تيڨزيرت من أهم المناطق السياحية المعروفة بولاية تيزي، وذلك لما تزخر به من شواطئ عذراء ومناظر طبيعية خلابة، ومعالم أثرية تعود للعهد الروماني، فشريطها الساحلي الممتد إلى غاية بومرداس غربا وأزفون شرقا يفتح ذراعيه في كل صائفة لاستقبال ضيوفه على مدار فصل الصيف كاملا، فعشاق الطبيعة وزرقة البحر يجدون ضالتهم بهذه الشواطئ الساحرة، شواطئ امتزجت بمياه نقية صاخبة، رمال ذهبية وصخور عالية· هذا، بالإضافة إلى الجزيرة الصغيرة التي تتوسط شواطئ هذه المنطقة المقابلة للميناء، وإليها انتسبت تسمية ''تيفزيرت''، وهي كلمة أمازيغية تعني بالعربية ''الجزيرة''، ناهيك عن المشاريع التنموية الكبيرة التي جسدت في هذه الساحرة الصغيرة التي تحوّلت من شواطئ عادية إلى منطقة سياحية مهمة· ''الجزائر نيوز'' زارت هذه المنطقة ووقفت على نشوة البحر وفرحة الزوار والمصطافين، ونقلت أحلى صور السياحة والاستجمام· تستقطب تيفزيرت التي تبعد ب40 كلم شمال مدينة تيزي وزو، خلال هذا الصيف الآلاف من الزوار يوميا، يقدمون من مختلف مناطق الولاية ومن الولايات المجاورة، وحتى المغتربين والأجانب، وتبقى هذه المنطقة السياحية الوجهة والمتنفس الرئيسي للأفراد والعائلات التي تفضّل قضاء عطلتها أو الاستمتاع بيومياتها على شواطئها الناصعة بعيدا عن الضغوطات المهنية، ونسيانا للمشاكل اليومية والاجتماعية· وتوفر كل وسائل الراحة والأمن يعتبر السمة البارزة التي جلبت المصطافين، حيث استعادت تيفزيرت هذا الموسم بريقها وحيويتها، وهي تشهد إقبالا منقطع النظير من قبل المصطافين خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة، فكان البحر الملاذ الوحيد للهروب من لفحات الحرارة، والمكان الرئيسي للترويح عن النفس والابتعاد عن الحياة الروتينية خلال العطلة· العائلات تفضّل الشاطئ الكبير الزائر لشواطئ تيفزيرت يكتشف أن الشاطئ الكبير خلال هذا الموسم هو الأكثر استقطابا للعائلات، حيث يتوافد إليه العديد من المواطنين، ويفضّلونه على الشواطئ الأخرى المتواجدة بالمنطقة، وهذا نظرا لجماله وروعته وتوفره على كامل إمكانيات الاستجمام والراحة والأمان، كرماله الذهبية الساحرة، وقربه من المدينة ومن الميناء. وما زاد من جمال هذا الشاطئ هو ذلك الديكور المميز على مدخله من جهة الميناء، حيث تحوّل في ظرف وجيز من شاطئ يقصده عدد قليل جدا من المصطافين إلى شاطئ يشهد إقبالا منقطع النظير· ويعد هذا الشاطئ، الذي تم تهيئته مؤخرا، قِبلة للعائلات والشباب، وإن كانت العائلات تفضّل التموقع في قلب الشاطئ نظرا لكثرة الأمن وأعوان الحماية المدنية وحراس الشواطئ من جهة، ومن جهة أخرى كثرة بائعي الحلويات والمأكولات والمثلجات، فإن الشباب يفضّلون الأطراف والصخور· شاطئ ''ثاسالاست'' يفقد سمته وشاطئ ''فرعون'' ملجأ المغتربين والأجانب والكتاب وما شد انتباهنا خلال تواجدنا في تيفزيرت هو أن شاطئ ''ثاسالاست'' هذا الموسم يعاني الكثير من النقائص، وفقد سماته السياحية، أولها أشغال إنجاز الجسر، وأشغال الفصل بين الفضاءات المكونة لمحيط الشاطئ الاستجمامية وبين المساحات القريبة منه، وإعداد المتنزهات وممرات خاصة بالراجلين ومسالك للمركبات وتعبيدها، وتبليط الأرصفة مع إنجاز جبهتين بحريتين على مستوى الشاطئ... وتواجد العديد من الأشغال العمومية تنتج صوتا يثير الضجيج ويقلق المصطافين، هذه الأشغال حوّلت هذا الشاطئ إلى شبه مشروع بناء، ما ساهم إلى حد كبير في نفور المصطافين منه ولجوئهم إلى شواطئ أخرى بعدما كان شاطئ ''ثاسالاست'' الرقم واحد في تيفزيرت، والأكثر توافدا للمواطنين إليه، كما لمسنا كذلك في هذا الشاطئ عدم الاهتمام به، فهو لا يتوافر حتى على الرمل، والسلطات المعنية تأخرت في إتمام المشاريع· إلى جانب ذلك، لا يزال شاطئ ''فرعون'' المتواجد على مخرج الجهة الشرقية لمدينة تيفزيرت يستقطب بصفة أكثر المغتربين والسياح الأجانب والكتّاب والروائيين، نظرا لجمال صخوره وروعة مياهه الزرقاء، وهدوء تام. وحسب شهادات العديد من الذين التقيناهم في هذا الشاطئ، فإن السبب الرئيسي الذي أدى إلى استقطاب المغتربين والأجانب، هو شعورهم براحة تامة في هذا الشاطئ، ومعظمهم أرجع السبب إلى وجود صخور في المكان، وبالتالي يغتنمون الفرصة للمزج بين السباحة وصيد السمك لقضاء عطلهم الصيفية بين أحضانه، حيث يستمتع رواد هذا الشاطئ بصوت أمواج البحر والمناظر الخلابة المحيطة به· الميناء تحفة سياحية يستقطب الآلاف من الزوار يوميا، والرحلة إلى ''الجزيرة'' حلم الزوار في السنوات السابقة، كان السياح يقصدون تيفزيرت للسباحة والاستمتاع بمياه البحر فقط، أما حاليا فقد تغيّرت هذه النظرة، وأصبح العديد منهم يقصدون هذه المنطقة لاكتشاف ''الميناء'' الذي يعتبر تحفة سياحية هامة امتزجت بين الجمال والروعة، بعد تجسيد أكبر مشروع تنموي سياحي واستثماري في المنطقة، حيث تم تحويله من شاطئ صغير إلى أكبر مكان للترفيه، وجسدت فيه أماكن للعب تستهوي الآلاف من العائلات التي تفضّل أن تمنح الفرصة لأبنائها للترفيه والترويح عنه النفس، ناهيك عن تلك المساحات الخضراء الشاسعة التي أعطت للميناء صورة خضراء مميزة، وديكورات من واقيات الشمس المصنوعة بالطريقة التقليدية· كما يجد الزوار في هذا الميناء فرصة للاطلاع والوقوف عن قرب لاكتشاف مهنة الصيد، ومعرفة كل كبيرة وصغيرة عن عالم ''البحارة'' وعشقهم وتعلقهم بالبحر· وأفضل ما شد انتباهنا هو الشغف الكبير والحلم الشديد الذي يراود الزوار للرحلة إلى الجزيرة الصغيرة المقابلة للميناء والمسماة ''تيفزيرت''، فمعظم الذين يتقنون السباحة يقصدونها عوما، أما العائلات فتقوم بكراء البواخر الصغيرة لزيارتها لما تحتويه من مناظر خلابة· سهرات وحفلات موسيقية وغنائية تحوّل ليالي ميناء تيفزيرت إلى نهار تتحوّل ليالي ميناء تيفزيرت إلى نهار بعد تسجيل توافد كبير للمصطافين خلال ساعات المساء والليل في رحلات استجمام ونزهات وخرجات عائلية بالجملة، التي تستمر إلى ساعات متأخرة من الليل. وتعتبر السهرات الفنية والموسيقية والغنائية اليومية التي تنظم على مستوى الميناء السبب الرئيسي الذي أدى إلى استقطاب هذه العائلات، وقد ساهمت الإنارة العمومية التي جهز بها الشاطئ في جلب العائلات التي تظل إلى غاية منتصف الليل، حيث انتقلت العائلات وخاصة الشباب من السباحة إلى اللهو والسمر بالاستمتاع بالموسيقى التي ينشطها مختلف الفنانين القبائليين وكذا فرق محلية ل ''الديسك جوكي'' التي أنعشت المكان بشكل كبير· ويبقى النزول إلى الميناء ليلا رفقة العائلة يمثل رغبة الكثير من المصطافين والعيش في جو غير الجو المنزلي لكسر الروتين في أغلب الأحيان والتخفيف من الضغط داخل المنزل في أحيان أخرى· الأمن مضمون·· ومن دخل تيفزيرت فهو آمن من أهم الأسباب التي جعلت تيفزيرت، هذا الموسم، أكبر منطقة استقبالا للمصطافين في ولاية تيزي وزو، هو توفرها على الأمن، فمنذ دخولك لهذه المدينة السياحية إلا وأنت تلتقي بأعوان الأمن الوطني من الشرطة المرورية والقضائية في كل مكان، في الطريق، في زوايا وشوارع وأزقة المدينة وفي مفترقات الطرق··· فضلا عن كثرة الدوريات لأعوان الشرطة القضائية والدرك والوطني، للوقوف على كل كبيرة وصغيرة والحيلولة والحذر لضمان أمن الوافدين إليها من أية اعتداءات إرهابية أو إجرامية محتملة· وما شد انتباهنا أكثر هو الانتشار الكبير لأعوان الأمن على مستوى كل الشواطئ، لاسيما منهم أعوان شرطة الشواطئ الذين يسهرون على ضمان أمن العائلات والمصطافين، ويمنعون حدوث أية مشاكل، خصوصا توقيف كل الذين يحاولون معاكسة العائلات أو محاولة التشويش في الشاطئ. هذا التواجد الكبير للأمن شجع المصطافين للتوافد إلى شواطئ تيفزيرت الساحرة بكثرة، ويرتفع أعدادها من أسبوع لآخر· هذا، وقد تم تجنيد عدد معتبر من أعوان الحماية المدنية وحراس الشواطئ الذين يسهرون على سلامة المصطافين وتجنب حدوث حالات الغرق، فيما تم تدعيم مختلف الشواطئ بسيارات إسعاف. وفي هذا الصدد، أثنى العديد من المصطافين الذين تحدثنا إليهم عن الجهود الجبارة التي تبذلها مصالح الأمن وسرعة التدخل لمصالح الحماية المدنية في كل حالة غرق أو إغماء وما شابه ذلك· المعالم الأثرية تنافس الشواطئ وتستقبل المئات من السياح يوميا لا يمكن الحديث عن تيفزيرت كمنطقة سياحية دون أن نتطرق إلى معالمها الأثرية التي تعود لمختلف الحضارات التي مرت من المنطقة على غرار الحضارة الرومانية والحضارة النوميدية، والحضارة الوندالية والبزنطية، حيث تعتبر المنطقة العلوية المتواجدة من على الميناء والمطلة على ضفة البحر الأبيض المتوسط المكان الأكثر تنافسا للشواطئ، حيث يقصده المئات من السياح والزوار يوميا، فهي تتوفر على معالم أثرية تتمثل في أطلال رومانية المدعوة حبس القصور والضريح الروماني ''تكسبيت فليسن'' التي تعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، هذه المعالم تكشف الحقيقة التاريخية لمنطقة تيفزيرت، ومعظم السياح يفضّلون زيارة هذا المكان نظرا لموقعه الخلاب، وإطلاله على البحر، حيث يمكنك أن تترك العنان لعينيك تتجول على طول وعرض البحر وتكشف مناظر ومعالم جنة بجمال براق الذي يأسر القلوب، ويجعلك تنسى همومك وترحل في عالم السياحة الجميل دون إرادتك·