تعرض 66 مؤسسة من 11 دولة آخر ابتكاراتها في مجال الصناعة الإلكتروتقنية وتكنولوجيا الطاقة، وذلك في الصالون الدولي لتقنيات "الآلية الإلكترونية والصناعية والطاقة 2010" في طبعته العاشرة التي يحتضنها قصر المعارض الصنوبر البحري بالجزائر من 14 إلى 17 مارس الجاري، برعاية وزارة الصناعة وترقية الاستثمار. وستسمح هذه التظاهرة الاقتصادية التي تعد فضاء متخصصا للتقارب بين المؤسسات العاملة في مجال المنشآت القاعدية العصرية والمستديمة لنقل وتوزيع الطاقة وتكنولوجيا الكهرباء والإنارة والآلية الصناعية، بنسج علاقات شراكة وتعاون تجاري بين مؤسسات جزائرية ونظيراتها الدولية المشاركة في هذا الصالون ولا سيما منها المؤسسات الألمانية التي اختير بلدها ليكون ضيف شرف الطبعة، مع تنظيم ندوة جزائرية ألمانية حول النجاعة الطاقوية في اليوم الثاني للتظاهرة. ويفرض موضوع الصالون حسب رئيس الغرفة الجزائرية الالمانية للتجارة والصناعة السيد أندرياس هيرغانروثر نفسه بشدة في الفترة الحالية بالنظر لأهميته بالنسبة للجزائر المقبلة على تنويع فروعها الصناعية في إطار الإستراتيجية الصناعية التي وضعتها مؤخرا للنهوض بهذا القطاع وضمان حركية اقتصادية وتنوعا مستديما في القطاعات المحركة للاقتصاد الوطني، وكذا بالنظر لتنامي مشاريع التعاون بين المتعاملين الجزائريين والألمان في المجالات الإلكتروتقنية والتكنولوجيا الصناعية. وفي هذا الصدد؛ أبرز المتحدث خلال الندوة الصحفية التي نشطها بمقر الغرفة بالعاصمة رفقة مسؤولي مؤسسة "فيرتراد" المنظمة للصالون، قوة المؤسسات الالمانية في الفروع التقنية والصناعية التي تشكل موضوع الصالون، مشيرا إلى أن ألمانيا التي تعد دولة رائدة في مجال الصناعة الإلكتروتقنية، حققت زيادة في النمو في هذا المجال بنسبة 10 بالمائة في ديسمبر 2009، مقارنة بنفس الفترة من سنة 2008، وهذا بالرغم من آثار الأزمة العالمية المالية والاقتصادية، والتي أدت إلى تراجع معدل النمو العالمي في هذا الفرع الصناعي بنسبة 16 بالمائة. كما أشار في السياق إلى أن صادرات ألمانيا إلى الجزائر في مجال الصناعات الإلكتنروتقنية تقدر حاليا ب152 مليون اورو، مع وجود فرص شراكة جد هامة متاحة بين المؤسسات الجزائرية والألمانية في هذا المجال، حيث يمنح الصالون فرصا ثمينة إضافية للبلدين من اجل تقوية الشراكة وتعزيز التعاون الإقتصادي بين مؤسسات البلدين، مذكرا بالمناسبة بالتطور الكبير الذي تشهده العلاقات الاقتصادية الجزائرية الألمانية عامة في الفترة الاخيرة والتي يرتقب أن تجعل من ألمانيا الممون الرابع للجزائر في 2010، بعد أن ارتفع مستوى الصادرات الألمانية نحو الجزائر ب4،12 بالمائة، ليصل إلى 7،2 مليار دولار نهاية 2009 . من جانبها السيدة نسرين بولسان مديرة هيئة "فيرتراد" المنظمة للصالون أبرزت أهمية دعم الغرفة الجزائرية الألمانية للتجارة والصناعة لتنظيم الصالون ولترقية التعاون والشراكة بين المؤسسات الجزائرية والألمانية، كما أشارت إلى رعاية وزارة الصناعة وترقية الاستثمار للتظاهرة التي تعد الأولى من نوعها، موضحة بأن الصالون الرابع للإلكترونيك والآلياتية في الجزائر المنظم تحت شعار "النجاعة الطاقوية" تحصل على تصديق هيئة "أوفي" الدولية التي تراقب التظاهرات الاقتصادية وتمنحها شهادات الاعتراف الدولي. وفي سياق متصل أعلنت المتحدثة عن تظاهرتين مماثلتين تعتزم مؤسسة "فيرتراد" تنظيمهما بالجزائر بداية من 2 ماي المقبل ويتعلق الأمر بالصالون الدولي الأول للبلاستيك والمطاط المقرر من 2 إلى 4 ماي المقبل، والصالون الدولي الثاني للطباعة والتغليف المرتقب من 3 إلى 5 ماي القادم. وفي تقديمها للبطاقة الفنية للصالون الدولي الرابع لتقنيات الآلية الإلكترونية والصناعية والطاقة المرتقب مابين 14 و17 مارس الجاري بقصر المعارض الصنوبر البحري، أشارت المديرة المكلفة بالتنظيم السيدة كهينة بهلول إلى أنه تمت تهيئة 5 أجنحة دولية مخصصة لتجمع مؤسسات من 5 دول تشمل إلى جانب ألمانيا الحاضرة ب11 مؤسسة رائدة، إيطاليا ب9 مؤسسات، تركيا ب9 مؤسسات، اسبانيا ب7 مؤسسات والصين ب5 مؤسسات، علاوة على 5 دول أجنبية أخرى مشاركة في اجنحة مختلطة بالإضافة إلى المؤسسات الجزائرية. وينتظر أن يشهد هذا الصالون الرابع الذي ستكون فيه ألمانيا ضيفة شرف، ويحتضن لقاء خاصا بالتجربة الألمانية في مجال النجاعة الطاقوية في اليوم الثاني منه، إقبال نحو 2000 زائر غالبيتهم من المحترفين والمهنيين على اعتبار أن الصالون يعد تظاهرة متخصصة. وبالنظر لأهمية موضوع التظاهرة الذي يتزامن مع سعي السلطات الجزائرية إلى تثمين المجالات المتصلة بالنجاعة الطاقوية، وتعميم استعمال الطاقات المتجددة في مختلف المشاريع المستقبلية، يشارك في اليوم الدراسي حول موضوع النجاعة الطاقوية إطارات من وزارة السكن والعمران ووزارة الطاقة والمناجم، حيث سيتم التطرق إلى تقنيات النجاعة الطاقوية في مشاريع قطاع السكن والعمران وقطاع الطاقة والقطاع الصناعي. وفي سياق متصل؛ أبرز السيد أندرياس هيرغانروثر أهمية الشراكة القائمة بين الجزائروألمانيا في مجال الصناعة الإلكتروتقنية، مذكرا بمشروع المؤسسة الالمانية "كنوف" الخاص بمركز تكوين لفائدة الصناعيين الجزائريين في مجال أنظمة العزل في البناء، علاوة على مشاريع أخرى قائمة بين مؤسسات جزائرية ونظيراتها الالمانية على غرار "هنكل" و"بي أس أف"، وكذا إبداء المؤسسات الالمانية اهتمامها بالمساهمة في المشروع النموذجي المتضمن انجاز 600 وحدة سكنية ذات النجاعة الطاقوية. وتطرق المتحدث في الإطار إلى الأهمية الكبيرة التي أصبحت تحتلها الطاقات المتجددة في العالم والذي حددت في إطاره أوروبا هدف بلوغ مستوى 5 بالمائة من استعمال الطاقات المتجددة في غضون سنة 2015، وهو ما حفز الألمان على العمل بالشراكة مع الجزائر لانجاز مشروع المحطة الهجينة لتوليد الطاقة بحاسي رمل، حسب المتحدث الذي أشار إلى أن المؤسسات الألمانية تساهم بنحو 50 بالمائة من التموين الطاقوي لأوروبا، كما ذكر بالمشروع الطاقوي الضخم المعروف باسم "ديزيرتيك" الذي تساهم فيه 12 مؤسسة في إطار شراكة جزائرية المانية إسبانية، مؤكدا بأن الحكومة الالمانية تتابع باهتمام هذا المشروع الذي يعد مبادرة خاصة وهو حاليا في مرحلة دراسة الجدوى التي ستحدد نجاعته.