أكدت أزيد من 80 شركة ألمانية كبيرة مشاركتها في اليوم الاقتصادي حول الجزائر المزمع تنظيمه بهمبورغ الألمانية يوم 15 سبتمبر القادم، وتشير الجمعية العربية الأورمتوسطية "أيما" التي تنظم اللقاء إلى تسجيل إقبال وتوافد كبيرين من قبل الشركات الألمانية لتأكيد المشاركة أو الاستفسار عن هذا اللقاء الذي يهدف إلى التعريف بالإمكانيات الكبيرة والمتنوعة التي تزخر بها الجزائر، في شتى المجالات والميادين والفرص المتاحة للمستثمرين والمتعاملين الأجانب في ظل الاستقرار الكبير الذي تعرفه بلادنا، والإجراءات التسهيلية التي ما فتئت تقدمها الحكومة للمتعاملين الوطنيين وخاصة الأجانب خلال السنوات الأخيرة. وتحضيرا لهذا الموعد الهام تنظم الغرفة الجزائرية للصناعة والتجارة "كاسي"، وبدعم من سفارة الجزائر ببرلين، عملية انتقال وفد اقتصادي جزائري إلى همبورغ خلال الفترة الممتدة من 14 إلى 16 سبتمبر القادم، يضم خبراء ومستثمرين ورجال أعمال جزائريين، وسيركز هذا الوفد خلال إقامته بألمانيا على جملة من الأهداف التي تم تسطيرها مسبقا، أبرزها تطوير علاقات عمل جديدة واستكشاف فرص شراكة واستثمار بين المتعاملين الجزائريين ونظرائهم الألمان. ويشير مصدر من الجمعية العربية الأورمتوسطية "أيما" إلى أن اليوم الاقتصادي حول الجزائر سيخصص لقطاع الصناعة والمنشآت القاعدية وكذا الطاقة، وهي في الأساس أهم المحاور والقطاعات التي تجذب المؤسسات الألمانية وتشدهم للاهتمام بالاستثمار في الجزائر، علما أن هذا اليوم الاقتصادي سينظم في شكل محاضرات تفصيلية للتعريف بكل قطاع وإبراز أهم مؤهلاته، وتكون المحاضرات متبوعة بلقاءات ثنائية بين رجال الأعمال الجزائريين والألمان. وفور إطلاق فكرة عقد اليوم الاقتصادي الجزائري، عبّر ما لا يقل عن 80 متعاملا اقتصاديا ألمانيا عن اهتمامهم بالمشاركة في هذا اللقاء، وهو ما يعكس الاهتمام الذي يحظى به الاقتصاد الجزائري وكذا السوق الجزائرية بشكل إجمالي، والتي تعد الأكثر جذبا وانتعاشا في منطقة حوض المتوسط من حيث الاستثمارات وتطوير المنشآت القاعدية العمومية. للعلم ارتفع حجم المبادلات التجارية بين الجزائروألمانيا سنة 2012، وبلغت القيمة المالية لصادرات البلدين نحو 1.8 مليار يورو، كما تجدر الإشارة إلى التواجد الملفت للشركات الألمانية التي تزاول نشاطها في الجزائر، والتي ما فتئت تتزايد خلال السنوات الأخيرة ليبلغ عددها اليوم 220 شركة ألمانية تنشط بشكل خاص في مجالات تكوين الموارد البشرية وكذا الصناعة مثل الميكانيك، الكيمياء الصناعية، الآليات بالإضافة إلى الطاقات المتجددة. وتحصي سفارة ألمانيابالجزائر والغرفة الجزائرية الألمانية للصناعة والتجارة، قرابة ال400 شركة جزائرية وألمانية تدعم المبادلات الاقتصادية بين البلدين، وفي إطار اللجنة الاقتصادية المختلطة الجزائرية الألمانية، عبّرت هذه الأخيرة عن رغبتها في تعميق وتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الجزائر، علما أن ممثلي عدد من المؤسسات العمومية والشركات الألمانية التابعة للقطاع الخاص يسعون إلى التعرّف واكتشاف بالجزائر محاور الاستثمار والشراكة، كما كان الحال خلال اللقاء الثالث للجنة الاقتصادية المختلطة الجزائرية الألمانية المنعقدة ببرلين العام الماضي. ويضاف إلى هذه الجهود التأثير الايجابي لمختلف المعارض والصالونات الألمانية على غرار "بلستيك-الجزائر" و«بينت باك" التي تنظم سنويا بالجزائر من قبل الوكالة الألمانية فيرتراد، بالشراكة مع وزارة الصناعة، وتهدف هذه الصالونات إلى تجنيد الفاعلين الاقتصاديين الجزائريين والألمان، وحملهم على توطيد العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين والتي تعود لبنتها الأولى إلى سنوات الستينيات وتحديدا عقب استقلال الجزائر، حيث شكل قطاع الميكانيك أولى ملفات التعاون والشراكة بين البلدين.