برمجت مؤسسة سونلغاز مجموعة من المشاريع لمضاعفة الحجم الإجمالي للطاقة الكهربائية في غضون سنة 2017 بنحو 8050 ميغاواط إضافية، وذلك للاستجابة للطلب المتزايد والتجاوب مع الارتفاع السنوي المتوقع ب14 بالمائة في الطاقة القصوى المطلوبة المسجلة في فصل الصيف، والذي بلغ رقما قياسيا مساء الخميس الفارط بتسجيل 9777 ميغاواط، حسب بيان للمؤسسة ذكر بالمناسبة بأن تعطل أشغال خطي نقل الكهرباء إلى الجنوب عبر بريكة بسبب اعتراض بعض الجهات يبقى يتسبب في حالات الانقطاعات المتكررة للتيار بهذه المناطق ويرهن كل برنامج لتأمين النظام الكهربائي عبر الوطن. وبهذ الخصوص أوضح الرئيس المدير العام لشركة سونلغاز السيد نور الدين بوطرفة انه سيتم الإبقاء على عملية القطع التناوبي للتيار الكهربائي في منطقة الجنوب الشرقي للبلاد إلى غاية نهاية فصل الصيف للحفاظ على التوازن بين العرض والطلب. وأشار السيد بوطرفة، أمس، أنه وباستثناء هذه المنطقة لم يشهد النظام الكهربائي الوطني من جوان إلى غاية اليوم إلا ثلاثة أيام صعبة"، وأن الولايات المعنية أساسا بهذا القطع تتمثل في بسكرة والوادي وباتنة (بريكة). وأشارت نشرية إعلامية لمؤسسة سونلغاز تلقت "المساء" نسخة منها أمس إلى أنه بغرض الاستجابة للطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية المسجلة خلال السنوات الأخيرة وخاصة في فصل الصيف، ومجابهة الانقطاعات المتكررة للكهرباء بفعل الحرارة الشديدة وتأخر تشغيل مجمعات التوليد الموجودة في حالة ترميم، لجأت المؤسسة إلى وضع برنامج انجاز هياكل كهربائية وغازية لضمان تغطية هذا الطلب المرتفع مع مراعاة منحاه التصاعدي بنسبة 20 بالمائة في غضون سنة 2017. وفي هذا الإطار، برمجت المؤسسة العمومية مشاريع جديدة لمضاعفة قدرات الإنتاج والتوزيع ونقل الكهرباء من خلال إنجاز 9 محطات مركزية للكهرباء بطاقة اجمالية مقدرة ب8050 ميغاواط، 300 مركز للضغط العالي والضغط المرتفع، شبكة نقل إضافية للضغط العالي بحوالي 10 آلاف كلم، و500 كلم من شبكة نقل الغاز لتموين المحطات الرئيسية للكهرباء لتوليد الكهرباء. ومع تجسيد هذه المشاريع الجديدة يرتقب أن تسجل الطاقة القصوى المطلوبة التي تمثل الحجم القياسي لاستهلاك الكهرباء زيادة سنوية بنسبة 14 بالمائة، حيث يتوقع أن ترتفع من 10032 ميغاوات المسجلة في 2012، إلى نحو 19316 ميغاواط متوقعة في 2017. من جانب آخر، ذكرت نشرية سونلغاز أن موجة الحر الشديد التي اجتاحت مختلف ولايات الوطن خلال الأيام القليلة الماضية وما صاحبها من ارتفاع في حجم استهلاك الكهرباء، تسببت إلى إحداث اضطرابات في التوزيع وخاصة في مناطق الجنوب الجزائري، وهو ما أدى بمتعامل النظام الوطني للكهرباء ومؤسسة "سونلغاز" إلى تكثيف نداءاتهما للتنبه من احتمال حدوث انقطاعات والدعوة إلى ضرورة عقلنة وترشيد الاستهلاك. وأكدت النشرية أن تموين مناطق الجنوب بالكهرباء سيشهد تحسنا ويتم تأمينه بشكل أفضل من خلال تشغيل الخطين الجديدين لنقل الكهرباء ذات الضغط العالي، المسيلة - بريكة وعين جاسر – بريكة، موضحة في هذا الإطار بأن مؤسسة هندسة الكهرباء والغاز وضعت كل الإجراءات لإنهاء إنجاز هذين المشروعين في الآجال المحددة، "غير أن اعتراض جهات على المشروعين أدى إلى تعطل الأشغال". وأوضحت المؤسسة في هذا السياق أن تأخر استكمال هذين الخطين الأساسيين "لا يرهن عملية تموين مناطق الجنوب بالكهرباء فحسب وإنما يرهن عملية تأمين كل النظام الوطني لتوزيع الكهرباء"، مبرزة أهمية الخطين المسيلة – بريكة وعين جاسر- بريكة الجديدين في نقل الكهرباء إلى مناطق الجنوب الشرقي للبلاد، وموضحة في نفس الصدد بأنه في انتظار تجسيد المشروعين فإن متعامل النظام الوطني للكهرباء مجبر على اللجوء إلى القطع المبرمج للتيار الكهربائي ما بين الساعة الواحدة والخامسة بعد الظهر لتجنب حدوث حالة انقطاع كلي للكهرباء في كافة مناطق الجنوب. كما تتسبب حالة الاعتراض على استكمال أشغال الخطين حسب نفس المصدر في تأخير عمليات تحسين كل برامج تطوير ونقل وتوزيع الكهرباء بالمنطقة، مع الإشارة إلى أن 40 بالمائة من برنامج التطوير لازال لم يستكمل، فيما لم يتم استكمال سوى ثلثي برنامج تطوير شبكة نقل الكهرباء.
استهلاك قياسي ب9777 ميغاواط مساء الخميس الفارط
على صعيد آخر، أشارت نشرية سونلغاز إلى أن المتعامل الوطني للنظام الكهربائي سجل يوم الخميس المنصرم على الساعة الثامنة و45 دقيقة مساء، استهلاكا قياسيا للطاقة الكهربائية بلغ 9777 ميغاواط، وذلك بفعل موجة الحر الشديدة التي شهدتها مختلف ولايات الوطن. وحسب العرض الذي قدمته مؤسسة سونلغاز فإن هذه الطاقة القصوى المطلوبة تجاوزت ب1518 ميغاواط النقطة القياسية للطاقة القصوى المطلوبة المسجلة في جويلية الماضي، وذلك بنسبة 18,3 بالمائة، كما سجلت ارتفاعا بنسبة 13,6 بالمائة مقارنة بالطاقة القصوى المطلوبة المسجلة في صائفة العام الماضي، والتي بلغت 8606 ميغاواط في 8 أوت في 2011. وقد بلغ الاستهلاك القياسي في الفترة الصباحية ليوم الخميس الماضي 9428 ميغاواط، سجلت على الساعة الواحدة والربع، في حين بلغ الطلب على الطاقة بالنسبة لكل الشبكة الكهربائية 204199,2 ميغاواط في الساعة، بزيادة مقدرة ب27,5 بالمائة مقارنة بالطلب الأقصى في شهر اوت 2011، ما دفع متعامل النظام الكهربائي إلى القيام بالقطع المبرمج للتيار من اجل حماية الشبكة وإحداث توازن بين العرض والطلب. وتجدر الإشارة إلى أن الإستهلاك المنزلي للكهرباء يمثل 60 بالمائة من الحجم الإجمالي لإنتاج الطاقة الكهربائية في الجزائر.