وجه تجار العاصمة وخاصة بقاليها، أصابع الاتهام والمسؤولية إلى موزعي مادة الحليب لتعمّدهم التسبب في إحداث أزمة في هذه المادة التي يكثر عليها الطلب في رمضان، وتشير نقابة التجار إلى أنه على الرغم من كل الأرقام الإيجابية المتعلقة بتسيير ملف الحليب والمدعمة بتطمينات المسؤولين والهيئات المعنية فإن العديد من المواطنين حرموا من كيس الحليب خلال اليومين الأولين من رمضان، ودخل العديد منهم في صراع مع التجار الذين تبرأوا من أية مسؤولية تجاه الوضع، مطالبين بتوزيع عادل لأكياس الحليب المدعم ورفع الكميات المعتادة. وطالب تجار العاصمة، وعدد من الولايات برفع كميات حليب الأكياس المدعم خلال شهر رمضان لتفادي ندرته وتسببه في مشاكل بين المستهلكين والتجار، ووجه الناطق باسم اتحاد التجار والحرفيين، نداء إلى مصالح وزارة الفلاحة للتدخل لدى مصانع التحويل، كما طالب وزارة التجارة بالتدخل لدى الموزعين لاحترام حصص التجار، أما بالنسبة للمواطنين فدعاهم الاتحاد إلى ترشيد استهلاكهم اليومي الرمضاني حتى لا يكونوا سببا في إحداث أية ندرة قد تلحق بالمواد الغذائية. وككل رمضان تعود أزمة الحليب إلى الظهور بسبب التهافت الكبير على هذه المادة التي يزداد الطلب عليها بأضعاف المرات، لاستهلاكها الكبير واستعمالاتها المتعددة، وعلى الرغم من الرفع النسبي من حجم الإنتاج من قبل مصانع التحويل لتغطية الطلب الكبير على هذه المادة فإن الكميات الإضافية لم تدخل بيوت المواطنين الذين عادوا ليصطفوا في طوابير أمام محلات البقالة في انتظار شاحنات التوزيع. وحسب السيد بولنوار، فمن غير المعقول أن توزع نفس كميات الحليب التي كانت تستهلك خارج رمضان الذي ارتفع فيه الطلب على الحليب بأكثر من 50 بالمائة، وتساءل المتحدث عن مصير الكميات الإضافية التي ضخها المجمّع الصناعي للحليب ومشتقاته "جيبلي" الذي التزم برفع حجم الإنتاج ب20 بالمائة لتغطية الطلب المتزايد على هذه المادة في رمضان، ناهيك عن تطمينات الديوان الوطني المهني للحليب ومشتقاته، باتخاذ كل الإجراءات اللازمة من أجل ضمان وفرة الحليب، وتأكيده أن مخزون مسحوق الحليب يضمن التغطية إلى غاية الثلاثي الأول من العام المقبل. وأمام هذا الوضع، دعا الاتحاد إلى فتح تحقيق في أداء الموزعين وحتى بعض مصانع تحويل الحليب، التي لم ترفع إنتاجها رغم استفادتها من كميات إضافية من بودرة الحليب لتغطية الطلب المتزايد في شهر رمضان. وحسب السيد بولنوار، فإن الخلل ينحصر بين هذين المتعاملين وذلك استنادا إلى اتهامات التجار للموزعين واتهام هذه الأخيرة لبعض مصانع التحويل الخاصة التي تسعى إلى تحويل مسحوق الحليب لإنتاج مشتقات الحليب للرفع من مداخليها. وتشير الأرقام إلى ارتفاع الطلب على الحليب في رمضان بنسبة 50 بالمائة، ومنه استهلاك كميات إضافية تفوق ال200 مليون لتر من الحليب، علما أن الاستهلاك الوطني لمسحوق الحليب يتجاوز 2 مليار لتر، في حين لا يزيد الإنتاج الوطني من الحليب الطازج عن 700 مليون لتر، وأمام هذا الوضع تجندت الجهات المعنية لمواجهة الوضع والحيلولة دون تسجيل أي نقص أو عجز في كيس الحليب خاصة خلال المواسم والمناسبات الخاصة كشهر رمضان. للعلم رفع مجمّع "جيبلي" إنتاج حليب الأكياس ب20 بالمائة خلال شهر رمضان، أي بكميات تزيد عن 500 ألف لتر في اليوم، بهدف تغطية الطلب المحلي من هذه المادة واسعة الاستهلاك، وقد ضبط المجمّع جميع الإجراءات اللازمة أسبوعا قبل حلول الشهر الفضيل لرفع إنتاج المجمع من مادة حليب الأكياس التي انتقلت إلى 3 ملايين لتر يوميا مقابل 2 مليون و400 ألف لتر يوميا قبل حلول شهر رمضان.