دعا المشاركون في الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليزاريو والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، أمس، ببومرداس، إلى ضرورة التحرّك العاجل للأمم المتحدة والمجتمع الدولي، لوقف السياسة التوسعية الاستعمارية للمغرب بالأراضي الصحراوية ونهب خيراتها وثرواتها الطبيعية، وتكثيف الجهود على كافة المستويات لمقاضاة نظام "المخزن" دوليا لانتهاجه حرب تصدير المخدرات ومختلف السموم لشعوب المنطقة المغاربية. الأمر الذي يرهن حلم هذه الأخيرة في تحقيق السلم والأمن والاستقرار. وخلال افتتاح أشغال هذه الجامعة أمس الأحد، بقاعة المحاضرات الكبرى بالمركز الثقافي الإسلامي بمدينة بومرداس، تحت شعار "سياسة التوسع وتصدير المخدرات المغربية، عائق أمام تحقيق حلم الشعوب المغاربية". شدد المشاركون على ضرورة التدخّل الفوري للهيئات الأممية المختصة لردع المملكة المغربية عن مواصلة سياستها التوسعية بالصحراء الغربية، وتعمّد النهب والاستغلال غير الشرعي للثروات الطبيعية والبحرية للشعب الصحراوي أمام مرأى العالم، داعين إلى وجوب تكثيف الضغوط الدولية لاتخاذ إجراءات قانونية ردعية للنظام المغربي جراء تسميمه لشعوب المنطقة بالقنب الهندي، والتي تعد تجاوزات وتعديات على القوانين واللوائح الأممية. وفي هذا الإطار، طالب عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليزاريو المكلف بالتوجيه السياسي، سالم لبصير، في تدخله الافتتاحي للجامعة التي تنظم في طبعتها الخامسة بمبادرة من اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، والسفارة الصحراوية بالجزائر، بضرورة تفعيل القوانين والقرارات الأمميةالمدينة للسياسة التوسعية المغربية بالأراضي الصحراوية على حساب خيرات وثروات الصحراويين، مؤكدا أن مواصلة المغرب لممارساته القمعية تجاه الصحراويين الأبرياء بالمناطق المحتلة، وانتهاكاته لحقوق الإنسان لن يوقف العزيمة القوية للصحراويين في كفاحهم المرير من أجل الحرية والاستقلال، ولن يجبرهم ذلك على التراجع عن هدفهم المقدس في العيش بكرامة وحرية. وأكد السيد لبصير، في هذا الصدد أن مطالب الشعب الصحراوي هي مطالب شرعية محصنة ومدعمة بالقانون الدولي، وهي معترف بها من قبل المجتمع الدولي، وتبقى حقا ثابتا ومؤيدا من قبل الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي والأوربي، إلى جانب اعتراف 80 دولة بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وجميع مناضلي العدالة عبر العالم. مذكّرا بأنه لا سلام ولا أمن بالمنطقة المغاربية والساحل دون تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره وتصفية الاستعمار من آخر مستعمرة إفريقية. كما ندد المتحدث بالمناسبة، بسياسة المغرب المعرقلة لمسار المفاوضات بين جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية، وهو ما يعد أحد أبرز الأسباب التي جعلت القضية الصحراوية تراوح مكانها منذ عدة عقود، وهذا رغم مساعي المبعوث الشخصي لبان كيمون "كريستوفر روس" لتقريب وجهات النظر ومحاولة ايجاد حل سلمي لهذا النزاع الذي يقارب ال40 سنة. ونوّه في الأخير، بالمواقف التاريخية الثابتة للجزائر شعبا وحكومة في دعم القضية الصحراوية والوقوف إلى جانب الشعب الصحراوي إلى غاية تقرير مصيره ونيل استقلاله. ومن جهته، أكد رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي سعيد عياشي، في تدخل له أن موقف الجزائر الثابت اتجاه قضية الشعب الصحراوي وجميع قضايا التحرر عبر العالم لا رجعة فيه، معتبرا أن هذا الموقف نابع من مبادئ ثورة الفاتح نوفمبر المجيدة التي اندلعت شرارتها لاسترجاع السيادة الوطنية والاستقلال. وأوضح عياشي، أن نزاع الصحراء الغربية يبقى نزاعا بين حركة تحريرية ممثلة بجبهة البوليزاريو وقوة محتلة هي المملكة المغربية، وليس للجزائر فيها لا ناقة ولا جمل، مبرزا أن هذه الجامعة الصيفية ليست ضد الأشقاء المغاربة الذين هم أخواننا وجيراننا، بحكم الجوار وقوة العلاقات التاريخية وأواصر الصداقة التي تربط الشعبين الجزائري والمغربي منذ الأزل. وأضاف أن حكمة الشعوب ومسؤولية قادة الدول ودروس التاريخ، تدعو إخواننا المغربيين للالتحاق بنا على درب الشرف والحق والعدالة، ما يسمح في الأخير للشعب الصحراوي بالعيش بحرية وبناء دولته المستقلة. معربا عن أمله في استكمال مسار بناء وحدة المغرب العربي الكبير من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة والتعايش في كنف الازدهار المشترك. وفي سياق آخر، دعا أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية. إسماعيل دبش، إلى ضرورة انصياع المغرب للقرارات واللوائح الأممية القاضية بوجوب تمكين الصحراويين من تقرير مصيرهم، واستكمال مسار المفاوضات العالقة بين طرفي النزاع بسبب المواقف المغربية المتعنّتة. وللإشارة، يسعى المشاركون إلى جعل هذه الجامعة الصيفية منبرا إعلاميا وفضاء لتبادل الأفكار والحوار حول مختلف المواضيع الحساسة التي تهم القضية الصحراوية، كما تسعى من جهة أخرى إلى تعزيز مبدأ التضامن مع الشعب الصحراوي في كفاحه من أجل الاستقلال.