أجلس جوزيه مورينيو حارس ريال مدريد ومنتخب اسبانيا الأول إيكر كاسياس على مقاعد الاحتياط ضد ملقا، وصرح بعد ذلك مؤكداً أنه مقتنع بقراره الفني بما أن أدان حالياً أفضل من كاسياس الذي يعتبره الجميع أفضل حارس في تاريخ اسبانيا. جلوس كاسياس احتياطياً كان أمراً مستبعداً لدى كثيرين، لكن مورينيو أقدم عليه بكل جرأة، وهو أمر يبدو مفاجئاً للوهلة الأولى، لكن لو أدخلنا عنصراً مهماً في المعادلة وهو رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز لأدركنا بأن ما جرى لم يكن مفاجئاً. فالسجلات التاريخية للأخبار تؤكد بأن فلورنتينو بيريز لا يحب كاسياس ويريد التخلص منه، حيث يراه عقبة في طريق مشروع النجوم الذي يريد بناءه دوماً، ويبدو أن بيريز كان يدرك بأن كاسياس سيسبب بعض المشاكل عند قدوم نجوم جدد بشكل مستمر، فالجميع على اطلاع بما يقال أن إيكر خلق “حزباً اسبانياً" داخل أروقة الفريق ضد حزب البرتغاليين والأرجنتينيين والنجوم القادمين. وكان رئيس ريال مدريد السابق رامون كالديرون قد صرح عام 2009 لقناة الجزيرة الرياضية قائلاً “فلورنتينو لا يملك علاقات مع اللاعبين، ويجب أن نشكر الدعم الجماهيري لكاسياس الذي أبقاه مع الفريق لأن بيريز لا يريده ولا يريد راؤول"، تصريحات كالديرون جاءت قبل خروج راؤول فصدقت بشق ولم تصدق بالشق الأخر حتى الآن على أقل تقدير. ولو عدنا إلى أخبار سوق الانتقالات في الفترة الأولى لفلورنتينو بيريز التي استمرت حتى عام 2006، فإن فلورنتينو حاول التعاقد مع جان لويجي بوفون أكثر من مرة، وفي ذلك الوقت انتشرت تقارير بأنه غير مقتنع بأن كاسياس الحارس المثالي للريال، وأشارت صحف في عام 2009 إلى أن كاسياس لم يكن راضياً عن عودة فلورنتينو إلى الإدارة بسبب العلاقة الفاترة وقلة الاهتمام الذي يلقاه مع عودة من يطلق عليه المدريديون لقب “الشامخ"، وهو ما جعل عودة بيريز مقترنة بأخبار رحيل كاسياس في تلك السنة إلى تشلسي، وتصريحات عديدة في ظل إصابة بيتر تشيك. ويمكن فهم قرار مورينيو متناغماً مع قناعة رئيس النادي بأن إيكر كاسياس ورغم شعبيته فليس الحارس الذي لا يمس، ويبدو أن انخفاض مستوى إيكر الواضح مؤخراً كان فرصة مهمة لتطبيق قناعة آمن بها طويلاً ولم يجرؤ عليها.
