تبحث الجزائروالسويد سبل إقامة شراكة وتعاون في المجال الصحي، وعلى الخصوص في محورين أساسيين، يتمثلان في علاج داء السرطان ومواجهة الأمراض المنتشرة في الوسط الاستشفائي، التي تُعتبر السويد رائدة فيها على الصعيد العالمي. وأكدت سفيرة السويدبالجزائر السيدة كارين وول في هذا الإطار، أن الهدف من تواجد متعاملين سويديين في الجزائر هو إنشاء أرضية لتبادل التجارب والحلول، مشيرة إلى أن شركة "اليكتا" المتواجدة بالجزائر، ستُحدث فرعا لها قريبا لإنتاج تجهيزات علاج السرطان مع شركة "أسترا زينيكا"، التي قررت فتح مصنع لها بالجزائر، لتنتقل من مستورد للأدوية إلى منتج لها. وأوضحت كارين وول، خلال يوم نُظم يوم الخميس بنزل السوفيتال، خُصص للتعاون الجزائريالسويدي "من أجل نظام صحي ذي نوعية"، أن المفاوضات جارية مع وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، لتجسيد هذه المشاريع في أقرب وقت ممكن؛ قصد تدعيم الاستراتيجية المعتمَدة في الجزائر لمعالجة السرطان، مضيفة أن الشراكة التي ستجسَّد قريبا، ستفتح جسورا بين الجامعات السويدية ونظيراتها الجزائرية، للتعاون في مجال البحث العلمي. وأشارت إلى وجود مخابر "أسترا زينيكا" السويديةبالجزائر، والتي ستنتقل قريبا من مستورد للأدوية إلى منتج لها، بالإضافة إلى الشراكة المبرمة بين الجزائروالسويد في مجال تجهيزات العلاج بالأشعة، وهو التعاون الذي من شأنه التوصل إلى ضبط الاستراتيجية المثلى، التي تسمح بالتكفل الأفضل بمرضى السرطان. من جهته، أكد المدير العام لمصلحة الصحة العمومية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الأستاذ العربي عبيد، أن الجزائر ومن خلال بحثها عن شراكة مع السويد، تسعى للاستفادة من التجربة السويدية في المجال الصحي، مضيفا أن الهدف من هذا اليوم هو الاستفادة من التجارب الرائدة لهذا البلد في المجال الصحي، على غرار ما قامت به الوزارة خلال شهر جانفي الفارط مع خبراء من كندا والأردن وفرنسا. وأوضح عبيد أن الجزائر مدعوة إلى الاستفادة من تجارب الدول الرائدة في العالم، مشيرا إلى الجلسات الوطنية للصحة التي ستنظمها وزارة الصحة يومي 2 و3 ماي القادم؛ تحضيرا لمراجعة قانون الصحة 05/85، الذي أصبح لا يستجيب لاحتياجات المنظومة الصحية في زمن العصرنة. كما أشار ممثل وزارة الصحة إلى أن الجزائر بصدد فتح عدة مراكز لمكافحة السرطان عبر الوطن، وذلك في إطار البرنامج المسطر لمكافحة السرطان، تسعى حاليا للاستعانة بالتجارب الأوروبية في مجال تكوين المتخصصين، وكذا تسيير المستشفيات الجامعية الجديدة، من بينها التجربة السويدية. وتم، خلال اللقاء الذي غاب عنه وزير الصحة السيد عبد المالك بوضياف، عرض التجربة السويدية، أمام الحاضرين؛ من إطارات القطاع ومسيّري المراكز الاستشفائية الجامعية ومتعاملين سويديين، كما قُدمت لمحة مفصلة عن قطاع الصحة في الجزائر. وتأتي هذه المرحلة الأولى التي يلتقي فيها متعاملون سويديون مع نظرائهم في الجزائر، بعد المحادثات التي جرت بين وزير القطاع شهر فيفري الفارط، مع سفيرة السويد كارين فول، والتي أبدى الطرفان خلالها رغبتهما في تطوير التعاون الثنائي في شتى المجالات، لاسيما الجانب السويدي، الذي اقترح التعريف بتجربة السويد في مجال التكفل بمرض السرطان، لا سيما أن المؤسسة السويدية "اليكتا"، تساهم إلى جانب المؤسسة الأمريكية "فاريان"، في تطوير الحظيرة الوطنية للعلاج بالأشعة. وتم على إثر اللقاء، إنشاء مجموعة عمل خاصة لتحضير لقاء أمس، الذي اعتبر الجانبان أنه كان مثمرا.