لا يطرأ على حياة بلقاسم ملاح كاتب الدولة لدى وزير الشباب والرياضة مكلف بالشباب، أي تغير خلال شهر رمضان، بل يشعر بسعادة كبيرة لحلول الشهر الكريم بالنظر إلى خصوصية البرامج التي تسطَّر بالمناسبة لإحياء لياليه. يبدأ بلقاسم ملاح يومه في الصباح الباكر؛ حيث يقصد مكتبه بمقر الحكومة، وبعد انتهاء العمل يفضّل القيام بنشاطه الرياضي المفضل، وهو الجري قبل موعد الأذان بحوالي ساعة أو ساعة ونصف، حيث يقطع من ستة إلى ثمانية كيلومترات يوميا، بعدها يعود أدراجه إلى البيت لانتظار موعد الأذان والإفطار مع العائلة، إذ يعتبر اللمة العائلية من الأمور المقدسة في رمضان. لا يغفل محدثنا عن صلاة التراويح، فبعد أن يفرغ من الإفطار يتجه كسائر الصائمين، إلى المسجد؛ بغية أدائها، ثم يقوم بزيارة ميدانية إلى بعض بيوت الشباب وبعض المرافق الشبانية؛ تطبيقا لتعليمة الوزير الأول، الذي حث على ضرورة إنعاش الأماكن الساحلية التي تقصدها العائلات للراحة والاستجمام. “ويقع على عاتقنا (يقول) القيام بزيارة تفقّدية إلى مختلف المرافق؛ للتأكد من مدى الالتزام بتطبيق البرامج المعَدة، وبهذه الطريقة أقضي سهرتي الرمضانية”. ينحدر بلقاسم ملاح من ولاية أم البواقي، وهو، كما قال، شاوي، وبحكم أن المنطقة التي ينتمي إليها تميل إلى إحياء بعض الأطباق التقليدية، فإن طبقه المفضل في شهر رمضان هو شوربة جاري فريك مرفقة بالفواكه؛ تجنبا للشعور بالتخمة. يميل محدثنا إلى إطالة السهر في الشهر الفضيل إلى غاية الثانية أو الثالثة صباحا، ليتسحر وينام، ويفضل التسحر على طبق” البربوشة مرفق بالحليب”، حيث قال: “التسحر سنّة دعانا إليها النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وبحكم أننا نصوم في أيام الصيف الحارة فإن الأمر يستدعي تناول وجبة تساعدنا على تجنّب الجوع والعطش وتمدنا بالطاقة، ليتسنى لنا القيام بأعمالنا”. على خلاف بعض الصائمين الذين تثار أعصابهم لأتفه الأسباب، يقول كاتب الدولة إنه يميل خلال شهر الصيام إلى الهدوء والسكينة، كما أنه شخص غير مدخّن ورياضي، ومن ثمة فالصيام لا يؤثر فيه، وعلّق قائلا: “أتمنى أن تكون كل أيام السنة رمضان؛ لأني أشعر فيه بأريحية كبيرة، وكما يقال: “رمضان يأتي بخيره”. وأردف: “أعتقد أن أكثر الفئات التي تتأثر في رمضان هي المرأة بحكم الأشغال التي تقع على عاتقها، والتي تتضاعف إن كانت عاملة، إذ تُلزم بإعداد مختلف الأطباق لتلبّي رغبات كل أفراد العائلة، ثم تباشر عملية غسل الأواني، وتجهيز وجبة السحور، وبالتالي تحتاج منا، نحن الرجال، إلى التفاتة تضامنية”. وعن جملة النشاطات المبرمجة في الشهر الفضيل، قال بلقاسم ملاح إن وزارة الشباب والرياضة سطّرت عدة برامج على مستوى 3400 مؤسسة شبانية، إلى جانب بيوت الشباب المتنقلة، “هذا المشروع الذي انطلق مؤخرا يعد بالكثير من البرامج الترفيهية لفئة الشباب والعائلات”.