اختتمت في سهرة أول أمس فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للمالوف في طبعته الثانية الذي احتضنه ركح المسرح الجهوي للمدينة على مدار أسبوع كامل استمتع خلالها الجمهور السكيكدي الذي توافد على قاعة المسرح بأعداد فاقت كل تصور للاستمتاع بأعذب وأروع الألحان والأغاني المستمدة من الطرب العربي الراقي الأصيل الذي أعاد لعاصمة روسيكادا أيام الوصل الأندلسي... الليلة الأخيرة من هذا المهرجان تميزت بالأداء الراقي الذي قدمه جوق الموسيقى الأندلسية لمدينة سكيكدة بقيادة بولبراشن حسان حيث أتحف الحضور بباقة من الوصلات الأندلسية انطلاقا من "بشراف عرايسي" إلى"انقلاب أحسين" من خلال"هل سقتني الراح" و "إن منعتموا عنا" إلى"أيها الساقي" و" من يلوم العشاق" ثم "أخلاص" أما الجوق الجهوي للشرق للمالوف فقد عرض على أسماع الحضور نوبة في طبع "المزموم" لحنها قائد الجوق الفنان بوكريديرة سمير، مع العلم فإن هذه النوبة الرائعة تعد نوبة جديدة تضاف إلى سجل النوبات المعروفة في المالوف وتتضمن 10 مقاطع و هي مستمدة في مجملها من عمق التراث القسنطيني.. علما أنه ومنذ أكثر من قرنين لم تلحن أية نوبة على الإطلاق.. أما فرقة عبد المؤمن عبد الرحيم المغربية فقد كانت جد متميزة من خلال أدائها الذي شد أسماع الحضور من خلال عرضها إلى استهلته بشدرات صامتة من نوبة "غريبة الحسن" الأندلسية وهي واحدة من أصل 11 نوبة من التراث الأندلسي المغاربي و هي نوبة يكتشفها الجمهور السكيكدي لأول مرة، ثم بعدها قدمت شدرات أخرى من نوبة"الاصبهان" وهو طبع استخرجه جابر بن الأسعد الاصبهاني مع العلم أن هذه النوبة تعبر عن التوتر والشدة في الجود والكرم وكذا تعبر عن الطلب والاستعطاف على أساس أنها تبدأ بياء النداء، وما زاد في جمالية تلك النوبة أن كلماتها جاءت من البحر المتقارب وقد أدتها الفرقة المغربية بنغمة "أزريقة" التي يلتقي فيها الجاران الجزائر والمغرب، لتتخللها بعض الموشحات والبزاويل الأندلسية في ميزان خفيف ولطيف...تفاعل معها الجمهور الغفير الذي غصت به مقاعد المسرح الجهوي والذي يعكس بصدق مدى تعطش أهل سكيكدة للفن الراقي المتميز.. ليصدر بعدها الستار في أجواء جد مؤثرة على أمل أن يتجدد اللقاء مرة أخرى و خلال الموسم المقبل مع الطبعة الثالثة.