منطقة حمام ملوان المعروفة بحماماتها المعدنية وطبيعتها العذراء، تقع بولاية البليدة على بعد 35 كلم عن منطقة "بوقرة" و45 كم غرب العاصمة، يقصدها الزوار من داخل الوطن وخارجه للراحة والاستجمام، تتكون المنطقة من واد يقصده المصطافون صيفا، إضافة إلى المحطة المعدنية والفندق التابع لها وكذا المركب الجواري للشباب، هذا الأخير يشكل بدوره قطبا سياحيا آخر، وهو يقع بالمقطع الأزرق على بعد 5 كيلومترات من مقر بلدية حمام ملوان. تفضل معظم العائلات الجزائرية قضاء عطلتها الصيفية رفقة أطفالها على شواطئ البحر، وبحدائق التسلية التي تكون القبلة المفضلة لهم من أجل اللهو واللعب وتمضية أوقات ممتعة، وعلى خلاف ذلك، تتجه عائلات أخرى من مناطق مختلفة من الوطن، خاصة العاصمة والبليدة، إلى منطقة حمام ملوان السياحية والساحرة بمناظرها الطبيعية الخلابة، حيث تجد على ضفاف الوادي ملاذا لها، خاصة أن البلدية في السنوات الأخيرة ومن أجل استقبال زوارها، قامت بتهيئة الوادي وإنشاء مخيمات عائلية كي توفر الراحة لهم، وهناك يستمتع الأطفال والنساء خاصة، بالسباحة في مكان آمن بعيدا عن خطر الغرق والمشاهد التي تخدش الحياء. في جولة قادتنا إلى منطقة حمام ملوان، تقربنا من بعض العائلات التي اختارت ضفاف الوادي من أجل تمضية أوقاتها خلال عطلتها الصيفية، بعيدا عن ضوضاء المدينة، وكسر الرتابة اليومية بعد مشقة سنة كاملة من العمل والدراسة، بالإضافة إلى ضمان الأمان للأطفال والسباحة بعيدا عن خطر الغرق، وتمكنت النساء المحجبات، خاصة، من الاستمتاع بمياه الوادي كونهن لا يستطعن السباحة بشواطئ البحر، ومن المخيمات التي تكفلت بها البلدية، أحدثت العائلات القاصدة لها من مختلف ولايات الوطن، خصوصا من ولايات الوسط، جوا عائليا رائعا. ومن أجل توفير الراحة لزوارها واستقطاب أكثر عدد من الزوار، قامت بلدية حمام ملوان في السنوات الأخيرة ببذل مجهودات كبيرة من أجل تهيئة الوادي الذي جعلت منه شبه مسابح صغيرة بعد حصر مياهه على طوله بواسطة الحجارة وترك فتحات صغيرة من أجل مرور الماء، بهدف تمكين الزوار، خاصة الأطفال، من السباحة، وعلى أطرافه تم وضع مخيمات للعائلات للجلوس داخلها ووقايتها من حر الشمس، ويتم كراؤها مقابل مبلغ 400 دج للخيمة الواحدة ليوم واحد، بالإضافة إلى تنظيم حظائر السيارات بالمكان، حيث يتكفل بها شباب المنطقة مقابل مبلغ 50 دج، فيما خصصت أماكن أخرى على ضفاف الوادي لغسل السيارات مقابل نفس المبلغ. كما تعد السباحة بالوادي قبلة النساء المحجبات اللواتي اتجهن إليه للسباحة بكل حرية، بعيدا عن أعين الرجال الذين يغزون شواطئ البحر، حسب تعبير السيدة (م.ت) القادمة من بلدية القبة بالعاصمة، والتي عبرت لنا عن مدى إعجابها بالمكان ومناظره الساحرة وهدوئه، وبحكم أنها امرأة متحجبة، فهي تقصد شواطئ البحر رفقة عائلتها الصغيرة، لكنها لا تستطيع السباحة بحكم الاختلاط الحاصل، لكن الوادي يسوده جو عائلي محترم وبإمكان النساء أن يستمتعن بمياهه بكل حرية.