بفوزنا على الشقيق الليبي تكون الجزائر قد عادت لمكانها الطبيعي ضمن كبار القارة السمراء وهو المحفل الذي سيقام بداية العام القادم في جنوب إفريقيا والذي غبنا عن آخر نسخة منه في الغابون وغينيا الاستوائية العام الماضي، الجزائر لم تنتظر طويلا وعادت للظهور مجددا بقيادة جديدة واسم جديد هو البوسني وحيد حاليلوزيتش الذي استطاع قيادة المنتخب للوصل للمرة 15 في التاريخ لنهائيات كأس إفريقيا ،بالعلامة الكاملة حيث أطاح بداية بالمنتخب الغامبي ذهابا في بانجول وإيابا في البليدة برباعية قبل أن يجهز على ليبيا أخيرا على أمل أن تكون المشاركة في جنوب إفريقيا على قدر التأهل وتحقق الجزائر ما عجزت عنه في آخر 23 سنة، كأس عرف فيه المنتخب انكسارات كثيرة وانتصارات أكثر منذ المشاركة الأولى في إثيوبيا إلى آخر مشاركة قبل عامين من الآن نلخصها فيما يلي 1968 الجزائر لأول مرة في المحفل الإفريقي انتظرت الجزائر للمشاركة في أول كأس إفريقية لها 11 سنة كاملة وكان ذلك في النسخة السادسة من الكأس التي أقيمت آنذاك في إثيوبيا لأنه وكما يعلم البعض أن الجزائر كانت تخوض حربها من أجل التحرير وكانت مشاركتها رمزية بفريق جبهة التحرير، المنتخب الوطني بقيادة حسن لالماس لم يستطع تجاوز الدور الأول وأقصي بعد تسجيله لهزيمتين ضد كل من ساحل العاج بثلاثية من دون رد وإثيوبيا صاحبة الأرض بثلاثية أيضا مقابل تحقيقه لانتصار وحيد كان ضد أوغندا وبرباعية كاملة من دون رد. حسن لالماس نجم المنتخب الوطني الدورة الأولى للمنتخب الوطني عرفت تألقا لافتا لنجم الشباب البلوزدادي حسن لالماس الذي استطاع أن يخطف كل الأضواء بتسجيله ثلاثة أهداف في لقاء واحد كان ضد المنتخب الأوغندي من ضمن خمسة سجلها المنتخب في الدورة فأهدافه في تلك الدورة سجلها كل من حسن لالماس في ثلاث مناسبات ، كالام في مناسبة و عميروش في مناسبة أيضا ، المشاركة الأولى وإن انتهت على أعتاب الدور الأول إلا أنها كانت مشجعة وحملت عديد المؤشرات الإيجابية بقيادة المدرب الفرنسي لوسيان لوديك الذي يحسب له أنه أول من قاد المنتخب الجزائري للوصول إلى المحفل الإفريقي كما كان له شرف تحقيق أول انتصار كان على حساب أوغندا. المشاركة الثانية في نيجيريا 1980 وثاني أحسن نتيجة في التاريخ مثلما انتظرت الجزائر 11 سنة كاملة من أجل المشاركة في الدورة الأولى لها انتظرت أيضا 12 سنة أخرى لتشارك في الثانية وكان ذلك في نيجريا 1980 ، المشاركة في الكأس الثانية لم ترهب شبان الجزائر القادمين بقوة، حيث احتلوا الصدارة في الدور الأول ضد كل من المغرب، غينيا والعملاق غانا بواقع انتصارين وتعادل واحد وهو ما خول لهم الصعود للدور نصف النهائي وقابلوا منتخب مصر والذي ألحقوه بقائمة ضحاياهم ولكن هذه المرة بركلات الترجيح ( 4 – 2 ) بعد ما انتهى اللقاء بهدفين في كل شبكة، مسيرة رفقاء لخضر بلومي توقفت على أعتاب أصحاب الأرض الذين أطاحوا بالجزائر وبنتيجة كبيرة مقدارها ثلاثية من دون رد ، نذكر أن الجزائر في هذه الدورة سجلت ستة أهداف منها هدفان لبن ساولة ، هدفان لبن ميلودي هدف لبلومي وهدف أخير لصالح عصاد. الدورة أفرزت جيلا جديدا سيطر على الكرة الإفريقية فيما بعد دورة نيجريا 1980 وكما يعرفها الجميع كان لها الفضل في الكشف عن أهم أجيال الكرة الإفريقية على العموم والجزائرية على الخصوص بعد ما أعلنت عن ولادة جيل جزائري جديد ساهم بشكل كبير فيما بعد في إعطاء صورة حقيقة للكرة الإفريقية في المحافل العالمية، جيل ضم بلومي، بن ساولة، عصاد، فرقاني، قندوز، سرباح وغيرهم كثير كانوا شبانا وغير معروفين في تلك الفترة لكن كان مُكتبا لهم أن يتركوا بصماتهم في تاريخ الكرة الجزائرية خاصة فيما بعد بكونهم أهم جيل في الجزائر. 1982المشاركة الثالثة في ليبيا وهدف غانا في الدقيقة 103 أنهى الأحلام عامان بعد أول نهائي للجزائر دخلت النخبة الكأس الإفريقية الموالية التي أقيمت آنذاك في الجارة ليبيا وهي المشاركة التي لم تكن على قدر الطموحات، الجزائر أنهت الدور الأول بكل قوة بعد أن حققت خمس نقاط من أصل ست ( في تلك الفترة الانتصار كان يحسب بنقطتين )، حيث انتصر المنتخب في أول لقاء أمام زامبيا بهدف من دون رد وواصل انتصاراته في اللقاء الثاني بإطاحته لنيجيريا بهدفين مقابل هدف وحيد لكن النخبة الوطنية أقصيت في الدور نصف النهائي على يد المنتخب الغاني الذي حقق اللقب فيما بعد وبهدفين مقابل ثلاثة ليواصل المنتخب بعد ذلك سقطاته وانهزم أيضا في اللقاء الترتيبي أمام منتخب زامبيا الذي كان قد فاز عليه في الدور الأول ، الجزائر في تلك الدورة سجلت خمسة أهداف، منها هدفان لعصاد هدف لمرزقان هدف لزيدان وهدف سجله لاعب المنتخب النيجيري ضد مرماه. الاستهتار سبب ضياع اللقب عادت النخبة الوطنية خائبة من طرابلس بعد ما احتلت المرتبة الرابعة فقط في حين أن العودة بالكأس كانت الهدف بما أن المنتخب الوطني كان لا يقهر آنذاك وحقق تأهلا كبيرا لمونديال إسبانيا، المنتخب الوطني كان بإمكانه تحقيق اللقب بسهولة فبعد دور أول ممتاز دخل لقاء غانا في نصف النهائي بكل قوة وبقي متفوقا إلى غاية الدقيقة التسعين والتي حملت هدف تعادل قاتل للنجوم السوداء، الوقت كان في متناول لاعبي الخضر للعودة في الأشواط الإضافية لكن العكس هو الذي حدث بعدما قتل لاعب غانا اللقاء بهدف ثالث في آخر أنفاس الشوط الإضافي الأول حوّل به أحلام الشعب في أول كأس إلى كابوس ، ليتوجه بفريقه فيما بعد للفوز بهذه الكأس التي كانت أقرب للجزائر. المشاركة الرابعة الكاميرون 1984 ضربات الترجيح تبتسم لأصحاب الأرض دورة الكاميرون بعد عامين كانت من أجل العودة بلقب،حيث بدأها المنتخب الوطني بكل قوة وتأهل في المركز الأول رغم أن المجموعة كانت صعبة جدا، حيث أطاح بمالاوي في لقاء الافتتاح بثلاثية من دون رد وتوجه بعده ليطيح بغانا بهدفين من دون رد ، قبل أن يصطدم بالمنتخب النيجيري العنيد وانتهى اللقاء بالتعادل السلبي، في الدور نصف النهائي التقت الجزائر بالمضيف الكاميرون وانتهى اللقاء في وقته الأصلي والإضافي من دون أهداف ليحتكم المنتخبان إلى الركلات الترجيحية والتي أعلنت تأهل الأسود غير المروضة بأربع ركلات مقابل خمس وتنتهي بذلك أحلام خالف الذي قاد آخر دورة له مع المنتخب الجزائري وكانت الثالثة في المجموع ، في دورة الكاميرون سجلت الجزائر خمسة أهداف سجلها بويش، مناد، بن ساولة، بلومي وفرقاني بواقع هدف لكل لاعب. كأس ثانية تضيع بطريقة سهلة بعد عامين من نهائيات ليبيا والتي ضيّعت فيها النخبة الوطني كأسا كانت في المتناول توجهت الجزائر إلى الكاميرون على أمل أن تمحو المشاركتين السابقتين و تعود باللقب من هناك، لكن ذلك لم يحصل وأقصي المنتخب من الدور نصف النهائي على يد أصحاب الأرض وبضربات الجزاء بعد ما انتهى اللقاء على نتيجة التعادل السلبي ، الجزائر آنذاك كانت قوية جدا لكن الحظ فقط هو من وقف في وجهها ليؤجل التتويج للسنوات القادمة. المشاركة الخامسة مصر 1986 المنتخب المونديالي يخرج من الدور الأول عامان فيما بعد توجه المنتخب الوطني إلى أرض الكنانة مصر بطموح جديد وبمدرب جديد هو الشيخ سعدان الذي قاد المنتخب قبل ذلك إلى التأهل إلى المونديال الثاني في تاريخ المنتخب، الجزائر أقصيت من الدور الأول وفي جعبتها نقطتان فقط حصلتهما من تعادلين ضد كل من المغرب في اللقاء الأول بنتيجة بيضاء وزامبيا في اللقاء الثاني بنفس النتيجة مع خسارة وحيدة كانت ضد الكاميرون بثلاثية مقابل هدفين ، وهما الهدفان الوحيدان اللذان سجلتهما الجزائر في تلك الدورة وجاءا عن طريق ماجر في الدقيقة الستين وماروك في الدقيقة الواحدة والسبعين. التفكير في المونديال سبب الخروج من الدور الأول أسوأ مشاركة للجيل الذهبي الجزائري كانت من دون شك مشاركة مصر سنة 1986، فبعد ما حقق المنتخب الوطني تأهلا باهرا ولم ينهزم طيلة التصفيات سواء الإفريقية أو المونديالية شارك من أجل المشاركة فقط وتحضيرا للمونديال بما أن الترشيحات كانت تصب كثيرا في خانة الجزائر من أجل تحقيق المفاجأة في مونديال المكسيك ، المنتخب الوطني خرج من الدور الأول ومن دون انتصار في مجموعة ضمت آنذاك الكاميرون زامبيا والمغرب وهو ما حصل أيضا في كأس العالم بعد ما خرج من الدور الأول أيضا في مجموعة ضمت كلا من البرازيل إيرلندا وإسبانيا. المشاركة السادسة المغرب 1988 لعنة ركلات الترجيح تطارد الخضر المشاركة السادسة للجزائر كانت بعد عامين فيما بعد وغير بعيدة عن الجزائر أقيمت في الجارة المغرب، حيث عرفت تأهلا صعبا للنخبة الوطنية في الدور الأول بعد ما مرت بفارق الأهداف فقط عن ساحل العاج ، أشبال المدرب الجديد روغوف حققوا تعادلا في أول لقاء ضد ساحل العاج وانهزموا في اللقاء الثاني ضد المغرب وكان محتما عليهم الفوز في الثالث من أجل التأهل وهو ما حصل بعد ما أطاحوا بمنتخب الزائير بهدف وحيد من دون رد في نصف النهائي قدمت النخبة الوطنية لقاء قويا ضد المنتخب النيجيري لكن ركلات الجزاء لم تبتسم لنا بعد ما انتهى اللقاء بهدف في كل شبكة سواء في وقته الأصلي أو الإضافي وغادرت الجزائر مرة أخرى من دون الحصول على التاج الإفريقي، في اللقاء الترتيبي الذي لم يكن يحمل أي أهمية تفوقت الجزائر على أصحاب الدار المغرب بركلات الترجيح أيضا بعد أن انتهى اللقاء بنتيجة التعادل هدفا في كل شبكة أيضا، يذكر أن المنتخب الوطني سجل في تلك الدورة أربعة أهداف جاءت عن طريق كل من بلومي فرحاوي والمغترب رشيد معطر في مناسبتين، وجب التنويه أن تلك الدورة عرفت مشاكل كثيرة بين اللاعبين خاصة النجوم منهم. نهاية جيل ذهبي من دون الحصول على لقب المشاركة الأخيرة للجيل الذهبي الجزائري في المغرب 1988 لم تأت كما اشتهاها الكل، حيث خرجت الجزائر مرة ثالثة من نصف النهائي وبركلات الترجيح مرة أخرى وهذه المرة أمام المنتخب النيجري ، كما أنها أنهت جيلا ذهبيا من دون أن يحصل على أي لقب قاري أو حتى تأهلا إلى ثاني أدوار المونديال، المتضرر الأكبر من دون شك كانت الأسماء التي أفنت حياتها لخدمة القميص الوطني حين تركت مكانها لأسماء جديدة في الكأس القادمة التي أقيمت في الجزائر لتحصل على اللقب الوحيد للجزائر. المشاركة السابعة في الجزائر 1990 اللقب الأول والأخير إلى الآن الجزائر انتظرت 33 سنة كاملة من أجل تحقيق اللقب القاري الأول لها والأخير في نفس الوقت، وانتظرت أيضا أن تقام الدورة في أرضنا ووسط جماهيرنا وكان ذلك في عام 1990 ، المنتخب الوطني آنذاك وبأسماء شابة وجديدة حصد الأخضر واليابس وسحق كل الفرق التي جاءت ، الجزائر حققت العلامة الكاملة في الدور الأول عندما سحقت نيجيريا التي كانت مرشحة لمزاحمتنا على اللقب بخماسية كاملة وتلتها ساحل العاج بثلاثية ومصر أخيرا بثنائية، في نصف النهائي التقى أشبال الشيخ كرمالي مع السينغال وفازوا بصعوبة بالغة بهدفين مقابل هدف وحيد لنعاود بعدها اللقاء بنيجيريا في النهائي وفزنا عليها مجددا بهدف يتيم كان الهدف الأغلى في تاريخ الكرة الجزائرية بما أنه منحنا اللقب الأول والأخير ، الجزائر في هذه الدورة سجلت ثلاثة عشر هدفا كاملا كأعلى حصيلة في تاريخ الجزائر كان نصيب هداف الدورة آنذاك جمال مناد أربعة أهداف تلاه زميله عماني بثلاثة فيما كان نصيب كل من ماجر و وجاني هدفان ،أما الهدفان المتبقيان فسجلهما كل من شريف الوزاني و موسى صايب. الأرض والجمهور كانا عاملين في حسم الفوز باللقب لقب كأس إفريقيا عام 1990 ومن دون الإنقاص من قيمة المجموعة المتواجدة آنذاك وحتى من قيمة شيخ المدربين عبد الحميد كرمالي كان الفضل الكبير في انتزاعه لعاملي الأرض والجمهور ، حيث أن الجزائر لم تكن تضم أسماء كبيرة قادرة على انتزاع اللقب في مكان آخر باستثناء بعض الأسماء من الجيل الذهبي كماجر ومناد وهو ما ظهر جليا فيما بعد في الدورة التالية، لذلك فجماهير خمسة جويلية كان بإمكانها تتويج أي فريق كان حتى لو كان متواضعا، بالإضافة إلى عامل مهم آخر وهو مشاركة أقوى منافسينا في تلك الفترة المنتخب المصري بتشكيلة الآمال خوفا من ردة فعل الجزائريين خاصة بعدما ما حدث في التصفيات المونديالية في القاهرة وحادثة بلومي الشهيرة. المشاركة الثامنة السينغال 1992 مهزلة زغنشور بطل القارة السمراء في عام 1990 الجزائر توجه بعد عامين إلى السينغال للدفاع عن لقبه الذي حصل عليه على أرضه، التشكيلة الوطنية آنذاك كانت مهلهلة وأغلب لاعبيها إما مستواه متواضع وإما كبير في السن على شاكلة ماجر وهو ما أدى بالجزائر إلى الخروج من الدور الأول رغم أن المنتخب وقع في مجموعة سهلة نسبيا من ثلاث فرق يتأهل فريقان و ضمت الكونغو المتواضع وساحل العاج المتوسط لكن المنتخب عجز عن التأهل وأقصي في الدور الأول لتعرف هذه المشاركة فيما بعد بمهزلة زغنشور، المنتخب الوطني تعادل ا بهدف لهدف أمام الكونغو وانهزم بثلاثية أمام ساحل العاج وهي نفس النتيجة التي حققت قبل عامين لكن لصالح المنتخب، يذكر أن هدف الجزائر الوحيد في تلك الدورة سجله بويش. نهاية العصر الذهبي للكرة الجزائرية وبداية عصر النكسات مع انتهاء دورة السينغال يكون قد انطلق وبصفة رسمية عهد الجزائر مع النكسات وانطفاء شعلة العصر الذهبي والذي وإن لم يكن كثير الألقاب إلا أنه كان بانتصارات كثيرة ، الجزائر ودعت في تلك الكأس ما تبقى من نجوم العصر الذهبي وانطلقت في البحث عن جيل جديد طال انتظاره إلى غاية 2010 مع الشيخ سعدان. المشاركة التاسعة جنوب إفريقيا 1996 مشاركات المنتخب الوطني المتتالية عرفت انقطاعا في سنة 1994 بسبب ما عرف بقضية كعروف أين أقصي المنتخب من المشاركة في كأس إفريقيا في تونس بسبب مشاركة هذا اللاعب المعاقب وعرفت القضية أبعادا كثيرة كإبعاد إيغيل مزيان مدى الحياة ، وبعد عامين من ذلك جدد المنتخب عهده مع المشاركات الإفريقية لكن بجيل جديد متواضع الإمكانيات حدوده القصوى كانت التأهل وهو ما انعكس فيما بعد على باقي المشاركات ، رفقاء لعزيزي حققوا تأهلا سهلا إلى الدور الثاني من تلك الكأس بعد أن تعادلوا في اللقاء الأول أمام زامبيا من دون أهداف وانتصروا على كل من السيراليون بهدفين من دون رد و بوركينا فاسو بهدفين مقابل هدف وحيد لكنهم اصطدموا بأصحاب الأرض و خرجوا من الدور ربع النهائي بعد هزيمة بهدفين مقابل هدف وحيد ، أشبال المدرب علي فرقاني سجلوا في تلك الدورة خمسة أهداف، منها هدفان من الخماسية كانا من نصيب علي مصابيح فيما سجل الثلاثة أهداف الباقية كل من خالد لونيسي ، بلال دزيري وطارق لعزيزي. المشاركة العاشرة بوركينا فاسو 1998 أسوأ مشاركة في تاريخ الجزائر إذا كانت الجزائر قد خرجت من الدور الأول قبل هذه المشاركات عدة مرات إلا أن المشاركة في كأس إفريقيا في بوركينا فاسو تبقى الأسوأ في تاريخ الجزائر والوحيدة التي خرج فيها المنتخب من دون تحقيق ولا نقطة واحدة، بعد ما انهزم في اللقاءات الثلاثة التي لعبها ضد كل من غينيا بهدف وحيد من دون رد ، الكاميرون بهدفين مقابل هدف وحيد وأصحاب الأرض بوركينا فاسو بنفس النتيجة، التشكيلة التي قادها عبد الرحمن مهداوي عرفت عددا كبيرا من لاعبي وداد تلمسان في صورة غير مبررة بالمرة ، حيث شارك في تلك الكأس لاعبون مستواهم لا يسمح لهم حتى باللعب في فريق الشبيبة أو اتحاد العاصمة الأقوياء آنذاك لكن مهداوي و ” بالمعريفة ” ومن دون حسيب أو رقيب اصطحب معه أسماء كتب في سجلها أنها شاركت في كأس إفريقيا لكن بالمقابل كانت هذه المشاركة هي الأسوأ في تاريخ المشاركات الإفريقية ، دورة بوركينا فاسو 1998 عرفت تسجيل هدفين فقط للنخبة الوطنية الأول كان من نصيب بلال دزيري فيما كان الثاني من نصيب صايب عن طريق ركلة جزاء. المشاركة الحادية عشرة غانا ونيجيريا 2000 بعد المشاركة الأسوأ عادت الجزائر بعد عامين بتشكيلة شابة ممزوجة بين المحليين والمحترفين مثل صايفي ، غازي ، مزوار و موسوني لتلعب حظوظها للمرة الحادية عشرة عندما أقيمت الدورة في دولتين لأول مرة وهما غانا ونيجيريا، الدور الأول كان مبشرا جدا بعد ما حقق أشبال المدرب المغترب ناصر سنجاق التأهل بسهولة تامة على حساب الكونغو أين تعادلنا من دون أهداف و الغابون أين فزنا بثلاثية مقابل هدف وحيد ومنتخب جنوب إفريقيا الذي تأهل بصحبتنا حيث تعادلنا معه في آخر اللقاءات من دور المجموعات بهدف في كل شبكة لكن المنتخب اصطدم في الدور ربع النهائي بفريق قوي جدا هو منتخب الكاميرون الذي هيمن فيما بعد على القارة بقيادة مبوما، إيتامي ماير ، صامويل إيتو وبيار وومي وانهزم بهدفين مقابل هدف وحيد ، مشاركة كانت موفقة إلى أبعد الحدود لكن الوقوع في طريق المنتخب الكاميروني أفسد كل شيء، يذكر أن الجزائر سجلت في تلك الدورة خمسة أهداف كان نصيب هداف المنتخب التاريخي تاسفاوت هدفان فيما سجل كل من دزيري ، موسوني وغازي هدفا واحدا. المشاركة الثانية عشرة مالي 2002 ماجر يعود كمدرب المشاركة الثانية عشرة في مالي عرفت عودة الأسطورة رابح ماجر لقيادة المنتخب لكن هذه المرة كمدرب ، لكن المشاركة لم تكن على قدر الطموح وخرجت الجزائر من الدور الأول بنقطة واحدة أمام المنتخب الضعيف ليبيريا في مجموعة ضمت بالإضافة إلى الأخير كلا من أصحاب الأرض و نيجيريا، حيث انهزم المنتخب في لقاءين أمام مالي ونيجريا وبنفس النتيجة هدفين من دون رد فيما تعادل مع المنتخب المتواضع ليبيريا بهدفين لهدفين، رفقاء المتألق نصر الدين كراوش لم يوفقوا في هذه المشاركة التي اعتبرت ثاني أسوأ مشاركة في التاريخ والتي عرفت أيضا تغيير السياسة الكروية للجزائر بالتوجه نحو شبان الجزائر في القارة العجوز والتقليل من الاعتماد على المنتوج المحلي الذي لم يعد نافعا، مشاركة كانت سيئة على كل الأصعدة ولم يكن لها أي مميزات عدا الهدفين اللذين سجلهما المنتخب في لقاء ليبريا لكل من أكرور ونصر الدين كراوش. المشاركة الثالثة عشرة تونس 2004 كان بالإمكان تحقيق أفضل مما كان المشاركة الموالية كانت في الجارة تونس، عرف المنتخب حينها تدعيما نوعيا بانضمام مجموعة كبيرة من شبان الجزائر المتألقين في الملاعب الأوروبية في صورة زياني ، عنتر ، شراد و بلوفة بالإضافة إلى ألمع الأسماء في البطولة مثل لعريبي ، زافور و حسين أشيو ، من دون أن ننسى الأسماء المتألقة سابقا ككراوش و صايفي ، الدورة عرفت تألقا لافتا للنخبة الوطنية ولولا هدف الشماخ في الدقيقة الأخيرة في دور ربع النهائي لذهب المنتخب بعيدا ولم لا العودة بالكأس، المنتخب الوطني حقق تأهلا رائعا في الدور الأول بتعادل أمام الكاميرون بهدف في كل شبكة وفوز باهر على الشقيق المصري بهدفين مقابل هدف وحيد وخسارة مفاجأة أمام زمبابوي بهدفين مقابل هدف وحيد ، ليتقابل بعدها أشبال العائد الشيخ سعدان مع المنتخب المغربي الذي وأقصى المنتخب الوطني بثلاثية مقابل هدف وحيد بعد التمديد إلى الوقت الإضافي. هدف أشيو يبقى في التاريخ الجزائر في تلك الدورة سجلت خمسة أهداف كان منها هدف لشراد ضد الشقيق المغرب ، هدف لزافور ضد المنتخب القوي الكاميرون ، فيما سجل قنبلة ذلك الوقت حسين أشيو هدفين واحد ضد زمبابوي برأسية أهل به المنتخب وآخر سيبقى راسخا في تاريخ المشاركات الجزائرية كأحسن هدف تم تسجيله ضد المنتخب المصري عندما انطلق نجم اتحاد الجزائر سابقا من منتصف الملعب متخطيا كل من جاء في طريقه وموقعا الهدف الثاني في مرمى نادر السيد. المشاركة الرابعة عشرة أنغولا 2010 الجزائر تعود للتألق مشاركة 2004 لم يتم الاستثمار فيها بشكل جيد وتم تحطيم المجموعة بالكامل ما انجر عنه غياب المنتخب عن الدورتين اللتين تلتا دورة تونس في كل من مصر 2006 و غانا 2008 ليسجل المنتخب عودته في الدورة التالية في أنغولا 2010 باصما بذلك على مشاركته الرابعة عشرة في التاريخ ، عودة المنتخب بقيادة الشيخ سعدان مرة أخرى كانت مظفرة وعاد بالمنتخب لاعتلاء المنصات حين تأهل لنصف النهائي بعد 20 سنة كاملة ، فرغم البداية السيئة ضد مالاوي عندما خسرت النخبة الوطنية بثلاثية من دون رد إلا أن العودة كانت سريعة وحقق رفقاء المتألق كريم زياني انتصارا ضد مالي وتعادلا ضد أصحاب الأرض المنتخب الأنغولي ، ليلتقي فيما بعد مع منتخب ساحل العاج الذي انضم إلى قائمة الضحايا لكن رغبة كوفي كوجيا الحكم البنيني وقفت في وجه المنتخب عندما منح التأهل للمنتخب المصري بطريقة فاضحة شاهدها الملايين من الناس. مشاركة المتناقضات وملحمة كابيندا تبقى نقطة مضيئة في تاريخ المنتخب منتخب سعدان الذي تأهل إلى كان أنغولا كان قويا جدا وكان قد حقق لتوه تأهلا تاريخيا للمونديال لكن الأحداث تسارعت فيما بعد وكثرت المشاكل التي أدت مرة أخرى إلى غياب الجزائر عن النسخة الماضية في غينيا الاستوائية و الغابون، مشاركة ستبقى راسخة في ذهن كل من عايشها بما أنها حملت متناقضات كثيرة بداية بالانتقادات التي لم تتوقف رغم النتائج الطيبة مرورا بالمستوى الكبير الذي قدمه زملاء زياني خاصة في لقاء ساحل العاج والذي عرف فيما بعد بملحمة كابيندا وانتهاء بقضية كوفي كوجيا وما حدث في لقاء نصف النهائي ، لكن على العموم تبقى من أحسن المشاركات في تاريخ الجزائر بما أنه وصلنا إلى نصف النهائي الأول بعد 20 سنة كاملة. حاليلوزيتش ثالث أجنبي يقود الجزائر في مشاركاتها الإفريقية بتحقيقه للتأهل ضد الشقيقة ليبيا يكون الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش قد دخل تاريخ مشاركات الجزائر في الكأس الإفريقية بكونه ثالث مدرب أجنبي يشرف على حظوظ الجزائر في أحد المحافل القارية، ففي مجمل مشاركات الجزائر الأربعة عشرة السابقة أشرف مدربان أجنبيان فقط على المنتخب في النهائيات في المشاركة الأولى 1968 والسادسة عام 1988 الفرنسي لوسيان لوديك أول مدرب أجنبي في أول مشاركة المدرب الأجنبي الأول الذي استطاع قيادة المنتخب كان لوسيان لوديك الذي أشرف على العارضة الفنية للمنتخب في أول مشاركة سنة 1968 والتي لم تكن موفقة كثيرا، لوسيان حقق انتصارا وحيدا على أوغندا برباعية من دون رد مقابل خسارتين أمام أصحاب الأرض إثيوبيا بثلاثية مقابل هدف وحيد وساحل العاج بثلاثية نظيفة ، التقني الفرنسي أشرف آنذاك على كوكبة كبيرة من نجوم الجزائر الخالدين أمثال عبروق، لموي، بودن، عطوي، سيريدي، حشوف، بالكلام، حسن لالماس وغيرهم. الروسي إيفغيني روغوف الثاني و الأخير المدرب الثاني الذي أشرف على المنتخب الوطني في أحد المحافل القارية كان المدرب الروسي إيفغيني روغوف في كأس إفريقيا التي أقيمت في المغرب سنة 1988 ، روغوف اقترب بشدة من الفوز باللقب عندما تأهل إلى الدور نصف النهائي لكن ركلات الترجيح ابتسمت لنيجريا ، روغوف أشرف على آخر كأس للجيل الذهبي للجزائر وضم حينها أسماء كبيرة كبلومي، مناد، شعيب، فرحاوي، مغارية، مرزقان وغاب عن هذه الكأس الأسطورة رابح ماجر بسبب المشاكل التي حدثت آنذاك مع الاتحاد ، يذكر أن روغوف كانت له تجربة سابقة في سنة 1981 عندما أهل المنتخب الوطني لكاس إفريقيا والعالم رفقة الشيخ سعدان لكن تم سحب البساط من تحت قديميه وجلب بدله خالف و مخلوفي. ليكنس أهل المنتخب لكن لم يكن له شرف المشاركة اسم آخر لا يمكن أن نحتسبه كما أنه لا يمكن أن نمر عليه أيضا من دون الإشارة إليه وهو البلجيكي جورج ليكنس ، هذا الأخير أهل المنتخب الوطني لكأس إفريقيا 2004 في تونس قبل أن ينسحب لأسباب شخصية تاركا المجال للشيخ سعدان من أجل إتمام المسيرة وقيادة المنتخب في النهائيات ، ليكنس كان قد فاز في لقاءي العودة الأخيرين المؤهلين لكان تونس 2004 على ناميبيا بهدف وحيد من دون رد فيما تعادل مع التشاد من دون أهداف وكان المدرب القدير عبد الحميد زوبا قد قاد لقاءي الذهاب عام قبل ذلك. سعدان و خالف قادا المنتخب في ثلاث مناسبات لكل منهما من بين 12 مشاركة أخرى أشرف عليها مدربون جزائريون يحوز كل من الشيخ سعدان والمدرب الآخر محي الدين خالف على نصيب الأسد ، حيث قاد كل واحد منهما المنتخب في ثلاث مناسبات ، خالف قاد النخبة الوطنية في ثلاث مناسبات متتالية 1980 في نيجريا ، 1982 في ليبيا وأخيرا 1984 في الكاميرون ، أما الشيخ سعدان فقاد المنتخب في ثلاث مناسبات أيضا لكن متفرقة فقد قاد المنتخب في أول مشاركة له عام 1986 في مصر ليغيب بعدها مطولا إلى غاية 2004 أين عاود الظهور في دورة تونس، أما الأخيرة فكانت في 2010 في دورة أنغولا التي حقق فيها أحسن نتائجه ببلوغه الدور نصف النهائي. كرمالي المتوج الوحيد ، ومشاركة مهداوي و ماجر الأسوأ في التاريخ باقي المشاركات الست للمنتخب أشرف عليها مدربون جزائريون بواقع مشاركتين للشيخ عبد الحميد كرمالي 1990 و1992 كانت الأولى المشاركة الوحيدة التي عرفت تتويج المنتخب بلقب قاري فيما توزعت باقي الأسماء على مشاركة واحدة لكل منها 1996 علي فرقاني ، 1998 عبد الرحمن مهداوي والذي قاد الجزائر لأسوأ مشاركة في تاريخها بثلاث هزائم ( مهداوي كان يدرب وداد تلمسان وأخذ معه مجموعة كبيرة من لاعبي هذا الفريق، ناصر سنجاق 2000 وأخيرا رابح ماجر 2002 في مالي.