حلّ وفد المنتخب الوطني الجزائري مساء أمس في حدود الساعة الثامنة و55 دقيقة بالتوقيت المحلي، السادسة و55 دقيقة بتوقيت الجزائر بعاصمة تانزانيا "دار السلام"، بعد رحلة دامت 12 ساعة كاملة، بعدما كان الإقلاع من مطار "هواري بومدين" بالجزائر العاصمة في حدود الساعة السابعة صباحا، وعكس ما كان متوقعا وجد الوفد الجزائري متاعب بالجملة في انتظاره من طرف التانزانيين الذين يبدو أن حاجة النقاط الثلاث لمنتخبهم بغية الوصول إلى نهائيات كأس إفريقيا 2012، جعلتهم يشنون حربا نفسية مبكرة على أشبالنا منذ وصولهم لإحباط معنوياتهم مسبقا. اشترطوا خروج 5 أفراد فقط من القاعة الشرفية ويبدو أن التانزانيين لا يجيدون إكرام الضيوف، ولا ردّ الجميل، لأنهم تنكروا لجميل الجزائريين في لقاء الذهاب عندما أحسن مسؤولونا استقبالهم عبر القاعة الشرفية لمطار "هواري بومدين"، وعوض أن يردّوا الجميل، راحوا يجبرون اللاعبين وأغلبية أعضاء الوفد على مغادرة المطار عبر قاعة الوصول العادية التي يخرج منها جميع الوافدين إلى تانزانيا، في وقت سمح ل5 أفراد فقط من أعضاء البعثة بالخروج عبر القاعة الشرفية، ما يدل على أن التانزانيين بصدد شنّ حرب مبكرة للحد من عزيمة أشبال حليلوزيتش في تحقيق المفاجأة ب"دار السلام" ظهر يوم السبت. السفير الجزائري في الاستقبال ويبدي امتعاضا شديدا من تلك المعاملة وكانت السلطات الجزائرية في الموعد ممثلة في سفيرنا هناك ثابت جلول الذي أبى إلا أن يسجل حضوره من أجل استقبال الوفد الجزائري لدى وصوله، حيث حضر بمعية أعضاء من السفارة، وشاهد بأم عينيه المعاملة السيئة التي تلقاها أبناء جلدته، وأبدى امتعاضا شديدا مما حدث، إذ بدت عليه علامات الغضب والاستياء، ولا غرابة إن قدم احتجاجا للسلطات التانزانية على طريقة الاستقبال السيئة التي خص بها منتخبنا الوطني، لرد الاعتبار على الأقل لأبناء بلده. 30 دولارا للتأشيرة عوض 50 دولارا وفضلا عن الإجراء الذي لا يشرف التانزانيين عندما أجبروا أعضاء وفدنا على الخروج عبر قاعة الوصول العادية لجميع المسافرين والوافدين على بلدهم، فإن أعضاء الوفد كانوا مجبرين أيضا على الاصطفاف في طابور من أجل الحصول على التأشيرات الفردية قبل مغادرتهم قاعة الوصول، وهي التأشيرة التي دفعت "الفاف" من أجلها على كل فرد ما قيمته 30 دولارا عوض 50 دولار مثلما تردد من قبل، ليغادر بعدها الجميع هذا "السجن"، عفوا ذلك المطار عقب حصول كل فرد على تأشيرته. اللاعبون كانوا منهكين من مشقة السفر، وسوء الاستقبال ولكم أن تتصوروا الحالة التي كان عليها لاعبونا عقب وصولهم إلى تانزانيا، بعد 12 ساعة من السفر، رحلة كانت تبدو أنها ستكون سهلة وسريعة بما أن الإتحادية وفرت لهم طائرة خاصة، وأصرت على أن يكون الإقلاع من أرض الوطن باكرا في حدود الساعة السابعة صباحا، غير أن ذلك لم يشفع لهم بما أنهم بقوا 12 ساعة في السماء، ليصلوا إلى مطار "دار السلام" الذي وجدوا فيه مفاجأة غير سارة في انتظارهم عندما أجبروا على الخروج من قاعة الوصول العادية، والاصطفاف لختم جوازات السفر والحصول على التأشيرات لفترة من الزمن. معظمهم رفضوا التصريحات ومن درجة التعب والإنهاك، رفض أشبال المدرب حليلوزيتش الإدلاء بأي تصريحات لمبعوثي وسائل الإعلام الجزائرية، ما عدا ثلاثة عناصر تحدثت إلينا في صورة حليش، بوزيد ومهدي مصطفى رغم التعب الذي أنهكها، والذي جعلها لا تقدر حتى على الوقوف فما بالك التصريح. الإعلاميون التانزانيون عادوا خائبين هذا وكان جمع من الصحفيين التانزانيين من صحافة مكتوبة ومرئية ومسموعة في انتظار "الخضر" لدى وصولهم، من أجل تغطية التحاقهم ب"دار السلام"، غير أن لاعبينا رفضوا الإدلاء لهم بأي تصريح، ما جعلهم يعودون أدراجهم وهم خائبين دون الحصول على أي تصريح لا من أعضاء الطاقم الفني ولا اللاعبين. حليلوزيتش كاد يسقط من التعب وحتى الناخب الوطني حليلوزيتش كان في حالة يرثى لها، حيث بدت على ملامحه آثار التعب جراء سفرية شاقة مضى وقت طويل لم يقم بمثلها، إذ أن آخر الرحلات الطويلة التي كان يقوم به الرجل كانت يوم درّب المنتخب الإيفواري، وها هو يجدد العهد مجددا مع سفريات أدغال إفريقيا مع الجزائر في سفرية شاقة لا ناقة منها ولا جمل بما أن منتخبنا أقصي بصفة تكاد تترسم يوم أذلّ على يد المنتخب المغربي برباعية، ولعل ما يؤكد أن البوسني أنهكه التعب، هو اقترابه من السقوط عندما كان يهم بصعود الحافلة، حيث تراجع إلى الخلف دون أن يشعر قبل أن يستعيد قواه. حليلوزيتش: "لا أدري إن كنت سأحضر الحصة بعد قليل أم لا" وبما أن ذلك التعب والإنهاك كان يتطلب إجراء حصة استرجاع خفيفة، فلم يكن هناك أي مجال لإلغائها رغم الوصول المتأخر، وهي الحصة التي سألنا حليلوزيتش إن كان سيقدر على حضورها، فأجابنا قائلا: "لا أدري إن كنت سأقدر على حضورها بعد قليل أم لا، لأنّي منهك". --------------- تابت جلول( سفير الجزائر في تنزانيا): "هذا يوم تاريخي لأنها أول طائرة للخطوط الجوية الجزائرية تحط بدار السلام" عبر سفير الجزائر بتنزانيا عن سعادته الكبيرة، لاستقبال "الخضر" هنا في دار السلام، حيث أكد أن اليوم هو تاريخي ليس فقط بسبب وصول وفد "الخضر" بل لأنها أول مرة تحط فيها طائرة للخطوط الجوية الجزائرية بمطار العاصمة التنزانية دار السلام، كما لم يفوت السفير الفرصة لتمني حظ موفق ل "الخضر"، وقال:" صراحة اليوم تارخي وأنا في قمة السعادة، سعيد لاستقبال "الخضر" وسعيد أيضا لأنها أول مرة في التاريخ تحط فيها طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية هنا بدار السلام، أتمنى أن نكون فأل خير على المنتخب الوطني ويحقق نتيجة إيجابية". --------------- لحسن يؤكد أنه ليس مصابا ويمكنه المشاركة من خلال حديث جانبي وصريح بيننا وبين اللاعب مهدي لحسن مساء أمس، وبعدما استفسرنا عن سبب غيابه وعدم مشاركته في الحصة التدريبية لأول أمس، أكد لنا بكل صراحة بأنه لا يعاني من إصابة في أي موضع، حيث حاول من خلالنا طمأنة الجميع وقال إنه مستعد للمشاركة واللعب أمام تانزانيا هذا الأحد. حليلوزيتش أكد مرة أخرى أنه متفائل بالفوز بعدما سألنا المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش مرة أخرى هل هو متفائل بالفوز على المنتخب التانزاني في دار السلام، أجاب الفرانكو بوسني بسؤال يحمل معنى كبيرا وقال: "لماذا أخاف ولماذا لا أتفاءل، لا يوجد أي شيء يجعلني لا أتفاءل بالفوز في هذه المباراة"، وهو ما يؤكد بأن حليلوزيتش لازال يصر على مواصلة خطابه المليء بالتفائل فيما يخص المباراة المقبلة ل"الخضر". وفد "الخضر" كان كبيرا ولزمته حافلتان لنقله بعدما وصل وفد "الخضر" إلى عاصمة تانزانيا دار السلام، وبسبب العدد الكبير لوفد "الخضر" الذي وصل إلى 50 شخصا، لم تتمكن حافلة واحدة من استيعاب كامل هذا العدد الهائل ممن رافقوا "الخضر" إلى تنزانيا، حيث خصصت الاتحادية التانزانية حافلتين لنتقل الوفد الجزائري إلى مكان إقامته، واحدة كبيرة أقلت اللاعبين والطاقم الفني، والثانية صغيرة، أقلت الطاقم الطبي وكذا مرافقي "الخضر" من إداريين ومسيرين.