لا أحد ينكر أن ولاية بجاية تعتبر من بين المناطق التي تمتاز بمعالمها السياحية والتاريخية التي تسمح لها باستقطاب الكثير من السياح سنويا مثلما هو الحال حاليا على شواطئ مختلف البلديات التي تعرف منذ نهاية شهر رمضان حيوية كبيرة لم تعرفها عاصمة الحماديين منذ أكثر من سنتين. وحسبما لاحظناه في عين المكان، فإن عددا كبيرا من المصطافين قصدوا الشواطئ التي تتوفر عليها الولاية سواء بالمناطق الشرقية أو الغربية، مما جعل مصالح الحماية المدنية تحصي أكثر من 3 ملايين زائر بمختلف الشواطئ منذ افتتاح موسم الاصطياف في شهر جوان الماضي. ورغم افتقاد العديد من الشواطئ للشروط اللازمة التي تسمح للمصطافين بقضاء عطلهم في أحسن الظروف، إلا أن هذا لم يمنع من تسجيل رقم قياسي فيما تعلق بعدد الزوار على بعض المعالم التاريخية، حيث أن الكثير منهم فضل زيارة معلم «يما قورايا» الذي يستقطب يوميا العشرات من السياح، خاصة من خارج الولاية الذين يستغلون فرصة تنقلهم إلى عاصمة الحماديين للاستجمام بالشواطئ لزيارة هذه المعالم التي عرفت إقبالا قياسيا خلال هذه الصائفة، مثلما أكده بعض المشرفين على هذا المعلم. اكتشاف المواقع الأثرية يثير فضول الزوار وحسب بعض المشرفين الذين تحدثنا إليهم، فإن الحركة لا تتوقف سواء ليلا أو نهارا، حيث أن العديد من السياح القادمين من الولايات الأخرى على غرار باتنة، جيجل، برج بوعريريج، بومرداس، تيزي وزو وغيرها يثيرهم الفضول لاكتشاف هذه المعالم التاريخية والسياحية، حيث أن الكثير منهم غالبا ما يتنقلون نهاية الأسبوع من أجل النزهة واكتشاف المناظر الخلابة والجميلة التي تمتاز بها عاصمة الحماديين، رغم أن المشكل الكبير الذي لم يتم التكفل به من طرف السلطات المحلية هو غياب المرشدين السياحيين، حيث أن الكثير من الزوار لا يعرفون الطريق الذين يؤدي إلى بعض المناطق السياحية على غرار «نسمة البحر»، «رأس كاربون» «باب البحر» وغيرها وهو ما جعل الكثير من الأشخاص يعبرون عن تأسفهم من غياب المرشدين بما يمكنهم من اكتشاف الكثير من المعالم التاريخية والسياحية التي تمتاز بها ولاية بجاية بعيدا عن أمواج البحر. السلطات المحلية مطالبة بإعادة هيبة المعالم الأثرية ولعل المشكل العويص، الذي يهدد حضارة عاصمة الحماديين في السنوات الأخيرة هو حالة الإهمال التي تتعرض لها بعض المواقع الأثرية والسياحية، حيث أن السلطات المحلية لبلدية بجاية مطالبة بضرورة إعادة الهيبة للمواقع السياحية وجعلها وسيلة لدعم الموارد المالية للبلدية من أجل تجسيد الكثير من المشاريع المحلية في المستقبل القريب، حيث يعتبر القطاع الثقافي من بين القطاعات التي هي بحاجة إلى مشاريع جديدة في المستقبل، مثلما أكده العديد من المختصين في التاريخ بالنظر إلى المواقع الكثيرة التي تتوفر عليها الولاية وضرورة رد الاعتبار للمواقع الأثرية التي تعتبر من بين المواقع التي تستقطب الكثير من السياح من جنسيات مختلفة سنويا والزوار الجزائريين أيضا، مما يستلزم التكفل الأحسن بهذا القطاع من طرف السلطات المحلية والولائية.