فند وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعبد اللّه غلام اللّه ما قيل حول تفضيل الوزارة قراءة القرآن برواية حفص بدلا من ورش واعتبر ما روّج حول هذا الموضوع مجرد ادعاءات. واستغل المسؤول الأول على قطاع الشؤون الدينية فرصة افتتاحه المسابقة الوطنية النسوية الثانية لحفظ القرآن الكريم وتجويده بدار الإمام بالمحمدية، ليؤكد أن الوزارة لم تأمر الأئمة بقراءة القرآن برواية حفص بل طلبت منهم القراءة برواية ورش في الصلاة جهرا تجنبا للشكوك بين المصلين الذين تعودوا على هذه القراءة التي تعد من القراءات السبع المعترف بها، وكذا حفظ المصلين من التشويش في المساجد "كون معظمهم لا يفهم القراءة برواية حفص". وأوضح في هذا السياق أن الوزارة لا تنكر القراءات الأخرى لكنها تفضل الوفاء لقراءة ورش واستمرارها في الجزائر التي تعودت على استعمالها منذ زمن. من جهة أخرى، أشار غلام اللّه الى أهمية المسابقة النسوية للقرآن الكريم التي تشارك فيها مئة إمرأة، ودور العنصر النسوي في توجيه المجتمع وغرس العقيدة الصحيحة في قلوب الجيل الصاعد، كما شدّد على أن تتكفل المرأة بجزء هام من تربية المجتمع من خلال الفهم الصحيح للقرآن وكتاب اللّه. وذكّر في هذا السياق بالمسابقات الوطنية التي تنظم، وتنظيم المسابقة النسوية لإعطاء الفرصة للمرأة والاستثمار في تفوقها، ولم يستبعد توسيع هذه المسابقة لتصبح مسابقة دولية من أجل احتكاك الجزائريات مع نظيراتهن في العالم الإسلامي والإتصال بهن. وأكّد أن الوصاية تعطي الفرصة للنساء وتشجيعهن لإظهار قدرتهن على حفظ القرآن وفهمه من خلال فتح مدارس قرآنية خاصة والزوايا فضلا عن المساجد. وكانت التصفيات الخاصة بالمسابقة التي تدوم ثلاثة أيام قد جرت يومي الثامن والتاسع جويلية الماضي لانتقاء المتسابقات في هذه التظاهرة التي تنظم بمناسبة الإسراء والمعراج. على صعيد آخر، أشار الوزير على هامش المسابقة إلى أن المسجد تحرر تماما من الإرهاب وأصبح يساهم في بناء المجتمع وتوجيهه بفضل كفاءة الأئمة وحرصهم، ونفى من جهة أخرى أن تكون السلطات السعودية قد رفضت مرافقة فوج من أعوان الحماية المدنية لبعثة الحج لهذا العام، وقال أنها رحبت بذلك، وأكّد أن الديوان الوطني للحج الذي تمّ استحداثه، له حرية التصرف في تحديد أعوان الحماية المدنية الذين يرافقون الحجاج باعتباره المخول لاتخاذ كل الإجراءات المتعلقة بموسم الحج لهذا العام. أما فيما يتعلق بتعيين مفتي الجمهورية، فلم يستبعد الوزير أن يتم ذلك السنة الجارية بعد أن حصلت الوزارة على الموافقة من السلطات العليا لتقديم المشروع، مؤكدا على وجود الكفاءات الوطنية لاختيار مفتي للجمهورية. يذكر أن ملتقى وطني حول "خدمة المرأة للقرآن الكريم وعلومه" نظم أمس على ضوء المسابقة النسوية التصفوية النهائية للقرآن الكريم بمشاركة مختصين من بينهم الدكتورة حفيظة بلميهوب من كلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر التي قدمت صورا من مساهمة المرأة العلمية في التاريخ الإسلامي، والأستاذة صفية ديب بقسم التاريخ بجامعة الجزائر التي تحدثت عن تعليم المرأة واسهاماتها في المجال الفكري في المغرب الإسلامي، إضافة الى محاضرات أخرى ستلقى بالمناسبة حول مجالات اسهام المرأة في العلوم واسهاماتها في الفقه بين الماضي والحاضر والتفاضل في الميراث بين الذكور والإناث، وسيختتم الملتقى مساء غد الثلاثاء بالإعلان عن نتائج المسابقة القرآنية وتسليم الشهادات الشرفية وقراءة التوصيات.