أكد الدكتور خالد بن عبد الله المصلح أستاذ الفقه المشارك بكلية الشريعة بجامعة القصيم، أن القنوت له العديد من المعاني في القرآن الكريم؛ حيث يشمل الدعاء والخشوع والقيام، ولكن المقصود بالقنوت في الدعاء هو الدعاء الذي يكون بعد الرفع من الركوع، موضحا أن هناك قنوت النوازل، وهو الذي يكون عند نزول كارثة أو مصيبة، وهناك أيضا قنوت الوتر. وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى مع الكثير من الصحابة في صلاة الليل، ومنهم عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وغيرهما، ولم يذكروا أنه كان يقنت؛ أي يدعو في صلاة الليل في وتره. وأشار إلى أن القنوت في صلاة الوتر ليس من شروط صحتها، ولكن الصلاة بدونه صحيحة، وكل ما يقال فيه إن الإنسان إذا أراد أن يقنت عليه أن يقنت إما قبل الركوع أو بعده، موضحا أنه لا يجوز أن يدعو الإنسان بما ليس مشروعا في القنوت؛ كأن يقول: "اللهم سخّر لي الشمس"، ولكن علينا أن نلتزم شروط دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، والذي ليس فيه خروج عن الهدي القويم والصراط المستقيم. وشدّد على ضرورة الابتعاد عن التكلف في الدعاء، والعمد إلى استخدام الأدعية السجعية الصعبة وغير المفهومة للناس، ولكن الأفضل الدعاء بالأدعية القرآنية التي وردت في كتاب الله على لسان الأنبياء، موضحا أن الإطالة في الدعاء ليست مستحبة؛ حيث كان صحابة النبي صلى الله عليه وسلم يبسّطون ويخفّفون من الدعاء؛ حيث ورد أنهم كانوا يقولون فقط: "اللهم اهدنا فيمن هديت"، أو "اللهم صلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم". كما أن السيدة عائشة رضي الله عنها عندما سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الدعاء الذي تقوله إذا أدركت ليلة القدر، قال لها: "قولي: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عني". وقال إنه ينبغي الاقتصاد في الدعاء قدر الإمكان من باب التخفيف عن المصلين، وليس محبَّبا أن يدعو الإنسان بكل ما يحفظ من أدعية ويستخدم الكلمات التي تجعل المصلين يبكون؛ فهذا لم يرد فيه شيء.