من كان يتابع مباريات الجولة السادسة عشر من بطولة الرابطة الأولى المحترفة كان ينتظر كل شيء إلاّ أن يسمع أن المولودية الوهرانية فارضة التعادل بعد 85 دقيقة أمام شبيبة بجاية، وأحسن من ذلك «الحمراوة» لم يكتفوا بنقطة التعادل و«صديقو» فعلها، وسجل هدف الفوز، في سيناريو لم يكن ينتظره حتى المناصر الأكثر تفاؤلا في القاعدة الشعبية للحمراوة، نعم المولودية حققت «المعجزة» وعادت بكامل الزاد أمام الشبيبة المحلية، في فوز مفاجئ وثمين لأشبال المدرب سي الطاهر شريف الوزاني، الذي نجح في أول امتحان له على رأس العارضة الفنية لمولودية وهران. المولودية تفوز لأول مرة خارج الديار في الوقت الذي كانت نهاية 2012 مسكا بتحقيق نتائج جد إيجابية مع المدرب السابق جمال بن شاذلي، فإن بداية 2013 كانت رائعة، حيث عرف «الحمراوة»كيف يحققون أول فوز لهم خارج الديار لهذا الموسم، وهو فوز له أكثر من دلالة، وهو الذي جاء في ظروف خاصة للغاية، لأن الفريق عانى الكثير في فترة الميركاتو الشتوي ورغم كل الصعوبات نجح في تحقيق الانتصار أمام أحد أقوى الفرق في الرابطة الأولى المحترفة. لا إضراب «يحبّسنا» ولا غياب المنتدبين «يؤثر علينا» وقد جاء هذا اللقاء في ظروف استثنائية، فالفريق عاش الإضراب ولم يتدرب 10 أيام تقريبا، يعاني من عدة إصابات، تغيير على مستوى العارضة الفنية وأخيرا عدم تأهيل العناصر الجديدة، إلى درجة أن المدرب شريف الوزاني اضطر إلى تغيير لاعبين في التعداد واستدعى كل من وامان وبوعزة في آخر لحظة لتعويض فراجي وآشيو غير المؤهلين، لكن رغم ذلك «الحمراوة» فعلوها ببجاية وأكدوا أنهم يتحدون الصعاب ولا يُبالون بالمهمات الصعبة أو التي يراها البعض مستحيلة إلى درجة أن البعض علق على فوز بجاية ب«المعجزة»، لأن فريق آخر عادي لا يستطيع أن يحقق ما حققه رفقاء بوتربيات سفيان. شريف الوزاني يحقق الأهم ويأتي بالإضافة اللازمة وقد نجح العائد شريف الوزاني في أول امتحان له على رأس العارضة الفنية لمولودية وهران، حيث في الوقت الذي كان ينتظر الجميع الهزيمة، في ظل الظروف الصعبة التي بدأ فيها الوزاني المهمة، فإن «الطاهر» حقق ما هو أهم وعاد بفوز ثمين ناجحا في أول امتحان له على رأس العارضة الفنية لمولودية وهران ونستطيع القول أنه نجح في تقديم الإضافة لأن الكل يعلم أن شريف الوزاني يصر على اللعب بحرارة كبيرة واللعب بانسجام وككتلة واحدة، حيث نجح اللاعبون في تعويض نقص التحضير بالعزيمة والإرادة، التي كانت سيدة الموقف بملعب الوحدة المغاربية. اللاعبون كانوا رجالا وأكدوا أن المشكل ليس في قيمة التعداد من جهتهم اللاعبون أدوا ما كان منتظرا منهم وحققوا الفوز، رغم الصعاب وأكدوا أنهم يستحقون أخذ الأموال التي طالبوا بها في فترة الراحة وأنها حقهم المشروع، ورغم كثرة الغيابات كانوا في المستوى وأفرحوا «الحمراوة» في هذا اللقاء مؤكدين مرة أخرى أن مشكل مولودية ليس في قيمة اللاعبين بل المشاكل هي التي كانت تؤثر في كل مرة على مردودهم، أول أمس ببجاية أكد رفقاء سباح زين العابدين أن لهم كلمة يقولونها، في هذا الموسم. من اللاعبين الذين سيتهمهم طياب بترتيب نتيجة اللقاء؟ نُذكّر أنه في نهاية الموسم المنصرم أن كانت المولودية قد أحدثت مفاجأة من العيار الثقيل وفازت أمام شبيبة بجاية بعقر دارها حارمة هذا الفريق من التتويج بأول لقب بطولة في تاريخه وفي نفس الوقت نجحت في تفادي شبح السقوط، بعد ذلك اللقاء الكل شكك في نتيجته وحتى رئيس الشبيبة حينها اتهم بعض لاعبيه برفع أرجلهم، بما فيهم، قاسم مهدي، ماروسي ومعيزة، فيا ترى هذه المرة أي لاعب ستتهمه إدارة الشبيبة بالتلاعب بنتيجة اللقاء أم أن مسيرو شبيبة بجاية وجميع من شكك في نزاهة فوز المولودية في الموسم المنصرم فهموا أن كرة القدم علم غير دقيق ولا يعترف بالمنطق؟ طريق البقاء يُعبد، لكن المهمة لن تكون سهلة الفوز الذي حققه الحمراوة ببجاية سيكون له أثر إيجابي كبير، سيرفع من معنويات اللاعبين والأنصار ويجعل مستقبل المولودية زاهر، ولو أن البقاء لن يكون سهلا، خاصة بعد فوز فريق وداد تلمسان بملعب 5 جويلية، لكن انتصار الحمراوة في صالح الفريق، الذي لو يواصل على هذا النحو لن يعيش نفس متاعب الموسم المنصرم ويضمن بقاءه قبل نهاية الموسم. المنافسة ستكون «شرسة» مع الرؤوس الجديدة ما حققه رفقاء عمار العياطي بملعب الوحدة المغاربية له أثر آخر لأنه تحقق من دون مشاركة العناصر الجديدة، ما يعني أن العناصر التي وقعت لصالح مولودية وهران لن تكون مهمتها سهلة لخطف المكانة الأساسية، بالعكس ستكون صعبة للغاية، لأن رفقاء عواد لن يتركوا مناصبهم تضيع بسهولة، آشيو، فراجي والآخرون يعلمون الآن جيدا أنه عليهم أن يعملوا بقوة إن أرادوا زعزعة ترتيب اللاعبين.