عادت أوساط فرنسية، مؤخرا، إلى طرح تساؤلاتها "المسمومة" بشأن العلاقات السياسية الجزائرية الفرنسية، ومدى تطورها وخلوها من الخلافات التي تعيق بناء صرح هذه العلاقة الدبلوماسية بين البلدين، واختزلت ذات الأوساط طي صفحة الخلاف بين الجزائروفرنسا في "معرفة حقيقة مقتل رهبان تيبحرين". بهذا الصدد، نشرت جريدة "لوفيغارو" واسعة الانتشار بفرنسا، أمس، مقالا مطولا عن قضية مقتل رهبان تيبحرين، وعادت بأثر رجعي الى الفيلم الذي يروي قصة هؤلاء الرهبان على مدار ثلاث سنوات الأخيرة من تواجدهم بالجزائر، حيث أوضح المقال أن الفيلم "رجال وآلهة" سيعرض في السينما، يوم 8 سبتمبر القادم، ويتساءل المقال عما أسماه حقيقة مقتل هؤلاء الرهبان، ويضيف "بعد 14 سنة من مقتلهم، لا نعلم إن كانوا قد قتلوا على يد جماعات إرهابية مسلحة(..)! وقال نفس المصدر أن الملف المحال على القضاء سنة 2004 يعرف تطورات، على حد تعبيره، استنادا الى شهادة جنرال فرنسي، فرانسوا بوشوالتر، ملحق عسكري بالسفارة الفرنسية بالجزائر، الذي أدلى بشهادة لدى القضاء، وعلى إثرها صرح قاضي التحقيق المكلف بقضايا مكافحة الارهاب أنه "يحتمل أن يكون مقتل الرهبان السبعة مرده غارة عسكرية استهدفت جماعات إرهابية بالمنطقة!" وتجاهلت تلك الأوساط الفرنسية جرائم فرنسا الاستعمارية في الجزائر وفظاعة حالات التنكيل والتعذيب، الذي مارسه سفاحو الجيش الاستعماري ضد أبناء الجزائر، حينما وصفت قضية مقتل 7 رهبان تيبحرين بأنها "الصفحة الأكثر سوداوية في العلاقات بين فرنساوالجزائر، والصفحة المؤلمة المسجلة بالدم، والتي يصعب طيها"، وتضيف أنه، "بعد 14 سنة، عن مقتل 7 رهبان فرنسيين تبقى القضية من أسرار الأكثر كتمانا من قبل الجمهورية، كسر يتعلق بوزارة الدفاع".