أبرز وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور محمد عيسى أمس، الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لتحسين ظروف الحج، وتوفير كافة شروط الراحة لحجاجنا الميامين، مشيرا، خلال إشرافه رفقة وزيري النقل والسياحة على انطلاق أول رحلة للحج من مطار الجزائر الدولي، إلى إقرار رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة رفع دعم الدولة لتكاليف الحج إلى 24 ألف دينار جزائري لكل حاج، فضلا عن التكفل بجزء من قيمة التذكرة، ورفع التعويض الممنوح لمؤطري العملية، وكذا تسهيل إصدار جوازات السفر البيومترية للحجيج. وذكّر الدكتور عيسى خلال مراسم توديع أول وفد من الحجاج الميامين الذين تنقلوا إلى البقاع المقدسة من مطار العاصمة، بالعناية الخاصة التي يوليها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لتسهيل ظروف انتقال الحجاج الجزائريين، وتوفير لهم كل الخدمات المرتبطة بالتنظيم والتأطير والرعاية الصحية في البقاع المقدسة. وأشار إلى أن هذه العناية تتجلى مظاهرها في مختلف الإجراءات والتدابير التي تسهر السلطات العمومية من خلال مختلف المصالح والقطاعات المعنية، على تطبيقها في الميدان في إطار تهيئة كافة ظروف الراحة للحجاج على امتداد مراحل العملية، مبرزا، في هذا الصدد، التسهيلات التي تم اتخاذها بالتنسيق مع السلطات السعودية لتسهيل التدابير المتعلقة بالتأشيرات، وكذا تهيئة كافة ظروف الإقامة بالبقاع المقدسة. وإذ اعتبر هذه العناية والجهود المبذولة من قبل السلطات العليا في البلاد واجبا وطنيا، دعا الوزير الحجاج إلى رد جميل هذا الواجب بواجب آخر، يشمل التحلي بالأخلاق والسمات الحميدة، وإعطاء صورة مشرفة عن الحاج الجزائري، وعن الجزائر بشكل عام، مذكرا إياهم بحاجة البلاد إلى دعواتهم.. من جانبه، أكد وزير النقل السيد عمار غول بأن قطاعه اتخذ كافة التدابير والإجراءات لضمان تنقّل ضيوف الرحمان في ظروف جيدة ومريحة، مشيرا، في هذا الإطار، إلى برمجة 109 رحلات لنقل الحجاج الجزائيين البالغ عددهم هذا الموسم 28800 حاج، حيث ستتكفل شركة الخطوط الجوية الجزائرية بنقل 12800 حاج عبر 66 رحلة تنطلق من 5 مطارات وطنية؛ هي الجزائر، وهران، عنابة، قسنطينة وورقلة، فيما تتكفل شركة الخطوط الجوية السعودية بنقل 16000 حاج عبر 43 رحلة. وحسب الوزير، فإن من ضمن الإجراءات الجديدة التي تم إدخالها على عملية الحج هذه السنة، فتح السفر عبر الدرجة الأولى في طائرات الخطوط الجوية الجزائرية، وذلك مقابل 14 ألف دينار، فيما تقدَّر قيمة التذكرة الخاصة بالدرجة الثانية ب 10 آلاف دينار. وأبرز سفير المملكة العربية السعودية، بدوره، التنسيق الكامل والتعاون الكبير الحاصل بين هيئات البلدين المعنية بتنظيم وتأطير الحج، وذلك في مختلف المجالات، ومنها مجال العناية الصحية بالحجيج. وذكّر بخصوص مكافحة انتقال فيروس "كورونا" في أوساط ضيوف بيت الله، بالإجراءات التي تم اتخاذها في رمضان الماضي، والتي مكّنت، حسبه، من التحكم في هذا الفيروس، مشيرا إلى أن نفس الإجراءات سيتم اتخاذها خلال موسم الحج، بالتعاون مع كافة بعثات الحج المتواجدة بالبقاع المقدسة. وعرفت مراسم توديع الحجاج الجزائريين المنتقلين عبر مطار الجزائر الدولي والتي حضرها والي الجزائر عبد القادر زوخ وممثلو القطاعات المعنية بتنظيم وتأطير العملية، تنظيم دروس إرشادية لفائدة ضيوف الرحمان، لتعريفهم بكافة الإجراءات التي ينبغي عليهم اتباعها خلال السفر، وفترة الإقامة في الأراضي السعودية، مع الإشارة إلى أن هذه الرحلة الأولى التي تنطلق من مطار العاصمة، ضمت 274 حاجا من الجزائر العاصمة، وعددا من ولايات الوسط، كما ضمت أيضا أعضاء البعثة المكلفة بالتأطير والتغطية الصحية للحجاج من ممثلي ديوان الحج والعمرة والحماية المدنية وقطاع الصحة. أول رحلة للحجاج الجزائريين من مطار وهران وقد انطلقت أول رحلة للحجاج الجزائريين عبر الوطن صبيحة أمس من مطار "أحمد بن بلة" بوهران؛ حيث انطلقت أول طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية باتجاه المدينةالمنورة بالمملكة العربية السعودية، وعلى متنها 254 حاجا وحاجة. وجاءت مغادرة الفوج الأول مطار أحمد بن بلة بعد استكمال كافة الترتيبات التحضيرية الإدارية من طرف مصالح مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بولاية وهران، تبعا لالتزامات الوزارة، التي أجبرت مختلف الوكالات عبر التراب الوطني، بالتكفل الكلي والأمثل بالحجاج الميامين، وتفادي كل المشاكل والعراقيل التي عرفتها المواسم السابقة. وخلال إشرافه على انطلاق هذه الرحلة الأولى من نوعها على المستوى الوطني، أكد مدير الديوان الوطني للحج والعمرة السيد الشيخ بربارة، الأهمية القصوى التي توليها الدولة لرعاية ودعم الحجاج الجزائريين من مختلف الجوانب، ولا سيما لضمان راحتهم وأداء مناسكهم في أفضل الظروف، مذكرا، في هذا الصدد، بالدعم المالي الذي تخصصه الدولة لكل حاج، وكذا بالجهود المبذولة من أجل تحسين مختلف الخدمات المتعلقة بالإسكان والنقل والإرشاد والتوجيه وغيرها.. كما تطرق نفس المسؤول للإجراءات الجديدة المعتمَدة في نفس الإطار، ومنها تخصيص 50 بالمائة من الرحلات باتجاه المدينةالمنورة، و50 بالمائة نحو جدة، مع تمكين الحجاج، بشكل متساو، من النزول في إحدى المدينتين والعودة من الأخرى، مذكرا بأنه ولأول مرة أيضا، بُرمجت رحلات في الدرجة الأولى؛ استجابةً للطلب المسجَّل في هذا الإطار، إضافة إلى تمكين الحجاج الميامين من مقرات إقامة قريبة من الحرم المكي، ومواتية لأداء ركن الحج ومناسكه في ظروف أحسن. وفي حين أكد بربارة اتخاذ كافة التدابير لتوفير رعاية طبية وتوجيه مستمر للحجاج للوقاية من أي مرض، طمأن الحجاج الميامين بأنه لم تظهر، إلى حد الساعة، أية بوادر بانتشار فيروس كورونا بمكة المكرمة ومناطق أداء مناسك الحج، كاشفا، في سياق متصل، عن إقصاء 32 شخصا من قائمة الحجاج؛ لكونهم مصابين بأمراض مزمنة، وعدم قدرتهم على أداء هذه الفريضة. وحث بربارة الذي ذكّر بالمؤتمر الدولي المقرر تنظيمه بجدة من 10 إلى 12 سبتمبر الجاري لدراسة سبل مكافحة مرض "كورونا"، ذكّر الحجاج الجزائريين باتباع توجيهات وإرشادات مؤطري البعثة طبيّا وفقهيّا..