تستعد وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي لإطلاق المدوّنة الخاصة بالمهن والحرف المتوفرة في السوق الوطنية للشغل. وسيتم العمل بهذه المدوّنة التي تضم أزيد من 4 آلاف وظيفة، لتكون حلقة وصل بين سوق العمل والمتعاملين الاقتصاديين. ومن المتوقَّع أن يكون لمشروع المدوّنة الجزائرية للمهن والوظائف المستوحاة أساسا من بعض التجارب الأوروبية خاصة الفرنسية، الأثر الكبير والإيجابي على المؤسسات وطالبي العمل من حيث معالجة عروض وطلبات العمل في وقت قياسي. وسيتم الكشف عن مضمون مشروع المدوّنة الجزائرية للمهن والحرف بعد أزيد من أربعة أعوام من البحث والتدقيق الذي قامت به الوكالة الوطنية للتشغيل؛ من خلال عقد ما يزيد عن 2500 لقاء مع مسؤولي المؤسسات الاقتصادية، خلصت إلى تحديد احتياجات السوق الوطنية لمناصب الشغل وعددها بدقة، بالإضافة إلى أبرز الفروع التي تحتاج إليها بلادنا في الوقت الحالي، والتي قد تتطلب تكوينا فيها يستدعي فتح مدارس متخصصة. وتُعد البطاقية الوطنية للمهن والحرف بمثابة المرجع الوطني الذي يتم تحيينه بشكل دوري، ويضم المهن والوظائف المتوفرة والتي تحتاجها السوق، مع ضبط النقائص والاحتياجات التي يمكن إدراجها في مجال التكوين لاستحداثها مستقبلا، لتغطية النقص المسجل في بعض التخصصات والمهن، ومنها سد العجز في سوق العمل.. علما أن تنسيقا محكما جرى بين وزارتي العمل والتكوين المهني لإثراء قائمة الوظائف والمهن التي تضمها المدوّنة؛ من خلال تكوين المكونين، وفتح معاهد متخصصة. مشروع المدوّنة الجزائرية للمهن والوظائف الأول من نوعه، هو عبارة عن دليل يسمح بتعداد وحصر وتصنيف المهن والوظائف حسب التشابه في مضمون النشاط، وحسب الكفاءات الأساسية المشتركة وكذا تفرعاته، على غرار الطبخ، الذي يتفرع منه الطبخ السياحي والجماعي. وسيتم وضع المدوّنة تحت تصرف مختلف المتدخلين في سوق العمل؛ حيث ستسمح بتعزيز نشاط الوساطة في سوق العمل الذي تتكفل به الوكالة الوطنية للتشغيل، مع الحرص على تجسيد مسعى التوافق بين التكوين والتشغيل. للعلم، فقد شُرع في إنجاز المدوّنة الجزائرية للمهن والحرف سنة 2010 في إطار شراكة مع الجانب الفرنسي، وتحديدا مع المرفق الفرنسي للتشغيل؛ حيث تم تسطير برنامج عمل يرمي إلى تكييف المدوّنة الفرنسية للمهن والوظائف مع الواقع الجزائري، وذلك تحسبا لإعداد المدوّنة الوطنية للمهن والوظائف، بالإضافة إلى إبرام شراكة من أجل نقل الخبرة وإنشاء نظام معلوماتي استراتيجي أفضل للاتصال، ووضع إطار للتخطيط على المدى المتوسط للإعلام حول سوق الشغل.