افتتحت في سهرة أول أمس الثلاثاء بالمسرح الجهوي لمدينة سكيكدة، فعاليات المهرجان الدولي الثقافي للمالوف في طبعته الثانية، أرادها المنظمون أن تكون هذه السنة تحت شعار: "المالوف بلا حدود.." بمشاركة ألمع الفرق الوطنية المغاربية والعربية المتخصصة في موسيقى المالوف، كالجوق القيرواني من تونس وفرقة خليل كردومان من تركيا وجوق نبيل كسيس من سوريا وفرقة المالوف والموشحات والألحان العربية من الجماهيرية الليبية، بالإضافة إلى فرقة عبد المؤمن عبد الرحيم من المملكة المغربية، وكذا الجوق الوطني للموسيقى الأندلسية والجوق الجهوي للمالوف والجوق الولائي لسكيكدة للمالوف جمعية المقام وفرقة المطرب عباس ريغي وجمعية الانشراح... من الجزائر. بحضور جد متميز للجمهور السكيكدي المشكل أغلبه من العائلات، التي اكتظت بها مدرجات المسرح الجهوي اكتظاظا فاق كل تصور، يعكس مدى تعطش السكيكديين وتذوقهم للفن الأصيل المستمد من عمق التراث الوطني، في المقام الأول فن المالوف، الذي يبقى مدينا لسكيكدة للفضل الذي لعبته في دخول هذا الفن إلى قسنطينة ومنه إلى ربوع القطر الجزائري، انطلاقا من القل كما يعترف بذلك كبار الأساتذة المختصين في هذا المجال ووسط أجواء احتفالية غلبت عليها الأزجال المستمدة من عمق التراث العربي الأندلسي التي أدخلت قاعة المسرح الجهوي لسكيكدة أجواء الطرب العربي الأصيل، انطلقت السهرات الأولى من الطبعة الثانية لمهرجان سكيكدة الدولي للمالوف، حيث اتحفت الفرقة الوطنية الجزائرية للموسيقى الأندلسية بقيادة الأستاذ رشيد قرباس، الحضور بباقة من النوبات الجزائرية المبنية على ترابطات الأنغام الإيقاعية، استهلها بنوبة "الحسين" التي تتضمن"المشالية" و"توشية" و"المصدر" و"تلمساني "ثم"مصدر قسنطيني"، وبعدها "درج" ليختمها ب"انصراف وأخلاص" ... وما زاد في جمالية العرض الذي قدمته الفرقة الوطنية للموسيقى الأندلسية التي أبدعت فأتحفت الحضور بموسيقى جد راقية، ربطت بين المدارس الفنية الثلاث، مما أعطى للنوبة الجزائرية مكانة متميزة.. اللباس المتميز لأعضاء الفرقة والمستمد من اللباس الجزائري العاصمي الأصيل... أما الجوق القيرواني التونسي بقيادة الأستاذ الباحث قوجة زهير، فقد خطفت الأضواء من خلال أدائها المتميز، الذي أعطى قراءة جديدة للمالوف التونسي، الذي اكتشفه السكيكديون لأول مرة، فقد استهلت هذه الفرقة عرضها بتقديم وصلتين، الأولى عبارة عن "بشراف سماعي راصد الذيل" بأداء موسيقى بإقاعات متناسقة صفق لها الحضور كثيرا، ثم تلتها بوصلة "نعورة الطبوع" التي تجمع كل طبوع المالوف التونسي.. أما الوصلة الثانية فكانت عبارة عن"مصدر أصباعين" بأداء موسيقي تلتها وصلة "أصباعين" الغنائية، وهي عبارة عن سلسلة قوالب غنائية من المالوف التونسي في طبع"الأصباعين" .... يذكر أن السهرة الأولى من الطبعة الثانية للمهرجان الثقافي الدولي للمالوف والتي استمرت إلى غاية منتصف الليل، تميزت بحسن التنظيم على الرغم من أن السهرة حسب كل من تحدثنا معهم من الحضور تمنوا لو أنها أقيمت بالمسرح الروماني للمدينة...