قرر مزيان إيغيل مغادرة العارضة الفنية لشبيبة القبائل، وهو الذي صرح عندما رحل من الشلف وتوجه الى أعالي جرجرة، بأنه سيلعب مع الشبيبة الأدوار الأولى لنيل اللقب، وقبله بساعات دفع المدرب التلمساني، فؤاد بوعلي نحو بوابة الخروج من شبيبة بجاية، ليلتحق بطابور الراحلين في نهاية مرحلة الذهاب، مثلما حدث لمدرب نصر حسين داي، سعيد حموش والقائمة طويلة. وفي الوقت الذي كان الكل يتابع فيه بداية سوق التحويلات الشتوية على مستوى اللاعبين، تحول الميركاتو إلى سوق لتحويل المدربين، ليطرح موضوع رحيل وترحيل التقنيين في الدوري المحترف الجزائري بقسميه، علامة استفهام كبيرة عما يحدث في النوادي، فلا يعقل أن تستمر الظاهرة بهذا الريتم دون أن يدق أصحاب القرار ناقوس الخطر، فالفاف التي قررت الاستعانة بالمدربين الأجانب بعدما أقرت بفشل المدربين الجزائريين في قيادة المنتخبات الوطنية بسبب نتائج بن شيخة وآيت جودي، وتعاقدت مع الفرنسي نوبيلو لتدريب الشبان، نسيت أولوية مساعدة المدربين الجزائريين في هيكلة أنفسهم وتطهير مهنتهم من الدخلاء، لأن ما يحدث في عالم المدربين الجزائريين يندى له الجبين، والتعفن الذي بلغته هذه المهنة لا يمكن لأحد أن يخفيه، فكم من مدرب تحول الى مناجير يبزنس باللاعبين وبالمباريات، وكم من مدرب أخذ "الشكارة" تسبيق ولا تهمه مصلحة الفريق، يغض البصر عما يشاهده، ويترك المسيرين يعبثون بالجانب الفني ولا يحرك ساكنا، وعوض أن تمنح الفاف الإجازات للمدربين مثلما وزع ذلك البروفيسور بوعلام لاروم في الخريف، كان الأجدر على الاتحادية إنشاء مدرسة للمدربين وجمعية للتقنيين. مزيان إيغيل الذي توج بلقب الدوري مع الشلف جوان الفارط، وجد نفسه في ورطة مع شبيبة القبائل، ولم يحقق النتائج المرجوة، بالرغم من معرفته الكبيرة بالرئيس حناشي، ففضل رمي المنشفة والبحث عن فريق آخر أو وجهة أخرى، وهو مقتنع بأن الكرة الجزائرية مريضة، والفترة التي نعيشها هي فترة جمع الأموال لنهبها ليس إلا. دون شك ستحطم كل الأرقام في رحيل المدربين هذا الموسم، وقد يصل المعدل إلى ثلاثة مدربين في الموسم لأغلبية الفرق التي تدعي بأنها مقبلة على الاحتراف، لكن ما الذي يمكن فعله لفرملة هذه الظاهرة، في ظل تواجد عصابة من المسيرين قزموا دور المدربين واشتروا ذممهم بأجور تسيل اللعاب