أكد وزير الرياضة محمد تهمي، على هامش ملتقى الأمن الوطني حول مكافحة العنف في الملاعب، عن ترشح الجزائر لاحتضان كأس أمم إفريقيا 2017، وعن رغبة الجزائر الملحّة في احتضان هذا العرس الإفريقي، بعد أن أُقصيت من تنظيم كان 2019 و2021 ورغم ثقل الملف الذي تقدمت به، إلا أن لجنة المكتب التنفيذي المكونة من 13 عضوا، اختارت بلدين آخرين. ويؤكد تهمي أيضا، خلال تصريحه في نفس المناسبة، بأن هناك عملا كبيرا في الكواليس في مثل هذه الاجتماعات، هو المحدد للبلد الذي يفوز بشرف تنظيم مثل هذه التظاهرات. وحتى إن أكد تهمي أن الجزائر لم تفشل في عدم احتضانها لكان 2019 و2021، إلا أن هناك فشلا في عمل الكولسة داخل الهيئة الكروية الإفريقية. فبالنسبة لتهمي فإن قبول ملف الجزائر يمر عبر العديد من المعايير؛ "من جهتنا، وضعنا كل الإمكانات اللازمة؛ ملف الترشح لكان 2017 هو نفسه الملف الذي تقدمنا به للترشح للطبعات التي مُنحت لبلدان إفريقيا الغربية. نحن نريد فعلا تنظيم كأس إفريقيا ل2017، لكن الأمر ليس بأيدينا، بل هو بيد ال 13 عضوا المشكّلين للمكتب التنفيذي للكاف، الذين يشاركون في عملية التصويت"، ليضيف: "سيكون هناك عمل كبير في الكواليس، وهذا أمر طبيعي؛ فكل طرف سيحاول الدفاع عن مصالحه، وملفنا مقنع"، قال تهمي. الملف مقنع وثقيل، وكل الأمور كانت مضبوطة في الاجتماع الأخير للكاف، إلا أنه يبدو أن ممثلي الجزائر للدفاع عنها للحصول على شرف احتضان كأس إفريقيا، لم ينجحوا في عمل الكواليس الكبير الذي تحدّث عنه الوزير تهمي؛ فالجزائر تقدمت بملف الترشح منذ عدة أيام قبل هذا التاريخ، إلا أنها، على ما يبدو، تركت الأمور إلى غاية يوم الفصل، في وقت تتحدث بعض الأخبار عن أن الأمور كانت حُسمت قبل هذا التاريخ؛ فماذا كان دور ممثلي الجزائر في هذه العملية؟ ولماذا لم يستطع هؤلاء العمل في الكواليس مثلما فعله الكاميرونيون والإيفواريون؟ وهذا يعني أيضا أن إقصاء الجزائر من احتضان طبعتي 2019 و2021 ليس له أية علاقة بمقتل إيبوسي وبظاهرة العنف، بل إن كل شيء لُعب بعيدا عن اجتماع مكتب "الكاف". وبتأكيد الوزير على رغبة الجزائر في احتضان كأس إفريقيا ل 2017 واستعدادها للدفاع عن ملفها بكل ما أوتيت من قوة، فإن هذا يتطلب عملا كبيرا في الكواليس من الآن إلى غاية بداية العام المقبل، تاريخ الإعلان عن البلد المنظم لهذه الدورة؛ فتصريحات رئيس الكاف عيسى حياتو بأن بلدا مثل إثيوبيا يستحق تنظيم كأس إفريقيا، وهو البلد الذي ترشح أيضا ل 2017 وخلافه مع روراوة، إلى جانب العديد من الأمور التي تعمل في غير صالح الجزائر، تتطلب تجنّدا كبيرا لإقناع الأعضاء 13 في لجنة المكتب التنفيذي في "الكاف"، قبل اجتماعه المقبل، والذي سيكون في المغرب بمناسبة كأس أمم إفريقيا 2015.