الانقطاع في الكهرباء سيستمر في الجنوب الشرقي للبلاد ذروة الاستهلاك وصلت في أوت إلى 10 آلاف ميغاواط و500 مكيف جديد كل عام كشف نور الدين بوطرفة الرئيس المدير العام لمؤسسة توزيع الكهرباء والغاز "سونلغاز" أن استهلاك الكهرباء وصل إلى ذروته وسجل رقما قياسيا لم تعرفه البلاد من قبل في الثاني أوت الجاري ب 9777 ميغاواط بزيادة عن العام الماضي تقدر ب 13,06 بالمائة، مرجعا الاسباب إلى الحرارة وزيادة عدد المكيفات المستعملة من طرف المواطنين ب 500 ألف مكيف سنويا، كما أكد أن الانقطاعات ستستمر في الجنوب الشرقي للبلاد خلال الصيف، وطالب بمخطط وطني جديد للكهرباء والغاز" لأن النظام الحالي وصل إلى حده ولم يعد قادرا على تلبية طلبات المواطنين. دافع الرئيس المدير العام لمؤسسة سونلغاز نور الدين بوطرفة بقوة عن مؤسسته في مواجهة التهم التي تصلها من المواطنين بخصوص انقطاع الكهرباء، وأوضح خلال استضافته أمس في منتدى جريدة "ليبرتي" أن سونلغاز أعيدت هيكلتها سنة 2002 وهي اليوم مؤسسة من بين 35 مؤسسة فرعية أخرى ضمن المجمع "هولدينغ"، وهي ليست مسؤولة كما يظن الكثيرين عن الانقطاعات في التيار الكهربائي وعن التوزيع والإنتاج وغيره وأن الدولة هي المسؤولة عن ضمان الخدمة العمومية في هذا المجال. وبكثير من التفاصيل حاول بوطرفة توضيح أن سونلغاز لا تنتج سوى 40 % فقط من الكهرباء عبر الوطن، والباقي تتكفل به مؤسسات أخرى، وفي العام المقبل ستنخفض هذه النسبة إلى 33% فقط، أما عن التوزيع والنقل فهو من اختصاص شركات فرعية أخرى. وفي سياق عرضه حول معدل الاستهلاك المسجل منذ بداية صيف هذا العام مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي كشف بوطرفة أن استهلاك الكهرباء هذا الصيف سجل رقما قياسيا لم تعرفه الجزائر أبدا وقد وصل يوم الخميس الثاني أوت الجاري في حدود منتصف النهار و45 دقيقة إلى الذروة ب 9777 ميغاواط، بزيادة تقدر ب 13,06 بالمائة مقارنة بالعام المنصرم وكذا بزيادة قدرت ب 1518 ميغاواط عن الطلب الأقصى المسجل في شهر جويلية من العام 2011. وأضاف أن زيادة الطلب على الكهرباء يعرف منحنى تصاعديا رهيبا في السنوات الأخيرة حيث وصل في نهاية 2009 إلى 6,2% ، وفي سنة 2011 إلى 14,04%، فمند 2006 ازداد الاستهلاك ب 3600 ميغاواط، وعليه إذا توقف الاستهلاك عند حدود 9700 ميغاواط - يقول المتحدث- هذا لن يطرح أي مشكل، أما إذا تجاوز 10 آلاف ميغاواط فإن ذلك سيطرح العديد من المشاكل، والوضعية الحالية للبلاد تقول أن الطلب يصل إلى 12 ألف ميغاواط صافية في حين لا تتعدى طاقة البلاد 10 آلاف ميغاواط. ويخوض بوطرفة أكثر في التفاصيل المتعلقة بهذا الموضوع ليعطي صورة واضحة وحقيقية عن الأسباب التي تقف وراء الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي عبر مختلف ولايات الوطن خلال الصيف والتي أثارت موجة من الاحتجاجات الاجتماعية في عدة مناطق فيقول أن التخطيط للرفع من طاقة الإنتاج يبنى على نسبة زيادة ب 5 بالمائة فقط ويجسد على مدى خمس سنوات، بينما الطلب في الواقع يقدر ب 14 بالمائة، وبلغت الأرقام الأخرى مخطط الزيادة يقدر ب3600 ميغاواط بينما الطلب في الواقع يصل إلى أكثر من 6 آلاف ميغاواط، أي أن الطلب فاق الاستثمارات المبرمجة. ومن الأسباب الأخرى التي تحدث عنها الرئيس المدير العام لسونلغاز والتي تسببت في عدم قدرة المؤسسة على تلبية الطلبات المتزايدة على الكهرباء عدم مواكبة شبكة النقل لمستوى الإنتاج، كاشفا عن أن الشركة المكلفة بتطوير شبكة النقل لم تستطع سوى تجسيد 60 إلى 70 بالمائة فقط من البرنامج المسطر لعدة صعوبات موضوعية أهمها مشكل العقار وعدم سماح المواطنين باستغلال أراضيهم لتمرير الخطوط، وما يقال عن النقل يقال أيضا عن شبكة التوزيع التي لم تستطع مسايرة الإنتاج والطلب فأصبحت الخطوط تستغل أكثر من طاقتها. وكشف بوطرفة بهذا الخصوص عن تسجيل زيادة في استعمال عدد المكيفات من قبل المواطنين ب 500 ألف مكيف كل عام، أي ما يقدر بألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية، وقال أن الاستهلاك المنزلي هذا يقدر عندنا ب 60 بالمائة بينما لا يتعدى في البلدان الأخرى 30 بالمائة وهو في نهاية الأمر لا يعطي أي قيمة مضافة للإنتاج الوطني، لكن بالمقابل محطات التوليد لن تبنى إلا كل خمس سنوات الشيء الذي خلق فجوة في التموين بالكهرباء يصعب سدها وأدت في النهاية إلى اللجوء إلى عمليات قطع دورية للكهرباء للحفاظ على النظام الكهربائي الوطني بصورة عامة ولضمان نوع من التوازن بين العرض والطلب. وفي نفس السياق أكد الرقم الأول في سونلغاز أن الانقطاعات في التيار الكهربائي ستستمر في الجنوب الشرقي للبلاد طيلة الصيف وبشكل منظم وإرادي بين الواحدة ظهرا والخامسة بعد الزوال إلى حين الانتهاء من انجاز خطي مسيلة بريكة وعين جاسر –بريكة الذين لهما أهمية كبيرة بالنسبة للنظام الكهربائي الوطني. وبعد كل هذا العرض خلص بوطرفة إلى أن الجزائر تعرف في السنوات الأخيرة تطورا كبيرا في مجال استهلاك الكهرباء والغاز لم يعد النظام القديم قادرا على مواكبته، وهو ما دعاه إلى المطالبة بنظام جديد في هذا المجال، ولم يستبعد اللجوء يوما ما لرفع تسعيرة الكهرباء وفق التكلفة الحقيقية لها. وبشأن إمكانية تعويض التجار عن الخسائر التي لحقت بهم جراء انقطاع الكهرباء أوضح رئيس مؤسسة التوزيع للجزائر العاصمة من جهته أن شركات التوزيع ليست لها علاقة مباشرة مع الزبائن وهي لا تعوضهم بشكل مباشر إنما لها عقود مع شركات التأمين وكل خسارة يتم إثباتها من طرف خبراء الشركات وأعوان سونلغاز يتم تعويضها بعد ذلك.