وقع ما كان يخشى وقوعه أمس في مصر، بالتزامن مع إحياء الذكرى الثالثة لثورة ال 25 جانفي التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، إثر سقوط قتلى في مواجهات نشبت بين المتظاهرين من الموالين للرئيس الاخواني المعزول وقوات الأمن. ولقي أربعة أشخاص مصرعهم لدى استخدام قوات الأمن لقنابل الغاز المسيل للدموع ورصاص الشفروتين لتفريق المتظاهرين من المعارضين للمؤسسة العسكرية الذين حاولوا التجمع في إحدى ساحات القاهرة. وأحيا المصريون أمس الذكرى الثالثة لثورة ال 25 جانفي، وسط انقسام شديد في شارع مصري مشحون زاده توترا تصاعد أعمال العنف خاصة تلك التي تستهدف قوات الشرطة والجيش. وخرج آلاف المتظاهرين بين مؤيدين لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي ومناصرين للرئيس المعزول محمد مرسي، في مظاهرات احتجاجية عارمة بمختلف ساحات القاهرة ومناطق أخرى في البلاد.وبينما تجمع آلاف المتظاهرين بميدان التحرير في قلب القاهرة حاملين صور السيسي الذي يوصف بالرجل القوي في البلاد وقائد الجيش المرجح ترشحه للرئسيات القادمة في مصر، ردد الآلاف من الإسلاميين وحتى ليبراليين مناهضين للجيش شعارات معارضة تطالب بإسقاط "حكم العسكر" سرعان ما تدخلت الشرطة لتفريقهم باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع وحتى إطلاق الرصاص من بندقيات الصيد. وتدخلت الشرطة دقائق بعد تجمع مئات المتظاهرين يضمون إسلاميين ونشطاء شباب غير إسلاميين معارضين للجيش في ميدان مصطفى محمود بحي المهندسين في القاهرة وهم يرددون هتافات "الشعب يريد إسقاط النظام" و"يسقط يسقط حكم العسكر". وانتشرت قوات الأمن منذ الساعات الأولى من فجر أمس، في ميدان التحرير رمز الثورة المصرية التي أطاحت بنظام الرئيس مبارك في 2011 ومنعت حركة سير السيارات فيه فاتحة المجال أمام المتظاهرين المؤيدين للسيسي لإحياء الذكرى بهذا الميدان.ولم تمر الذكرى دون تسجيل مزيد من أعمال العنف وخاصة التفجيرات التي تصاعدت وتيرتها في الفترة الأخيرة حيث انفجرت عبوة ناسفة أمام معهد مندوبي الشرطة المصرية في حي "عين شمس" الراقي بالعاصمة القاهرة، لم تعرف حصيلة ضحاياها في حينها. في نفس الوقت الذي تم فيه اكتشاف عبوة ثانية قريبة من مكان التفجير الأول أكدت مصادر أمنية أنه تم إبطال مفعولها. وتزامن ذلك مع مقتل خمسة جنود في تحطم طائرة مروحية كانوا على متنها بصحراء سيناء التي تحولت منذ مدة إلى مسرح لمواجهات عنيفة بين الجماعات الإسلامية المتطرفة وقوات الشرطة والجيش. وأقر الجيش المصري بتحطم الطائرة ولكنه اكتفى بالإشارة إلى أن عمليات البحث جارية عن طاقم الطائرة من دون أن يعطي أية تفاصيل أخرى عن أسباب وقوع الحادث.لكن الظروف المتوترة التي تتخبط فيها مصر قد تغلب نظرية أن تكون الطائرة المروحية قد تعرضت لهجوم أدى إلى تحطمها بدليل أنه جاء غداة سلسلة تفجيرات عنيفة استهدفت رموز أمنية بالقاهرة والجيزة وأسفرت عن مقتل 21 شخصا.وتبنت مجموعة تطلق على نفسها "أنصار بيت المقدس" الموالية لتنظيم القاعدة العالمي مسؤوليتها عن تلك الهجمات التي ضربت مصر عشية إحياء ذكرى ثورة 25 جانفي. ودعت المسلمين في مصر إلى البقاء بعيدا عن المؤسسات الأمنية بما يؤكد نوايا المجموعة لتنفيذ مزيد من التفجيرات.