يجول المخرج الفرنسي إيمانويل أودران قاعات السينما الفرنسية لعرض فيلمه الوثائقي "العودة إلى الجزائر"، الذي يضم شهادات لعسكر فرنسيين كانوا شهودا على التعذيب الذي مارسه المحتل الفرنسي ضد الجزائريين. فبعد أن حقّق نجاحا بأفلامه العديدة وعلى رأسها فيلم "وصية تيبحرين"، عاد المخرج إيمانويل أودران إلى جمهوره بفيلم مؤثّر حول ممارسة التعذيب بالجزائر المستعمرة، وفي هذا السياق، صرح المخرج لبعض الصحف المحلية أنه كان بصدد التحضير لفيلم حول الجنرال دولابولارديار، الضابط السامي الوحيد الذي ندّد بالتعذيب أمام الملأ، ليجد نفسه أمام شهادات كثيرة لمجندين أدوا الخدمة العسكرية في الجزائر المستعمرة. وأضاف إيمانويل أنّه رصد شهادات لعسكر عارضوا التعذيب، لكن في صمت، لأنّهم كانوا عرضة للتهديد لو أفصحوا عما كان يحدث، ليدفنوا سرهم طويلا، كما أشار إلى أنّ الفيلم كان فرصة لهؤلاء للسفر إلى دواخلهم والاعتراف بما شاهدوه وعاينوه طيلة فترة مكوثهم في الجزائر. وقدّم المخرج مثالا عن العسكري ستانيسلاس هوتان الذي ندّد بتعذيب مراهق في الرابعة عشر من عمره، إلاّ أن زملاءه نصحوه بالصمت وإلا تعرض للتصفية من طرف المظليين الفرنسيين، ليعود صاحبنا إلى الجزائر بعد الاستقلال ويلتقي بالشاب، وهو ما قام به أكثر من عسكري، حيث عاد العديد منهم إلى الجزائر بعد نيلها حريتها واحتكوا بشعبها. وأكد المخرج أن العديد من هؤلاء العسكر رفضوا أن ينالوا منحة المحاربين القدامى، رغم ضعف دخلهم، وهو ما يعدّ دليلا على رفضهم لما تعرض له الشعب الجزائري من ضيم عظيم، ليضيف أنّ هذا الفيلم مكنهم من التحرر من سر دفين عذبهم طويلا، ليستطيعوا اليوم أن يفصحوا عما كانوا شاهدين عليه أمام أطفالهم وأحفادهم.