أعلن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس بالعاصمة الألمانية برلين عن الإنشاء الفوري للجنة مشتركة جزائرية-ألمانية للتعاون قصد دعم مجهودات البلدين في تعزيز العلاقات الاقتصادية. وقال بوتفليقة في ندوة صحفية مشتركة مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن الجزائروألمانيا عازمتان على ''مضاعفة الجهود من أجل تعزيز هذه العلاقات بتشجيع متعاملي البلدين الاقتصاديين على اغتنام الفرص المواتية التي تتيحها السوق الجزائرية''، مبينا أن ذلك يكون خاصة ب''حث مؤسسات الصناعات الصغيرة والمتوسطة الألمانية على تكثيف تواجدها بالجزائر''. وأكد رئيس الجمهورية أن إستراتيجية التنمية في الجزائر وأدوات التعاون بين البلدين ''سمحت بإيجاد إمكانيات جديدة في قطاعات الصناعة والطاقة والطاقات المتجددة بصفة خاصة كما هو الشأن في مجال التكنولوجيات الجديدة''. وأجرى الرئيس بوتفليقة محادثات مع الرئيس الفدرالي السيد كريستيان وولف، وكذا مع المستشارة ميركل، وبحضور كل من وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي ووزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي ووزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار السيد محمد بن مرادي. وفي نفس السياق صرح مقاولون ألمان ممثلون في الجزائر أول أمس ببرلين أن ظروف الاستثمار في الجزائر جد ''ملائمة''. وفي ردهم للصحافة عقب لقاء جمعهم بأعضاء من الحكومة أوضح ممثلون عن مؤسسات ألمانية تنشط في الجزائر بأن محيط الأعمال في بلدنا ''جد مشجع''. وفي هذا الإطار أكد هينينغ ديتيرس وهو مسؤول بروهغاز التابعة لمجمع إي.أون التي تشرف على نشاطات الغاز للمجمع على كافة السلسلة الغازية للتصدير بأن مسار عملها في الجزائر ''يتحسن'' و أنه ''إيجابي''، مضيفا أن التعاون الذي يقيمه مع مجمع سوناطراك ''ممتاز''. وقال المسؤول ''إننا ننشط في الجزائر منذ سنة 2007 في مجال الاستكشاف النفطي ونعتزم الانتقال إلى الإنتاج. لقد كنا مهتمين منذ البداية بإقامة علاقة شراكة مع الدولة الجزائرية''. وسجل أيضا بأن مؤسسته ''جد مهتمة بمواصلة نشاطاتها في الجزائر وتوسيع تعاونها مع سوناطراك لاسيما لتموين الطاقة في أوروبا''. ومن جهته أعرب هينير هام مسؤول كنوف وهي مؤسسة منتجة لصفائح الجبس بوهران عن ''ارتياحه التام'' باستثماره في الجزائر بنسبة 50 بالمئة في شركة وطنية وهو يطمح على حد قوله إلى تطويرها في المستقبل. كما أعرب عن أمله في الاستثمار في مشاريع البناء لاسيما السكن المتضمنة في المشروع الخماسي 2010-.2014 وقال ''هناك فرص استثمار كبيرة في الجزائر ويمكننا المشاركة فيها سواء تعلق الأمر بالإنتاج أو بتكوين الإطارات''. ومن جهته أشار رئيس الغرفة الجزائرية-الألمانية للتجارة والصناعة التي أنشئت سنة 2007 هوبير مينيتز إلى أن التعاون مع الجزائريين لا يزال ''ممتازا'' وأن المقاولين الألمان ''تربطهم علاقات جيدة بالشركاء الجزائريين''.وسجل ممثل الشركة الألمانية فولسفاغن المنتجة للسيارات ''سوفاك'' مراد علمي بأن مؤسسته ''ما فتئت تتوسع كل سنة منذ 2001 لأنها تحقق سنويا نموا يقدر ب30 بالمئة''. وأوضح أن ''السوق الجزائرية تبقى جد مغرية ويبقى مناخ الأعمال مهما ومستقرا'' و أن ''تصور الحكومة يشجع تطوير الصناعة''. وجمع لقاء رجال أعمال ألمانيين وممثلين عن مؤسسات ألمانية في الجزائر بوزراء الشؤون الخارجية مراد مدلسي والطاقة والمناجم السيد يوسف يوسفي والصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار السيد محمد بن مرادي. وكان بوتفليقة قد وصل العاصمة برلين أول أمس الثلاثاء في زيارة رسمية إلى ألمانيا دامت يومين بدعوة من المستشارة انجيلا ميركل.