أكد رئيس الحركة الفرنسية المناهضة للعنصرية ومن أجل الصداقة بين الشعوب، السيد مولود عونيت، أول أمس، على ضرورة "قطع الطريق على الذين يحنون للحقبة الإستعمارية" · وصرح السيد عونيت، أنه "يجب قطع الطريق على الذين يحنون للحقبة الإستعمارية (القوات الاستعمارية الفرنسية)، مبديا دعمه للحركة الاحتجاجية الواسعة "ضد ممجدي الاستعمار" الذين يعتزمون تدشين حائط- متحف مزعوم تكريما لإيديولوجيتهم البالية· وذكر السيد عونيت بأن هذا المتحف الذي سيتم تدشينه اليوم الأحد بمدينة بربينيون - جنوب غرب فرنسا - يتمثل في "معلم للمفقودين" يقام "تخليدا للإستعمار" و"يعيد الاعتبار لمجرمي الحقبة الاستعمارية"، مضيفا أنه ينبغي "المكافحة بكل الأشكال ضد التمييز في مجال الذاكرة" · وقال أنه "ينبغي تحرير الصداقة بين الشعوب من منطق الثأر والحقد" الذي يعود إلى حقبة قد ولت إلى الأبد· كما أعربت المنظمة غير الحكومية في بيان لها عن أسفها لكون "الذين يحنون لمفهوم الجزائر الفرنسية الممجدين لفكرتها اليوم يحرزون تقدما" · كما أشارت إلى "أن العمل بنجاعة لاجتثاث العنصرية هو أيضا التجند ضد منطق الاستعمار الذي يستشري اليوم لاسيما من خلال التمييز الذي يتعرض له الأبناء المنحدرين من الهجرة" · وتنضم الحركة المناهضة للعنصرية ومن أجل الصداقة بين الشعوب إلى مجموعة من خمسين منظمة غير حكومية التي أشارت في دعوة للتظاهر إلى "أن الخطاب حول إيجابيات الاستعمار يبدو أنه أصبح موضة حيث أن كل ما تحويه فرنسا من أولئك الذين يحنون إلى الجزائر فرنسية الممجدين للإستعمار يعودون من جديد"· وأعربت المنظمات غير الحكومية ومن بينها الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان عن انشغالها أمام "مشاريع عدة تندرج بشكل أو بآخر في هذا المنظور على غرار النصب الوطني لفرنسا لما وراء البحر بمرسيليا ومتحف تاريخ فرنسا في الجزائر بمونبليي ومركز حول التواجد الفرنسي في الجزائر ببربينيان" · وأكدت المنظمات أن "إنجاز هذا الحائط، المتحف يثير انشغالنا بشكل بالغ" لأنه "يستعمل الذاكرة كأداة" و"ينمي الخطاب حول الدور الإيجابي المزعوم للتواجد الفرنسي في ما وراء البحار سيما في شمال إفريقيا" · واعتبرت هذه المنظمات أن "حائط" بربينيان مناف بشكل خطير للدور المنوط بمشاريع عمومية والمتمثل في نقل أهم مكتسبات المعرفة التاريخية للمواطنين دون إصدار مسبق لأحكام قيمية ودون كتم المعاناة ودون نسيان أي ضحية سيما شهداء الثورة الجزائرية· وأعربت هذه المنظمات عن استيائها لكون "كل المكونات الإيديولوجية متوفرة لإشعال فتيل حرب ذاكرة جديدة وللتفرقة وإثارة الأحقاد والنعرات الطائفية"، داعية إلى التجند أكثر فأكثر لدعم "كل الإنجازات التي ترمي إلى إلقاء نظرة هادئة على هذا الماضي وتندرج في إطار مسعى المصالحة من أجل المستقبل"·