حظي الموقع الأثري الروماني ''بورتيس ماغنيس'' المتواجد بدائرة بطيوة (شرق وهران) لأول مرة بمخطط لحمايته وتثمينه حسبما علم لدى المديرية الولائية للثقافة. وقد تقرر إعداد دراسة مخطط حماية هذا الصرح المصنف وطنيا سنة 1968 بمداولة صادق عليها المجلس الشعبي الولائي في دورته الأخيرة حيث ستشرع مديرية الثقافة بعد استكمال الإجراءات الادارية والقانونية في إعداد دفتر الشروط وإعلان عن مناقصة لاختيارمكتب مؤهل للإشراف على إعداد الدراسة. وستسمح الدراسة بتحديد كيفية حماية هذا المعلم المتربع على مساحة 30 هكتارا حيث ستجرى في ثلاث مراحل تتعلق بالتشخيص والمسح الطوبوغرافي والأثري للموقع وإعداد المشروع التمهيدي لمخطط حماية المواقع الأثرية ثم تحرير الصيغة النهائية للمخطط. ويعد المعلم الأثري بورتيس ماغنيس من أهم الموانئ التي شيدت في الحقب الرومانية الذي يعتقد أنه حل محل المدينة البونية ويظهر ذلك جليا من خلال النقوش التي عثر عليها في ذلك الموقع. ويعود أصل مدينة بورتيس ماغنيس إلى العهد البونيقي حيث تشير حفريات جزئية عن وجود شواهد مرتبطة بالحياة الدينية للسكان منها معبد في الهواء الطلق يقع شمال المدينة الرومانية مغنيس أي بمعنى ما بين المدينة والبحر وتم اكتشافه في القرن ال 19 الميلادي حسب المؤرخ ستيفان قزال في كتابه ''الأطلس الايكولوجي''. وكانت هذه المنطقة تعتبر موقع تجاري للفينيقيين ليأتي بعدهم الرومان الذين شيدوا مدينة ذات مباني مزينة بالفسيفساء التي اكتشفت في بورتيس ماغنيس مع خمسة نصب في حالة جيدة تحتوي على رسوم عبارة عن هلال وصحن ونخلتين ونقشية بونية جديدة والعثور أيضا على جرة ومعبد بوني يشبه ماهو موجود في المدن الفينيقية البونية. كما عثر على أرضية هذا المعبد جرات أخرى مملوءة برماد عظام الأطفال يعتقد أنهم احرقوا كقربان للآلهة أو ماتوا بصفة طبيعية ودفنوا بالموقع حسبما تناولته المصادر التاريخية. وللاشارة يحتفظ المتحف الوطني ''أحمد زبانة'' لوهران على مجموعة رائعة من الفسيفساء التي تم العثور عليها بهذا الموقع الذي يحظى بزيارات محبي السياحة الثقافية وكذا الباحثين في علم الآثار والهندسة المعمارية والتاريخ.