تسارعت الاحداث في موريتانيا امس، في اطار عملية فعل ورد فعل بين الرئاسة وقيادة الجيش الموريتاني انتهت بانقلاب عسكري واعتقال الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد اللاهي ورئيس حكومته يحيى ولد احمد الواقف. وجاءت هذه التطورات بعد اقدام الرئيس الموريتاني صباح امس على اصدار قرار رئاسي انهى بمقتضاه مهام الجنرال محمد ولد عبد العزيز كرئيس لهيئة اركان الجيش الموريتاني واستخلافه بالعقيد السابق عبد الرحمن ابو بكر بالاضافة الى تنحيته لقائد الدرك الجنرال ولد الشيخ محمد احمد واستخلافه بالعقيد محمد احمد اسماعيل وتعيينه للعقيد احمد ولد محمد الكوري قائدا للحرس الجمهوري الخاص بالرئيس عبد اللاهي والعقيد مصغار ولد سيدي قائدا للحرس الوطني. ولكن الجنرالين محمد ولد عبد العزيز قائد هيئة اركان الجيش الموريتاني وولد الشيخ محمد احمد قائد قوات الدرك رفضا الامتثال لقرار الرئيس وقاما بانقلاب عسكري ابيض على الرئيس سيدي ولد الشخ عبد الله. وكانت مصادر موريتانية اكدت ان الرئيس المطاح به كان استقبل اول امس السفير الامريكي في نواقشوط والتقى بشكل سري بدبلوماسيين المان وفرنسيين واسبان ويكون قد اخطرهم بقراره الخاص بانهاء مهام مسؤولين عسكريين بارزين. ودفع هذا التصرف بموريتانيا الى العودة الى نقطة البداية التي اعتقد الجميع انها اصبحت في حكم الماضي ومجرد تاريخ يدرس؟. يذكر ان الجنرالين كانا ضمن اعضاء المجلس العسكري الانتقالي الذي قاده العقيد اعلى ولد محمد فال الذي تشكل مباشرة بعد الاطاحة بالرئيس الموريتاني الاسبق معاوية ولد سيد احمد الطايع في اوت سنة 2005 والى غاية مارس 2007 . وقال الناطق باسم الرئاسة الموريتانية عبد اللاي محمد با "ان ما حدث هو انقلاب عسكري منظم من قبل متمردين اقالهم الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله طبقا لصلاحياته الدستورية باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة الموريتانية". وأضاف الناطق ان الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد اللاهي ورئيس وزرائه يحيى ولد احمد الواقف يوجدان الآن رهن الاعتقال في مكتب قائد الحرس الجمهوري المقال الجنرال محمد ولد عبد العزيز الذي انهيت مهامه بمرسوم رئاسي في وقت سابق. وشكل العسكريون الانقلابيون مباشرة بعد إلقاء القبض على الرئيس ولد سيدي الشيخ عبد اللاهي هيئة قيادة اطلقوا عليها اسم "مجلس الدولة" ربما سيقوم اعضاؤه بقيادة شؤون البلاد لفترة انتقالية. ولم يتم الكشف الى حد الان عن اعضاء هذه الهيئة وما اذا كانوا من العسكريين او بينهم مدنيون واكتفى البيان الذي قرأه وزير الاتصال عبد الله سالم ولد المعلة، ان المجلس قام بإلغاء آخر تعيينات العسكريين الذين نصبهم الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله.وقال انها تعيينات لاغية ودون قيمة قانونية". واكدت كريمة الرئيس الموريتاني امس، خبر اعتقال والدها ووصفت ذلك بالانقلاب العسكري المنظم . وقالت آمال منت الشيخ عبد اللاهي ان كومندو من العسكريين مدجج بالاسلحة اقتحموا القصر الرئاسي والقوا القبض عليه قبل ان يقتادوه الى وجهة مجهولة. واضافت امال منت الشيخ ان القصر الرئاسي مازال محتلا من طرف عسكريين آخرين مع نشر قناصة داخل القصر ومحيطه القريب نافية وقوع اطلاق نار او تبادل للرصاص ساعة إلقاء القبض على والدها. ولكنها أكدت انه لم يسمح لها بمغادرة القصر الرئاسي في وقت قطعت فيه كل خطوط الهاتف عن القصر الرئاسي لمنع اعضاء عائلتها من اجراء أية اتصالات مع الخارج. وعمد الانقلابيون الى قطع البث التلفزيوني والاذاعي بعد ان اقتحم عسكريون مقري الهيئتين الاعلاميتين وطرودا عمالها من تقنين وصحافيين في نفس الوقت الذي شوهدت فيه تعزيزات عسكرية تجوب الشوارع الرئيسية للعاصمة نواقشوط على متن دوريات عسكرية. وبدا الشارع الموريتاني بالعاصمة نواقشوط هادئا وتميز بخروج عشرات الاشخاص الذين ابتهجوا للانقلاب على نظام الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد اللاهي رغم انه لم يكن له الوقت الكافي للايفاء بالتزاماته التي اخذها على عاتقه خلال حملته الانتخابية ربيع العام الماضي.