عار.. عار .. عار.. هو الذي شاهده الجزائريون أمس وعلى المباشر وهم يحتفلون بذكرى خمسينية الاستقلال، خمسون سنة والجزائر لا تملك ملعبا محترما بإمكانه احتضان الضيوف والمباريات الودية، خمسون سنة وسياسة البريكولاج متواصلة ومن أعلى مستوى، خمسون سنة والمسؤولون يكذبون على الجمهور وعلى المباشر، ماذا لو تدرب المنتخبان ليلة اللقاء على مسبح 5 جويلية لأنه لا يجوز إطلاق تسمية أرضية ملعب يحمل رمزية خاصة على ما وقفنا عليه أمس، من يتحمل مسؤولية الفضيحة التي تابعها الجزائريون،هل هو مدير المركب الذي لم يستح وهو يؤكد صلاحية الأرضية وأنها لن تتأثر بالأمطار، أم روراوة الذي هو أعلم الناس بالمسبح ولم يعارض رغبة مدربه في اللعب أمام 50 ألف متفرج وأصر على فضحنا دوليا. دزيكو، بيانيش وفيغولي لاعبو كرة قدم وليس لاعبو كرة الماء يا… ربما نسي المسؤولون عن الكرة في بلادنا أن اللاعبين الذين أجبروهم على اللعب أمس في مسبح 5 جويلية هم لاعبو كرة قدم وليس كرة الماء، فلاعب مثل دزيكو لم يلعب من قبل في حقل للبطاطا أو مزرعة أرز، ربما استفاد لاعبو البوسنة من تجربة جديدة في الجزائر مغامرة في القارة السمراء ليس في المجال الرياضي بل في المجال الزراعي، لماذا يا روراوة تصر على فضحنا أمام الملأ وأنت تعرف أن الملعب الذي بحوزتك فاقد للصلاحية، لماذا يا مدير المركب تنافق مسؤوليك وشعبك وأنت تعرف أن الأمطار ستفضحك ولماذا يا حاليلو أصريت على الاحتفال بأرضية رفضت أن تواجه عليها منافسيك من قبل. فضيحة لقاء الجزائرالبيضاءوالجزائر الخضراء تعاد بعد موسم كامل شاءت الصدف أن تعاد الكارثة التي وقف عليها الجزائريون أمس في نفس اليوم مع غياب الأمطار فقط، ففي 15 نوفمبر من السنة الماضية وفي المباراة التي واجه فيها منتخب الجزائرالبيضاء منتخب الجزائر الخضراء بعد أن غاب المنتخب الكاميروني، ذهل الجمهور الجزائري من حجم الكارثة التي كانت عليها الأرضية وهاهي اليوم وبعد مضي عام كامل تبقى كما هي عليه، غير أن الأمطار زادت من سوئها وحولتها إلى بركة من الأوحال لا تصلح حتى لزراعة البطاطا مثل ما ردده الأنصار، فقرار الوزير بغلق الملعب قبل اللقاء كان صائبا لكن بعدما شاهدناه يجب فتح تحقيق ومحاسبة كل من وقف وراء هذا العار الذي لطخ صورة الجزائر وكأننا لا نملك إلا حقل 5 جويلية لاستقبال الضيوف عليه. ليس على هذا الإسطبل تستقبل البرازيل عجزنا حتى عن إيجاد الكلمات التي نصف بها ما شاهدناه أمس، أرضية لا تختلف عن الإسطبل والمسؤولون يريدون جلب نجوم البرازيل وكأنه لا ينقصنا إلا تصدير العار لأمريكا اللاتينية، فلقطة سقوط عودية وغرق وجهه في بركة المياه صفعة للمسؤولين الذين يكذبون على الجمهور الرياضي ويقولون أن الأرضية جاهزة وهي التي لم تصمد إلا الدقائق الأولى لتنطلق المهزلة من عقالها، ألم يكن بالإمكان برمجة اللقاء في الأرضية الجديدة لتشاكر وتفادي المهزلة التي كرهناها، كفانا.. كفانا.. كفانا عارا.