيل حصول الصحفيين على التأشيرة والدخول إلى الأراضي التنزانية من دون أي مشكل، ولم تستغرق العملية الكثير من الوقت ، حيث تم منح التأشيرة لأغلب الصحفيين الجزائريين في ظرف ربع ساعة فقط. شرطة الحدود لا تعترف بالأورو وتشترط الدولار يجد كل من يدخل تنزانيا قادما من الجزائر بعض المشاكل في العملة، فكل الجزائريين يتنقلون بعملة الأورو في الوقت الذي يمنع تلقي هذه العملة في تنزانيا، ويشترط رجال شرطة الحدود العملة الأمريكية الدولار مقابل تسديد ثمن تأشيرة الدخول للأراضي التنزانية، وهو ما أجبر الصحفيين على التنقل إلى أحد مكاتب تحويل الأموال بعد إذن من الشرطة للمرور من الحدود دون جواز سفر للحصول على الدولار. الدخول إلى تنزانيا مقابل 50 دولارا للأفارقة و200 دولار للآسيويين هذا وعلمنا أن دخول المواطنين الأفارقة إلى تنزانيا على غرار الجزائريين وحتى الأوروبيين يكون ب50 دولارا، لكن الشيء الذي استغربناه هو القيمة المالية الكبيرة التي تشترط على البلدان الآسيوية والتي تصل إلى 200 دولار، وهذا ما يفسره البعض برغبة الآسيويين في القدوم إلى تنزانيا من أجل المكوث هناك والعمل في التجارة وما شابه ذلك. 6 جزائريين فقط يقطنون تنزانيا الشيء الملفت للانتباه أن الجالية الجزائرية شبه منعدمة في تنزانيا، حيث علمنا من أحد أعضاء السفارة أنه لا يوجد إلا ثلاثة جزائريين يقطنون في دار السلام وثلاثة آخرين في كليمنجارو، فهناك إمرأة متزوجة من لبناني، وأخرى تشتغل في إحدى الشركات البيترولية، في الوقت الذي يقطن فيه البقية في كليمنجارو، وهناك مواطن آخر في دار السلام يشتغل هو الآخر في البترول لكنه يقضي شهرا في الجزائر وآخر في تنزانيا. جزائريان كادا يفقدان حياتهما غرقا في أحد أنهار تنزانيا من بين المشاكل التي اعترضت الجزائريين في تنزانيا، أثناء تنقلت إحدى العائلات على متن سيارة رباعية الدفع للسياحة في تلك المناطق وكاد يجرفها الوادي في إحدى المرات ونجا أفرادها بأعجوبة، حيث تكفلت السفارة الجزائرية بهم حتى وصولهم إلى البلد الذي كانوا سيتنقلون إليه. الجالية اليمنية والعمانية بقوة والهنود يمتهنون التجارة فيها على عكس الجالية الجزائرية المتواجدة بقلة في تنزانيا، فإن العمانيين يتواجدون بقوة رفقة اليمنيين في تنزانيا، حيث يشتغلون في كل المجالات، رفقة الهنود الذين يتنقلون من بلدانهم من أجل التجارة خاصة في مجال الاتصالات مثلما يقومون به عبر كافة أقطار العالم. سائقو سيارات الأجرة يستغلون الأجانب لرفع الأسعار لا يجد من يتنقل إلى تنزانيا أي مشكل في المواصلات، فسيارات الأجرة متواجدة في كل مكان ، لكن السائقين يستغلون فرصة قدوم السياح من أجل مضاعفة السعر إلى عشر مرات في بعض الأحيان، وكل هذه الأمور تحصل في بلدان العالم الثالث التي لا تخضع فيها سيارات الأجرة إلى مراقبة دقيقة مثلما يحصل في أوروبا. 70% من التنزانيين مسلمون والبقية يعتنقون المسيحية يتميز الشعب التنزاني بطيبته الكبيرة، وعلمنا أن أغلبية السكان مسلمون، وتصل النسبة إلى 70 في المائة، فلما نتجول في الشارع نشاهد النساء بالحجاب كما أن تسمية العاصمة التنزانية بدار السلام وهو اسم عربي يؤكد أن البلد إسلامي رغم تواجده في جنوب إفريقيا. اللحم الحلال متوفر ولا يوجد أي مشكل في اقتنائه لعل أهم نقطة فاجأتنا وجعلتنا نعيش في أفضل الظروف سيما من ناحية الإطعام،هي توفر اللحم الحلال في كافة محلات الجزارين حيث تذبح الماشية على الطريقة الإسلامية كأننا في الجزائر أو المغرب أو مالي أو تونس، وهو ما يساعد كثيرا المتنقلين هنا خاصة الجزائريين، لأنهم لا يجدون أي مشكل في الإطعام مثلما يجدونه مثلا في بلدان أوروبا أر بعض الدول الإفريقية. دار السلام اسم على مسمى من بين الأمور التي تميز مدينة دار السلام هي الأمان الكبير الذي تتسم به المدينة والبلد ككل، فرغم مظاهر الفقر التي شاهدناها إلا أن الاعتداءات غير موجودة بتاتا، والسياح هنا في تنزانيا يمشون ليل نهار ولا أحد يعترض طريقهم أو يضايقهم مثلما يحدث في جنوب إفريقيا، خاصة أن الشعب التنزاني يعلم جيدا أنه يأكل ويشرب من السياحة . يفهمون العربية ويدرسونها في المدارس القرآنية الغريب في أمر التنزانيين أنهم يفهمون لما تتحدث إليهم باللغة العربية، فكل كلمة يفهمونها لكنهم يجدون صعوبة في الحديث بها بطلاقة، حيث سألنا البعض عن سر فهمهم للعربية فقيل لنا أنهم يدرسونها في المدارس القرآنية في كل أنحاء البلد وهو ما سهل علينا عملية التواصل في هذا البلد الجميل. يتحدثون بلهجة "السواحيلي" والإنجليزية اللغة الثانية على عكس ما كنا نتوقعه، فإن اللغة الحقيقية التي يتحدث بها التنزانيون بين بعضهم البعض هي لهجة " السواحيلي"، هذه اللهجة لا يفهمها إلا أبناء هذا البلد، الذين يتحدثون الإنجليزية التي تعتبر اللغة الثانية على أساس أن الإنجليز هم من قاموا باستعمار تنزانيا في بداية القرن الفارط. مسلمو تنزانيا من الإباضيين ويتنقلون لغرداية للدراسة من خلال حديثنا مع أحد أعضاء السفارة الجزائرية بدار السلام، اكد لنا هذا الأخير أن أغلب مسلمي تنزانيا إباضيون أو بني مزاب كما يسمون في الجزائر، حيث يتنقل أغلبهم إلى مدينة غردايةبالجزائر لدراسة المذهب الإباضي، خاصة أن كلهم محافظون على صلواتهم التي لا يؤدونها وفق المذهب السني المنتشر في الجزائر. الآذان يسمع من بعيد في كل المساجد وصلاة الجمعة مقدسة الشيء الذي يؤكد أن تعلق التنزانيين بالدين الإسلامي الحنيف هو تواجد المساجد في كل مكان في العاصمة دار السلام، كما أن الآذان يسمع من بعيد وكأنك في الجزائر، فالتنزانيون يتنقلون إلى المساجد لأداء صلاة الجماعة كما أنهم يقدسون صلاة الجمعة التي لا يضيعون أي فرصة لتأديتها في المسجد. التنزانيون خالفوا السنيين واحتفلوا بعيد الفطر أول أمس رغم أن أغلب الدول الإسلامية سيما التي تتبع المذهب السني احتفلت يوم الثلاثاء الفارط بأول أيام عيد الفطر المبارك إلا أن التنزانيين اجلوا ذلك إلى يوم الأربعاء، حيث خالفوا هذه المرة السنيين سيما أنهم يتبعون المذهب الإباضي الذي يميل إلى الشيعة ما جعل وصولنا إلى دار السلام يتصادف مع ثاني أيام العيد، حيث كانت أغلب المحلات والدكاكين مغلقة. دار السلام بلد الرمال الذهبية والشواطئ التي تشبه جزر هاواي فضلا عن الجالية الجزائرية والإسلام وما شابه ذلك في هذا البلد، فإن تنزانيا تعتبر من بين أكبر البلدان الإفريقية المستقبلة للسواح الأوروبيين والأمريكان على أرضها، فدار السلام المعروفة بشواطئها الخلابة والرمال الذهبية والجزر التي تشبه جزر هاوي ، جعلت من المدينة المطلة على البحر الهندي من بين أجمل المدن الإفريقية السياحية. مئات الأوروبين يزورونها للتمتع بشمسها وجمال شواطئها بالنظر إلى السمعة السياحية الطيبة وجمال مدينة دار السلام التي تجتمع فيها الشواطئ والنخيل وما شابه ذلك من شمس ساطعة، فإن الأوروبيين على غرار الإنجليز والأيرلنديين يقصدونها شهريا وخاصة في أيام العطل ، حيث يتمتعون بقضاء أيام الراحة هنا سيما في مدينة كليمنجارو التي توجد رحلات مباشرة منها إلى العاصمة الهولندية أمستردام. جزيرة زنجيبار أكثرهم شهرة والسياح يحجون إليها من كل فج عميق من بين المناطق الأكثر زيارة من طرف السياح الأوروبيين هي جزيرة زنجيبار، وهي الجزيرة التي تعتبر من أجمل الجزر في العالم وتستقبل آلاف السياح من شتى أرجاء العالم، حيث تمتاز زنجيبار بروعة شواطئها الخلابة ورمالها الذهبية، كما أن سكانها متفتحون على العالم الخارجي ويستضيفون السياح حتى في منازلهم ويحثونهم على زيارتها في المرات القادمة. بلدة مستقلة ،لها علمها وفريقها الوطني لكنها تابعة لتنزانيا علمنا من خلال حديثنا مع بعض سكان مدينة دار السلام أن مدينة زنجيبار مستقبلة بذاتها نسبيا عن تنزانيا، وتشبه كثيرا مدينة موناكو الفرنسية، حيث تملك علمها الخاص وفريقها الوطني، لكنها في نفس الوقت تبقى تابعة جغرافيا إلى تنزانيا. دار السلام العاصمة الثانية والعاصمة الحقيقية لتنزانيا هي دودوما الكثير لا يعلمون أن دار السلام ليست العاصمة الأولى لتنزانيا، فالعاصمة الحقيقية لهذا البلد الذي يزوره المنتخب الجزائري هي مدينة دودوما، التي تبعد عن دار السلام بحوالي 800 كلم، حيث تحتوي على كل اقتصاد تنزانيا وآبار البترول وما شابه ذلك من مناجم تجني من رائها الدولة التنزانية الملايير من الدولارات . قانون المرور على الطريقة الإنجليزية والمقود على يمين السيارة أما فيما يخص قانون المرور، فإن التنزانيين على غرار الجنوب إفريقيين والزامبيين وكل البلدان المستعمرة من إنجلترا يتبعون الطريقة البريطانية في السياقة وتجد سياراتهم مزودة بالمقود على الجهة اليمنى، كما أن أغلب السيارات التي تجدها في دار السلام مستوردة من جنوب إفريقيا أو دول المملكة البريطانية. العملة المحلية تدعى الشيلينغ أما عن المعاملات المادية في تنزانيا، فإن العملة الأساسية في هذا البلد فتدعى الشيلينغ ، حيث يساوي ال100 أورو ما يعادل 22 ألف شيلينغ ، وهو ما يؤكد أن اقتصاد هذا البلد ضعيف مقارنة بالجزائر وذلك بسبب التضخم الذي يعاني منه. كراء الشقق لا يقل عن 1200 دولار شهريا ما يميز مدينة دار السلام هو الغلاء الفاحش في أسعار كراء الشقق ، حيث يستحيل كراء شقة عادية بأقل من 1200 دولار، أي ما يعادل 12 مليون سنتيم بالعملة الجزائرية في الشهر وهو مبلغ مبالغ فيه مقارنة بما يحدث حتى في الدول الأوروبية. الحرارة معتدلة ولا تتجاوز ال30 درجة لكن الرطوبة عالية الشيء الجميل حاليا في مدينة دار السلام هي الحرارة المعتدلة التي تميز تنزانيا، خاصة مدينة دار السلام التي لا تتجاوز فيها درجة الحرارة ال30درجة، لكن العائق الوحيد هي الرطوبة العالية، ما يجعل كل سائقي السيارات يستعملون المكيفات الهوائية. فودافون وزانتال متعاملا الهاتف النقال في تنزانيا المتعاملان الوحيدان للهاتف النقال في تنزانيا والمعروفان هما "فودافون" و"زانتال"، حيث يكتسح هذان المتعاملان سوق الاتصالات في تنزانيا كما أن أغلب المواطنين في هذا البلد يقتنون شرائح سيم التابعة لهذين المتعاملين. مبعوثنا إلى دار السلام: طارق ق