بعد التصريحات التي أدلى بها رئيس الفاف محمد روراوة للإذاعة الوطنية منذ أيام، والتي فتح من خلالها النار على الوزارة الوصية بخصوص مشروع الاحتراف الذي أطلق الموسم الماضي، ردت بقوة هذه الأخيرة على روراوة بعدما عقد المدير العام للرياضة في الوزارة السيد كنوش حسين أمس ندوة صحفية تطرق من خلالها للعديد من الأمور التي تمس مشروع تحول الأندية الجزائرية إلى شركات ذات أسهم، والسبب الحقيقي الذي جعل هذا المشروع لا يحقق نجاحا واسعا في بداياته. «الوزارة ساهمت بقدر كبير في تجسيد مشروع الاحتراف» أكد السيد كنوش حسين أن الوزارة الوصية ساهمت بقدر كبير في إطلاق مشروع الاحتراف، بل أنها كانت الوحيدة التي تبنت هذا المشروع وساعدته على إطلاقه، رغم الصعوبات الكبيرة التي عرفها المشروع في بداياته، والسبب الحقيقي يعود إلى تعنت رئيس الفاف محمد روراوة الذي تجاهل الوصاية وجعلها تتخبط لوحدها في مشاكل المشروع. «الدولة تبنت المشروع الذي عرف صعوبات كبيرة في بداياته» واصل نفس الشخص الذي تحدث بالنيابة عن الوزارة ككل، وعن الوزير الهاشمي جيار حديثه وكشف أن مشروع الاحتراف تبنته الدولة ممثلة في وزارة الشبيبة والرياضة، التي كانت المخولة لإطلاق المشروع، بمساعدة هيئة روراوة التي تعتبر المسؤول الأول عن الأمور التنظيمية، لمساعدة الوزارة على إنجاح هذا المشروع. « ممثل الفاف روراوة أدار ظهره لمشروع الاحتراف» اتهم السيد كنوش حسين رئيس الفاف مباشرة حين قال أنه أدار ظهره للاحتراف، وحمله بنسبة كبيرة مسؤولية فشل بداية المشروع، الذي كان سيلقى نجاحا كبيرا لو تم التعاون بين الوزارة والاتحادية الجزائرية لكرة القدم، ولو لم تجد الوزارة نفسها في إطلاق مشروع كرة القدم من دون تلقي المساعدة من اتحادية اللعبة. «الفاف لم تتعاون أبدا مع المسؤول الأول عن الرياضة الهاشمي جيار» واصل السيد كنوش اتهام الفاف ورئيسها محمد روراوة، مؤكدا أن هذا الأخير وهيئته لم يتعاونا مع الوزير جيار، ولم يتم التشاور في البنود العريضة للاحتراف، رغم أن جيار هو الوزير المكلف بالرياضة، والرجل الأول في هذا البلد المسؤول على كل الرياضات، لهذا عدم التعاون معه من قبل الفاف يعتبر شيئا لا منطقيا. «منحونا قنبلة موقوتة بإطلاق مشروع الاحتراف ومطابقة دفتر الشروط» فضلا عن ذلك واصل المتحدث باسم الوزارة سرد حقائق مشروع الاحتراف في الجزائر، مشيرا أن الفاف منحت الوزارة مسؤولية تبني قنبلة مؤقتة، وهي إطلاق مشروع الاحتراف في وقت قصير، مع إلزامية احترام دفتر الشروط، من دون تلقي أي مساعدة، وهو ما جعل الوزارة مجبرة على إطلاق المشروع لوحدها، وبذل مجهودات جبارة من أجل الانطلاقة. «مسؤولو الفاف حضروا اجتماعين فقط من الاجتماعات التي تهم الاحتراف» ذهب السيد كنوش بعيدا في تصريحاته حين اتهم مسؤولي الفاف بتجاهل الاجتماعات التي انعقدت بخصوص مشروع الاحتراف، مؤكدا أن مسؤولي مبنى دالي إبراهيم حضروا اجتماعين فقط، من جملة عشرات الاجتماعات التي عقدت في إطار إطلاق مشروع الاحتراف في كرة القدم الجزائرية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تجاهل الفاف التام للاحتراف وأدار مسؤوله محمد روراوة ظهره للمشروع. «الاجتماعات مهمة وتتناول إجبارية دخول النوادي للاحتراف من قبل الفيفا» فضلا عن ذلك تطرف المتحدث باسم الوزارة إلى أهمية الاجتماعات التي عقدت دون حضور مسؤولي الفاف، موضحا أن عديد الأمور تمت مناقشتها من بينها إجبارية دخول الأندية إلى الاحتراف، ودفتر الشروط الذي يمكن تطبيقه على أرض الواقع مع الأندية الجزائرية، وحول إجبار الفيفا الأندية لدخول عالم الاحتراف. « وجدنا أنفسنا نجتمع لوحدنا مع الوزارات الأخرى لمنح الامتيازات للأندية» من بين الأمور التي وجدت الوزارة نفسها وحيدة في معالجتها حسب السيد كنوش، هي الدخول في مفاوضات واجتماعات مع وزارات أخرى من أجل المساعدة في إطلاق وإنجاح مشروع الاحتراف، لا سيما أن منح الأراضي والقيمة المالية للأندية لا تتحكم فيه وزارة الشبيبة والرياضة فقط، بل يجب التطرق له مع الوزارات الأخرى، وكل هذا قامت به الوزارة لوحدها مع غياب مساعدة الفاف، دون نسيان التكفل بالشبان وكل ما واكب ذلك في مشروع الاحتراف، فقال إن من اتهم الوزارة بتعطيل الأمور فهو مخطئ، لأن الأمور ليس بالسهولة التي يتصورها البعض. «حتى الجوية الجزائرية تفاوضنا معها لوحدنا لتخفض 50 بالمائة من سعرها» فضلا عن ذلك، قال المدير العام للرياضة في الوزارة أن الوصاية لوحدها تفاوضت مع الخطوط الجوية الجزائرية من أجل خفض أسعارها إلى النصف بالنسبة للأندية الجزائرية ، مؤكدا أن الفاف كانت مجبرة على مساعدة الوزارة بتخطي كل هذه العقبات، لا سيما أن المشروع لا يخص فقط الوزارة، بل للفاف مسؤولية على الأندية الجزائرية. «الأندية لم تفهم حقيقة ال10 ملايير فهي قرض من البنوك وليست هبة من الدولة» في سؤال للصحفيين حول حقيقة ال10 ملايير التي وعدت الدولة بمنحها إلى الفاف، أكد كنوش أن الأندية لم تفهم حقيقة الأموال التي ستمنحها الدولة، مؤكدا أنها عبارة عن قرض وليس هبة، فالبنوك لا يمكنها أن تمنح أموالا من دون أن تعود إليها، وهذا ما لم يفهمه العديد من رؤساء نوادي بطولتنا المحترفة. «البنوك لم تمنح الأموال لأن رؤساء الأندية لم يفهموا حقيقة هذه الأموال» واصل السيد كنوش الحديث عن ال10ملايير، مضيفا أن البنوك لم تقرر منح الأموال لأن العديد من رؤساء الأندية لم يفهموا حقيقة هذه الأموال لحد الآن ، مضيفا أن على الجميع فهم الحقيقة ومعرفة الخطوات قبل التنقل إلى البنك، وقبل أن تقرر هذه البنوك تسريح القيمة المالية للأندية. «ستمنح القيمة بالتقسيط والبنوك ليست مجبرة على منح القيمة دفعة واحدة» ختم السيد كنوش الحديث مؤكدا أن العشرة ملايير يمكن أن لا تمنح للأندية مرة واحدة، فالبنك يمكن أن يمنحها بالتقسيط لأنها ستكون موجهة إلى بناء مراكز التكوين، مع التأكد بالضبط أن الأموال ستخصص إلى هذه المشاريع، وفي الأخير أصر السيد كنوش أن الفاف هي المسؤولة الوحيدة على تعطيل مشروع الاحتراف وليس الوزارة.