يولي كريم مسوس أخصائي التغذية أهمية كبيرة للعمل التطوعي في رمضان، حيث يشرف على تنشيط ندوات تحسيسية ببعض مساجد العاصمة عقب صلاة العصر حول داء السكري وتعقيداته، وأهم القواعد الغذائية التي ينبغي التقيد بها لتجنب الإصابة ببعض الأمراض كارتفاع معدل السكري في الدم، أو الدخول في غيبوبة خاصة وأن عددا كبيرا من المرضى يفضلون الصوم رغم تحذيرات الأطباء. وعن يومياته الرمضانية يحدثنا في هذه القعدة: يقول كريم إنه على خلاف من يدعون أن رمضان يغلبهم، يشعر بطاقة كبيرة ويكون لديه استعداد نفسي وشغف كبير للعمل، حيث يبدأ يومه في شهر رمضان وقت السحور إذ يفضل تناول الكسكسي مرفقا بالرائب، أو بقطعة خبز مطلية بالزبدة ومرفقة بكوب من الحليب، ويعتبر السحور جزءا مهما في الصوم ليتمتع بالحيوية والنشاط، ومن ثمة فهو لا يستغني عن هذه السنة حيث يعتبره كمختص أهم وجبة بالنسبة للصائم، مؤكدا أنه يصعب عليه الصيام دون التسحر. من الأمور التي يعتبرها مهمة أيضا في حياته خلال شهر الصيام القيلولة، حيث يؤكد أنه يأخذ يوميا بين صلاة الظهر وقبل صلاة العصر غفوة تساعده على تجديد طاقته والحصول على نصيب من الراحة تمكنه من مواصلة العمل، خاصة وأننا نصوم أطول أيام رمضان وهي أيام الصيف الحارة. يفضل كريم مسوس في الأسابيع الأولى من الشهر الفضيل الإفطار على طبق الشوربة مرفقا بالخضروات أما البوراك فيقول «إنه ليس من عشاقه ويفضل عليه السلطة»، غير أنه يميل في الأسبوعين الأخيرين إلى تناول الحبوب على مائدة الإفطار وتحديدا اللوبيا البيضاء التي تطبخ في الحساء لتحقيق التنوع والتوازن الغذائي المطلوب للجسم، مشيرا إلى أنه من يشرف على اقتناء مستلزمات المطبخ من خضار وفواكه حيث يميل إلى التبضع بالأسواق الشعبية ولا يصاب مطلقا باللهفة، غير أن ما يقف عاجزا أمامه هي الحلويات التي يبدع فيها الخبازون ويقول «أحب كثيرا تناول الحلويات بعد الإفطار، واحرص على عدم الإفراط ولا فرق لدي بين الحلويات المحلية والمشرقية بشرط أن تكون معدة بإتقان». يصف محدثنا السهر في شهر رمضان لتزامنه مع موسم الاصطياف بالأمر المحتم، حيث يختار الخروج للدردشة مع الأصدقاء والأحباب بعد أداء صلاة التراويح، وفي أغلب الأحيان يفضل السهر رفقة أفراد أسرته الصغيرة بالمنزل. يخصص مسوس للجانب الروحي برنامجا خاصا يقول: «مع حلول شهر الصيام يجتهد في كل مرة ليكون تعبده أفضل مما مضى، ويركز تحديدا على قراءة القرآن وفهم معانيه، ويجتهد لأداء صلاة التراويح يوميا. ولعل من الأمور التي يحب القيام بها بهذا الشهر الإشراف على تنشيط ندوات علمية بالمساجد ويشرح بالقول: «كل سنة أقدم ندوات حول التثقيف الصحي لمريض السكري بمسجد الفتح الكائن بباب الوادي، حيث يعد القائمون على المسجد برنامجا توعويا أشرف عليه مرة في الأسبوع بعد صلاة العصر، إلى جانب تسطير لقاءات علمية أخرى بمسجد عين البنيان حول النظم الغذائية، وتلقى هذه الندوات إقبالا كبيرا للاستفادة مما أقدمه، وفي آواخر رمضان ننظم مسابقات حول التثقيف الصحي لمعرفة ما إذا استفاد المصلون من المعلومات التي قدمت حيث نوزع جوائز تشجيعية عبارة عن كتب علمية حول السكري وطرق التعايش معه». أكثر ما يثير امتعاض محدثنا في شهر الرحمة والغفران هو حالة القلق والنرفزة التي تصيب أعدادا كبيرة من المواطنين بسبب ومن دون سبب، إلى جانب تأجيل المواعيد إلى ما بعد رمضان على الرغم من أن شهر الصيام يتوفر فيه متسع من الوقت يمكننا القيام بالكثير من الأنشطة عوض الخمول والنوم. وحول اهتمامه بما يبث على الشبكة البرامجية من حصص ترفيهية، جاء على لسان محدثنا أنه ليس من متتبعي البرامج، وأكثر من هذا يؤكد أنه لا يملك مطلقا جهاز تلفزيون بعد أن أصاب الجهاز الذي كان يمتلكه العطب.