كشف التقرير الذي أنجزته مؤخرا اللجنة الثقافية بالمجلس الشعبي الولائي بوهران، عن وجود ستة معالم أثرية تابعة لوزارة الثقافة، لم تستفد منذ عام 2008 من عمليات الترميم وإعادة الاعتبار التي أوكلت لمديرية التعمير، مما سيعرضها للاندثار بسبب التأخر الطويل في انطلاق المشاريع. يتعلق الأمر بقصر" الباي" المصنف سنة 1952 الذي يقع بحي سيدي الهواري العتيق، ويعود تاريخ إنشائه إلى سنة 1792، نفس المصير يعيشه مسجد الباشا الذي يتواجد بنفس الحي نتيجة تعرضه لتشققات وانزلاق الأرضية بوسط المسجد، مما تطلب غلقه أمام المصلين نظرا لخطورة الوضع. وحسبما جاء في نفس التقرير، تعرض المعلم الأثري "بورتيس ماغنيس" الواقع ببلدية بطيوة، لانتهاكات صارخة وتعدّ من قبل بعض المواطنين الذين قاموا باستغلال جزء من مساحته في بناء بنايات فوضوية، كما تحول الموقع إلى وكر للمنحرفين والمدمنين على المشروبات الكحولية، رغم استفادة الموقع سنة 2011 من عملية حماية وصيانة، مع إعداد دفتر الشروط والمصادقة عليه من قبل لجنة الصفقات العمومية للولاية، حيث تم الإعلان عن 3 مناقصات وطنية كانت بدون جدوى نظرا لنقص المؤسسات المختصة في الترميم ببلادنا. كما عرف عدد من المعالم الأثرية المتواجدة عبر الولاية، تأخرا في أشغال الترميم والصيانة التي استفادت منها على غرار المعلم الأثري "باب إسبانيا " منذ سنة 2012، إلى جانب مسجد وقبة الإمام الهواري بحي سيدي الهواري وموقع منتزه "ليطان" المحاذي لميناء وهران الذي توقفت أشغال الترميم به منذ سنة 2011، إضافة إلى منارة مسجد الجوهرة سنة 2010، ومشروع ترميم مسجد عبد الله بن سلام المتواجد بحي معطي الحبيب بوسط مدينة وهران. نفس التأخر يعرفه البريد المركزي ومقر بلدية وهران اللذان يعود تاريخهما إلى عهد الاستعمار الفرنسي واستفادا من مشروعين للترميم منذ ثلاث سنوات، إلا أنهما توقفا لأسباب مجهولة، وحذر مختصون في علم الآثار من خطورة بقاء الدعائم والصفائح الحديدية منصوبة لمدة طويلة بهذين المعلمين، بسبب تآكل الجدران والسقوف كلما طال الزمن، وهو ما يظهر جليا، حيث أن الدعائم الحديدية المنصّبة منذ انطلاق الأشغال بهما ولاتزال إلى حد الآن، تظهر تآكل الجدران والسقوف المدعومة بها، وكذا تهاوي الأتربة والحجارة من حين إلى آخر. وتكفلت بأشغال ترميم مقر بلدية وهران الأثري مؤسسة إسبانية في إطار عملية ترميم البنايات الهشة بوسط المدينة، لتبقي دار لقمان على حالها في غياب إرادة حقيقية للجهات الوصية من أجل إعادة الاعتبار لهذه المعالم الأثرية التي لا تقدر بثمن. في المقابل وفي إطار آخر، يتدعم قطاع الثقافة في وهران بقاعة للمسرح الصغير مخصصة للمسرحيين المبتدئين بمقر الجمعية الثقافية "الآمال" الكائن بدار الشباب "مبارك الميلي"، وسيفتح هذا الفضاء الذي يصطلح عليه عالميا ب«مسرح الجيب" أبوابه في غضون شهر نوفمبر القادم بمناسبة إحياء الذكرى ال 37 لتأسيس الجمعية، يضيف المسرحي محمد ميهوبي. وتتربع خشبة المسرح التي تعرف تقدما في الأشغال بنسبة 91 بالمائة على مساحة 12 مترا، وفقا للمقاييس المعمول بها في مسرح "الجيب"، كما تسمح هذه القاعة التي تتسع ل 70 مقعدا بتقديم العروض من إنتاج وتمثيل المبتدئين وبرمجة المحاضرات حول مختلف الفنون المسرحية والمناقشات ومسرحيات عن طريق الفيديو. وسيقدم فوق هذه الخشبة أول عرض مسرحي يحمل عنوان "هذا مسرحي"، من إخراج وتأليف المسرحي محمد ميهوبي، حيث سيكون هذا الركح متنفسا لهواة الفن الرابع لإبراز مواهبهم في هذا المجال، يقول رئيس الجمعية الثقافية "الآمال". ومن جهة أخرى، تحضّر هذه الجمعية لدورة تكوينية للشباب حول المسرح مع الدخول الاجتماعي القادم، بعد الدعم الذي تحصلت عليه من قبل ولاية وهران ومديرية الشباب والرياضة، كما تنكب نفس الجمعية على وضع اللمسات الأخيرة للعرضين المسرحين اللذان يحملان عنوان "راقي يا شعب" و«شمي يا مرة"، علاوة على برمجة جولة عبر الوطن لعرض المسرحية "أنا نقرى منقراش" التي حازت على إعجاب الجمهور الوهراني والعاصمي. للتذكير، أنتجت الجمعية الثقافية "الآمال" أكثر من 100 عرض مسرحي للصغار والكبار وقامت بعدة جولات مسرحية عبر مختلف مناطق الوطن وفي الخارج.