دعوة الأممالمتحدة إلى تحمل مسؤولياتها لإنهاء مأساة الشعب الصحراوي دعا الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز، أمس، الأممالمتحدة إلى تحمل كامل مسؤولياتها تجاه الصحراء الغربية وتصفية الاستعمار من هذا الإقليم المحتل. وطالب الرئيس عبد العزيز، في كلمة ألقاها بمناسبة اختتام الجامعة الصيفية الثانية لإطارات جبهة البوليزاريو بمدينة بومرداس، الهيئة الأممية إلى إنزال عقوبات على الحكومة المغربية لردعها على مواقفها الرافضة للشرعية الدولية وضربها عرض الحائط وكذا الضغط عليها من أجل الإفراج عن المعتقلين السياسيين والكشف عن مصير أزيد من651 مفقود صحراوي. وأكد الأمين العام لجبهة البوليزاريو أن الدفاع عن حقوق الإنسان واجب على الجميع وحق للجميع و''لا يقبل -كما قال- أي استثناء أو انتقائية كما نشاهده اليوم في ممارسات بعض القوى العظمى التي تتجاهل الحق في تقرير المصير''، في إشارة واضحة إلى المواقف التي ما انفكت تتخذها فرنسا كلما تعلق الأمر بالشعب الصحراوي. وبعد أن حيا المنتخبين الفرنسيين الذين حضروا وحاضروا في الجامعة الصيفية، أشار الى أن موقف فرنسا من قضية الصحراء الغربية ''هو بحد ذاته انتهاك لحقوق الإنسان'' ويعد ''سعيا مكشوفا لخلط الأوراق وتكريس شعائر الذل والاستعمار''، وحذر من أن هذا الأمر لن يؤدي إلا إلى مزيد من المعاناة والتوتر و''اللاستقرار'' في المنطقة. وأضاف الرئيس الصحراوي أنه عشية انطلاق جولة تفاوضية جديدة بين طرفي النزاع في الصحراء الغربية، جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية بمنهاست، لا تزال الحكومة المغربية ترفض تطبيق ميثاق وقرارات الأممالمتحدة و''تصر على أطروحات بعيدة كل البعد عن الخيار الديمقراطي الشفاف''، رغم الاستعداد التام الذي أبداه الطرف الصحراوي للتعاون البناء من أجل خلق مناخ سليم بغية إيجاد الحل الدائم القائم على احترام نتيجة استفتاء حر وعادل لتقرير مصير الشعب الصحراوي. وقال عبد العزيز أنه على يقين بأن ''الشعب المغربي لا يمكن أن يشاطر الأفكار التوسعية التدميرية التي تبنتها الحكومة المغربية خلال العقود الماضية''، شاكرا الجزائر شعبا ودولة على الموقف الثابت والمبدئي تجاه الصحراء الغربية منذ بداية النزاع، كما وصف الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز، أمس، جدول الأعمال المقدم من طرف الأمين العام الأممي والخاص بالاجتماع الثامن غير الرسمي بين جبهة البوليزاريو والمغرب ب ''المهم'' على اعتبار أنه سيتم مناقشة مقترحات الطرفين. وعبر في تصريح على هامش اختتام فعاليات الجامعة الصيفية لإطارات الجمهورية العربية الصحراوية عن تفاؤله بهذه الجولة الجديدة من المشاورات التي ستنطلق اليوم الأربعاء بمنهاست، متمنيا إيجاد نفس الإرادة لدى وفد الحكومة المغربية، وأضاف الرئيس محمد عبد العزيز بأنه سيتم خلال هذا اللقاء الذي يدوم يومين، التفكير في محاور أخرى تتعلق بموضوع الناخبين مع آفاق تنظيم استفتاء تقرير المصير. ومن جهته، دعا محرز العماري، رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير مصيره وتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية. وذكر العماري، في اختتام أشغال الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليزاريو، أن ''حفل اختتام الجامعة الصيفية هذه ينعقد يوما قبل استئناف المفاوضات بين طرفي النزاع تحت رعاية الأممالمتحدة''.وأوضح في هذا الإطار ''نلاحظ تواصل تعنت المملكة المغربية كطرف في النزاع وتميزها برفضها للامتثال للشرعية الدولية ومواصلة سياسة الهروب إلى الأمام باستمرارها في الاحتلال وفي الفكر الاستعماري التوسعي وفي خروقات حقوق الإنسان والقمع الوحشي في الأراضي الصحراوية المحتلة''. وأكد أن موقف الجزائر من القضية الصحراوية ''واضح وثابت''، مبرزا أنها تساند المقاومة الشعبية في الأراضي الصحراوية المحتلة. وكشف العماري أن الجزائر ستستضيف خلال النصف الثاني من شهر أكتوبر القادم ندوة دولية تتناول حق الشعوب في المقاومة من أجل الحرية والاستقلال. يذكر أن أشغال الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليزاريو والجمهورية العربية الصحراوية كانت قد افتتحت يوم 7 جويلية بمشاركة حوالي 400 إطار وحضرها برلمانيون ومنتخبون محليون ومناضلون من أجل حقوق الإنسان وممثلون عن السلك الدبلوماسي ومنظمات وأحزاب سياسية جزائرية.