كشفت آخر التقارير لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، توسّع بؤر انتشار فيروس الحمى القلاعية لتشمل 16 ولاية، منها سطيف، بجاية، البويرة، برج بوعريريج وقسنيطينة، التي صُنفت في خانة المناطق الأكثر تضررا، في حين تم اكتشاف بؤرتين بولاية الجلفةوالشلف أول أمس. وحسب آخر الأصداء من وزارة الفلاحة، يُتوقع وصول 900 ألف لقاح ابتداء من الأسبوع المقبل، علما أنه تم منذ شهر أفريل الفارط، تلقيح 757 ألف رأس بقر. وأشار المكلف بالإعلام على مستوى وزارة الفلاحة السيد جمال برشيش، إلى أن المصالح البيطرية تسهر على تنفيذ كل الإجراءات المتخَذة من طرف الوزارة الوصية، للحرص على الحد من انتشار الفيروس بعد ظهور أولى بؤره بالحدود الشرقية للوطن شهر أفريل الفارط، غير أن لا مبالاة المربين وعدم الأخذ بالتدابير الوقائية المتعلقة بالإعلان عن كل الحالات المشكوك فيها والحرص على عدم نقل المواشي المريضة، ساهمت، بشكل كبير، في اتساع المناطق المتضررة، ليبلغ الفيروس مزارع تربية المواشي بالمناطق الساحلية والداخلية، منها الجزائر العاصمة، بجاية، تيزي وزو والولايات الداخلية، على غرار الشلف، خنشلةوالجلفة. من جهة أخرى، وجّهت وزارة الفلاحة مراسلة لكل الهيئات الأمنية؛ من شرطة ودرك، لتشديد الرقابة على نقل المواشي عبر كل نقاط المراقبة، ومطالبة السائقين بتقديم التراخيص التي تسلّمها لهم المصالح البيطرية للسماح بنقل المواشي إلى المذابح. وتم تجنيد كل المصالح البيطرية عبر التراب الوطني، حسب السيد برشيش، لتلقيح أكبر عدد ممكن من المواشي، خاصة الأغنام، لضمان عدم انتقال العدوى إليها، خاصة أن الجزائر على غرار باقي دول العالم الإسلامي، تحضّر لاستقبال عيد الأضحى المبارك. وحسب التقارير الواردة إلى وزارة الفلاحة، فقد تم إغلاق جميع أسواق المواشي بالولايات التي سُجلت فيها حالات الإصابة، في حين لم تسجَّل إلى غاية نهار أمس، أية حالة إصابة جديدة، وهو ما أرجعه ممثل الوزارة إلى تشديد الرقابة وتخوّف المربين من الخسارة التي ستلحق بهم في حالة مواصلة تجاهل التدابير المتخَذة من طرف الوزارة الوصية. وبخصوص عدد رؤوس البقر المصابة بالمرض، رفض المتحدث إعطاء تفاصيل أكثر حول الخسائر التي لحقت بالموالين، خاصة مربي البقر الحلوب، مكتفيا بالتأكيد على قرار الوزارة المتعلق بتعويض كل موال أعلن عن إصابة قطيعه بالفيروس. وحُددت قيمة التعويض بنسبة 80 بالمائة من قيمة البقرة في السوق. بالمقابل، سيتم تعميم عملية تلقيح كل قطعان الغنم والبقر ابتداء من الأسبوع المقبل؛ تاريخ وصول حصص جديدة من اللقاح، لدعم المخزون الحالي. من جهة أخرى، أكد المكلف بالإعلام أن الخسائر المسجلة بالجزائر، ليست بنفس الحجم المسجل بتونس، التي انتشر بها المرض في مرحلة أولى، مرجعا السبب إلى وسائل الوقاية التي تحرص عليها المصالح البيطرية عبر التلقيح الموسمي لرؤوس الماشية، والذي مس 850 ألف رأس بين جانفي ومارس الفارط. ولضمان عدم تنقّل العدوى إلى أكبر عدد من رؤوس الماشية، بادر عدد من المربين ببيع الأبقار خوفا من نفوقها، وهو الأمر الذي رفضته الوزارة، التي سارعت إلى تحسيس الموالين بضرورة العمل بالتدابير الوقائية، التي تم شرحها من طرف البياطرة، والمتعلقة بضرورة وضع الكلس بكميات كبيرة عند مداخل الإسطبلات، وتسهيل عمل البياطرة لمعاينة كل القطعان، مع عدم شراء رؤوس بقر جديدة إلى غاية احتواء المرض. بالمقابل، أكد ممثل وزارة الفلاحة أن لحوم الأبقار المصابة بالفيروس والتي تم ذبحها، لا تشكل خطرا على صحة المستهلك بشهادة الأطباء والبياطرة، ليبقي الموال هو الوحيد الذي قد يتكبد خسائر مادية في حالة عدم تنفيذ الإجراءات المتخَذة. ويُذكر أن مرض الحمى القلاعية المعدي والذي يصيب الحيوانات المجترة الكبيرة، مس ولايات كل من الشلف، خنشلة، جيجل، تيزي وزو، برج بوعريريج، الجلفة، البليدة، الجزائر، سطيف، البويرة، قسنطينة، باتنة، المديةوبجاية.