قال رئيس اللجنة الأولمبية، والطبيب السابق للمنتخب الوطني،الدكتور حنيفي في حوار خص به أمس الزميلة الوطن بأن الأطباء الروس للخضر في الثمانينيات كانوا يتسترون على ملفات اللاعبين ويرفضون منحه المعلومات الطبية لرفقاء بلومي وماجر مما دفعه الى تقديم استقالته. وأوضح الدكتور الذي عمل مع المدرب روغوف وسابقيه " لا يمكنني التأكيد بأن لاعبينا كانوا يتناولون المنشطات ولكن ما يعيشه حاليا لاعبونا الدوليون من مشاكل اجتماعية بسبب أبنائهم المعوقين يوحي بأن هناك علاقة مباشرة مع المنتخب الوطني". قضية تناول لاعبي المنتخب الوطني لمواد تسببت في إنجابهم لأطفال معوقين في صورة محمد شعيب ومحمد قاسي السعيد ومناد وعبد القادر تلمساني ولارباس وكويسي، أخذت هذه المرة أبعادا دولية بعدما نشرت اليومية الفرنسية "لوموند" موضوعا عنها مشيرة إلى أن المنتخب الذي هزم ألمانيا لاعبوه يكونون قد تناولوا بعض المواد المحظورة. وحتى إن كان الدكتور حنيفي متحفظا من إمكانية إثبات ذلك فإن رفقاء شعيب طالبوا بحقهم في معرفة الحقيقة وهو ما يريد الرأي العام معرفته، حقيقة مرة أم لا، المهم أن يكشف عما حدث في عهد رايكوف وروغوف أين جلبا المدربان أطباء روس منحوا أقراصا مجهولة للاعبينا خلال التربصات . والغريب في كلام حنيفي أن هذا الأخير راسل الفاف والوزارة قبل تقديم استقالته في ذلك الوقت فكان رد المسؤولين " أترك روغوف وأطباءه يعملون في هدوء ولا دخل لك فيما يقومون به من عمل". هذا الرد يوحي بأن مسؤولي الاتحادية وكذا مصالح وزارة الشباب والرياضة كانت على دراية بالأمر ومنحت الضوء الأخضر لتوزيع تلك الأقراص المشبوهة ولا أحد تساءل عن الخطر الذي قد تتسبب فيه مثل هذه الممارسات على صحة اللاعبين ولا على سلامتهم الجنسية والوراثية. صحيح أن كسر الطابوهات وفتح النقاش حول ملف شائك مثل ملف المنشطات أو المواد المحظورة سيضرب بمصداقية نجوم الخضر في الثمانينيات وقد يطعن حتى في نتائج المنتخب الوطني خلال تلك الفترة التي حقق فيها منتخبنا ما لم يحققه لحد الساعة، غير أن الشجاعة تحتم على المسؤولين الحاليين للفاف والوزارة فتح الملف والبحث عن الأجوبة مع من عايش تلك الحقبة وتقديم ما يمكن تقديمه من أجوبة ومعاقبة من أذنب إن أمكن، فليس عيبا أن تعتذر الفاف للاعبين المعنيين وتقدم لهم تعويضات حتى وإن كانت لا تصل إلى حد تعويضهم أبنائهم المرضى ، غير أن العيب كل العيب في أن يتهرب الجميع من مواجهة مسؤولياتهم بشجاعة ويكتفون برمي الملف إلى غياهب الأرشيف .