لم يمر على انطلاق الدوري المحترف الجزائري أكثر من جولة، حتى طفت إلى السطح بوادر البريكولاج فيما يخص البرمجة، وسقطت معها كل تصريحات الرئيس محفوظ قرباج، الذي قال عشية انطلاق الموسم الكروي بأن «عهد البيركولاج ولى وأن عهد التأجيلات والبرمجة العشوائية قد انتهى». كلام قرباج كان الكثير يظن بأنه كلام للاستهلاك ليس إلا، كون الذين سيروا الرابطة قبل الاحتراف أو بعدها خضعوا لنفس القوى التي تسير دواليب الكرة الجزائرية، فتحولت الظروف الأمنية تارة وتدخلات السياسيين والمسؤولين المحليين تارة أخرى إلى أوامر تخلط كل البرامج والتخطيطات التي تضعها مصالح الرابطة. قرباج قال بأنه لن يؤجل أي مباراة، لكنه تراجع وأجل مبارتي وفاق سطيف والمولودية ثم مباراة القبائل وبلوزداد، قرباج برمج لقاء الخروب والحمراوة ليلا ثم خضع لطلب الوهرانيين وقدم المباراة للظهيرة ليتحرك أبناء الخروب مطالبين بحقهم في اللعب ليلا بعدما وضعوا الإنارة اللازمة وصرفت بلديتهم الأموال لذلك ليتراجع رئيس الرابطة ويعيد برمجة اللقاء ليلا. نفس الملاحظة يمكن تسجيلها فيما يخص تأهيل لاعبين في العلمة ثم تجميد إجازتهم وهي مؤشرات واضحة على أن الذي يحدث في بيت الرابطة الوطنية ينبئ بأن الموسم سيكون كارثيا من جميع جوانبه التنظيمية لو لم تسارع الرابطة إلى فرض احترام القانون والالتزام بالبرمجة المسطرة. وقد يقول قائل بأن قرباج لم يأت صدفة لخلافة مشرارة، وأن هذا الأخير عانى نفس المشاكل، وخضع لنفس الضغوطات، لكن أن ندفع بمشرارة نحو الرحيل ونجلب من هو غير قادر حتى على احترام تعهداته أكثر من أسبوع، فإن ذلك يعد جنونا، لأن تطوير الاحتراف يمر حتما عبر تقوية الرابطة التي وعوض أن تقدم دروسا للآخرين يجب أن تنظر أولا إلى ما يحدث في بيتها وتوظف عمالا مؤهلين، لأن السكرتير العام لهيئة بحجمها يجب أن لا يرتكب أخطاء مطبعية تافهة في إرسال استدعاءات رسمية بتواريخ خاطئة مثلما حدث مع مسيري شباب قسنطينة. وحتى إن كان الكل يجزم بأن قرباج لا يملك القوة اللازمة لفرض البرمجة والتخطيط في كرة القدم بحكم أن المنافسة الرياضية تتحكم فيها وضعيات أمنية وسياسية تفوق صلاحياته وصلاحيات حتى وزير الشباب والرياضية، لكن البريكولاج الذي نشاهده يوميا يجب أن يتوقف، وليست المكالمات الهاتفية الفوقية من هنا وهناك هي التي ستحل مشاكل كرة القدم.