"إعادة شاوشي قرار صائب وأراه الأولى بحراسة عرين الخضر" " مواجهات الأسود دائما تكون بطابع سياسي والإرادة وحدها من تصنع الفارق" " العنانبة معروفون بتعلقهم بالخضر وسيكونون خير سند لأشبال بن شيخة" مع بدء العد التنازلي تحسبا لمواجهة الداربي المرتقبة في السابع والعشرين من شهر مارس الجاري بين المنتخبين الجزائري والمغربي برسم الجولة الثالثة من تصفيات المجموعة الرابعة المؤهلة لكأس إفريقيا2012، ارتأينا العودة إلى اللاعبين الدوليين الذين تقمصوا ألوان الخضر في العشريات السابقة لنتحدث إليهم عن هذه المواجهة وكذا بعض المباريات التي واجهوا فيها أسود الأطلس. وفي هذا السياق، كان لنا أمس اتصال بالحارس القوي نصر الدين دريد الذي تحدث مطولا عن العرس الكروي المزمع إجراؤه بمدينة عنابة كما فتح قلبه لقراء "الخبر الرياضي" عندما عاد بهم إلى سنوات خلت قبل أن يتكلم عن حال المنتخب الجزائري في الآونة الأخيرة. أهلا بك سيد دريد معك صحيفة الخبر الرياضي.. أهلا بكم ومرحبا وشكرا على تذكركم لي.. لا شكر على واجب، نريد فقط أن نجري معك حوار يخص المواجهة القادمة التي ستجمع الخضر بالمغاربة ونريدك أن تعطينا رأيك في بعض المواضيع.... أنا تحت تصرفكم أولا ومع اقتراب المواجهة المنتظرة بين المنتخب الوطني وشقيقه المغربي، كيف يرى دريد هذا الموعد بأعينه وما هي نظرته لهذا اللقاء الذي يراه الشعب الجزائري هاما ومصيريا لأشبال الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة باعتبار أن الخسارة تعني فقدان رفقاء زياني لحظوظهم في الواجد بدورة غينيا الإستوائية والغابون؟ يا أخي ماذا يمكن ان أقول لك في هذا الشأن....أنا شخصيا أعتقد أن الجميع يتفق على أنها مواجهة صعبة وحاسمة خاصة بالنسبة للنخبة الوطنية التي لا تملك سوى خيار الفوز للإبقاء على حظوظها قائمة في التواجد ب"الكان" المقبل خاصة بعد التعثر في الجولتين الفارطتين أمام تنزانيا بعقر الدار وإفريقيا الوسطىببانغي لأن أي نتيجة غير الانتصار تعني رهن حظوظ التواجد في موعد غينيا الاستوائية والغابون، كما أنه لا يجب أن نغفل نقطة هامة في هذا الشأن وهي أن مواجهاتنا السابقة أمام المغرب دائما ما تحمل طابعا سياسيا وتلغى فيها كل مقاييس المنافسة، فالإرادة والتحفيز الجيد هو الذي غالبا ما حسم الموقف في كل اللقاءات. وهل ترى أن التشكيلة الوطنية قادرة على رفع هذا التحدي خاصة أن المنافس عاد بقوة في المدة الأخيرة بعد فوزه في مباراته السابقة أمام تنزانيا بدار السلام كما أن لاعبيه أظهروا امكانيات كبيرة في المواجهتين الوديتين أمام إيرلندا الشمالية والنيجر بالإضافة إلى تألق غالبيتهم في مختلف الأندية الأوروبية التي يلعبون لها ؟ أنا شخصيا أتعجب من التصريحات والتحليلات التي تتحدث عن قوة المنتخب المغربي، لأنه من غير الممكن أن تعتبر الفوز أمام المنتخب التنزاني مؤشرا على قوة وتماسك تشكيلة أسود الأطلس التي عجزت عن تخطي منتخب إفريقيا الوسطى بعقر دارها، ثم لا يجب أن ننسى أن أشقائنا في المغرب عجزوا حتى عن التأهل إلى "الكان" السابق في وقت أن الخضر وصلوا إلى الدور نصف النهائي من كاس إفريقيا بأنغولا وشاركوا في المونديال في الأخير. لكن تركيبة المنتخب تغيرت كثيرا سواء على مستوى الطاقم الفني بانتداب غيرتس أو حتى من ناحية التعداد الذي تدعم بعدة أسماء معروفة تنشط داخل القارة العجوز كما أن الجامعة المغربية لكرة القدم لا تريد تفويت الفرصة مرة أخرى ووضعت إمكانيات جبارة تحت تصرف المنتخب حتى تكون حاضرة في الكان القادم؟ من وجهة نظري الشخصية التي أرى أنني شبه متأكد منها وهي أن أن المنتخب المغربي يبقى في متناول منتخبا لأنني أعتبره فريقا هشا يفتقد لروح المجموعة.. فرغم أنه يضم أسماء رنانة في سماء الكرة الأوروبية كبوصوفة وخرجة والشماخ، لكن التقني البلجيكي إيريك غيرتس ومع كل احتراماتي له لم يتمكن لحد الآن من تكوين منتخب قوي ومتماسك لأنني أرى أن روح المجموعة لا زالت تنقص الأشقاء عكس منتخبنا الذي حقق نتائج رائعة في السنتين الفارطتين بفضل تماسك وانسجام لاعبيه بالإضافة للروح الأسرية التي تجمعهم ببعضهم البعض. وكيف ترى الحوار التكتيكي بين الناخب الوطني بن شيخة ومنافسه البلجيكي سيما أن الكثيرين يؤكدون أن تكوين وخبرة غيرتس قد تصنع الفارق للمنتخب المغربي عكس بن شيخة الذي لم يسبق له التعامل مع مثل هذه الوضعيات الصعبة؟ حسب رأيي وتجربتي المتواضعة، فبن شبخة مطالب بالدخول بقوة في هذا اللقاء والضغط منذ البداية على الخصم ودفعه لارتكاب الأخطاء لأن مفتاح الفوز بهذا المواجهة هو التسجيل مبكرا لإنقاص الضغط وإرباك المنافس وكذا خلط أوراقه، كما أتمنى أن يحسن المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة توظيف عناصره، خاصة بعد التغييرات التي حدثت على التشكيلة مقارنة بتلك التي ألفناها مع المدرب السابق رابح سعدان. على ذكر التشكيلة، كيف ترى القائمة المستدعاة لهذا الموعد وهل أن بن شيخة أحسن اختيار قائمة ال23؟ بن شيخة اعتمد على معيار المنافسة وكان جد عادل في اختيار القائمة، وأرى أنه غير محظوظ لأنه لن يتمكن من الاعتماد على عدة عناصر جيدة على شاكلة قادير، قديورة، حليش، مطمور، ومغني. نقاطعه.... وهل تعتقد أن بن شيخة محق في قراره خاصة بالنسبة للثلاثي حليش، مطمور ومغني؟ من وجهة نظري، فهو قرار صائب ولو كنت مكانه لاتخذت نفس القرار، لأنه لا مجال للعاطفة عندما يتعلق الأمر بالألوان التي يجب أن يدافع عنها الأكثر جاهزية، ومع هذا فأتمنى أن يكون الجدد في مستوى الثقة التي وضعت فيهم وأن يؤكدوا مستواهم وأحقيتهم بالتواجد مع المجموعة في هذا اللقاء المصيري. وبخصوص عودة الحارس شاوشي، كيف تلقيت خبر استدعائه مجددا؟ أعتبر أن حارس وفاق سطيف فوزي شاوشي الأحسن وطنيا، وأنا شخصيا سعدت بخبر عودته إلى صفوف الخضر، لكن بالمقابل أتمنى أن يكون قد اعتبر من الفترة الماضية التي أبعد فيها من التشكيلة الوطنية، وحفظ الدرس جيدا بخصوص ضرورة تحسين سلوكه والتركيز جيدا لأن إمكاناته الفنية والبدنية تؤهله إلى أن يكون الحارس الأول في المنتخب الجزائري. كونك حارسا دوليا سابقا ،من ترى من ثلاثي حراس المرمى الأحق بالتواجد كأساسي في مواجهة المغرب؟ إذا عمل الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة بنفس المنطق الذي اعتمده في اختيار قائمته للاعبين المعنيين بالداربي المغاربي، فالأولى له أن يقحم شاوشي كأساسي لأنه أفضل جاهزية مقارنة بمبولحي الذي لم يلعب سوى لقاء أو لقائين مع فريق الروسي الجديد، وهنا أريد أن أضيف شيئا أخر.... تفضل .... إذا استثنينا منطق نقص الخبرة، فإن الأولى بحراسة مرمى المنتخب الوطني هو ودون نقاش حارس المولودية العاصمية زماموش الذي يتواجد في أحسن حالاته وبرز بشكل لافت في الكأس الإفريقية الأخيرة للمحليين، ولولا نقص خبرته لاستحق منصب الحارس الأول في المنتخب الوطني. نبتعد الآن عن التشكيلة وحراس المرمى ، لنتحدث قليلا عن أرضية الميدان ،فخلال السنوات الأخيرة دأبت النخبة الوطنية على استقبال منافسيها سواء بالبليدة أو ملعب 5 جويلية، ألا ترى أن القرار القاضي بالتنقل إلى مدينة عنابة قد يضر بالنخبة الوطنية أكثر مما ينفعها سيما أن أغلبية أشبال بن شيخة لم يسبق لهم أن لعبوا بمدينة بونة ما عدا عنتر،بوقرة وزياني؟ لا... إطلاقا، فمدينة عنابة ستساعد كثيرا عناصر المنتخب الوطني، بما أنها تتوفر على كل الظروف المناسبة لإراحة عناصر المنتخب، من فنادق، جو مساعد، ملعب جيد وكبير، بالإضافة إلى الجمهور العنابي المعروف بحبه الكبير للألوان الوطنية، وطريقته في المناصرة التي ستكون دعما كبيرا لرفقاء زياني في هذا اللقاء الذي يحمل طابعا خاصا. نعود قليلا إلى الوراء ونتذكر أيم زمان لننقل حديثنا إلى زاوية أخرى، فدريد كثيرا ما واجه المغاربة، ما هي المباراة التي مازالت تحتفظ بها ذاكرتك؟ كل مواجهات المنتخب المغربي كانت تجري في أجواء حماسية وتعرف تنافسا كبيرا بين طرفيها، لكن تبقى المقابلة الترتيبية في دورة كأس إفريقيا سنة 88 التي احتضنتها المغرب راسخة في ذهني، خاصة خلال ضربات الترجيح، حيث تمكنت من صد ركلة جزاء للاعب مغربي رغم إصرار حكم المواجهة آنذاك على إعادتها لثلاث مرات لأهدي بذلك المرتبة الثالثة للخضر. الآن تنرك لك حرية ختام هذا الحوار الشيق..... أولا أتمنى أن تسود الروح الرياضية والطابع الأخوي المباراة التي ستجمعنا بأخواننا المغاربة الذين تجمعنا بهم العديد من أواصر المحبة كما أريد أن أؤكد أن الفريق الوطني قادر على هزم أشبال غيرتس ونيل الثلاث نقاط التي تعيدنا مجددا إلى حسابات التأهل كما أوجه ندائي إلى الجماهير العريضة التي ستؤم مدرجات ملعب 19ماي وأنصحها بالوقوف حتى الدقيقة الأخيرة من عمر اللقاء إلى جانب عناصر التشكيلة الوطنية