تضمّن العدد الأخير من مجلة "المسرح العربي" مقالا مطوّلا للإعلامية كنزة مباركي، عن أوّل مسرح خاص بالجزائر عنوانه؛ "ولد من رحم الحلم والمغامرة، البسمة أول مسرح خاص بالجزائر"، حيث تحدّثت عن فكرة المشروع وكيف تجسّد ميدانيا وأصبح مثالا للنجاح بالنسبة للفرق المسرحية الجزائرية. خصّص العدد ال16 من مجلة المسرح العربي الفصلية، سبع صفحات كاملة بالصور لموضوع يخصّ تشييد أوّل مسرح خاص بالجزائر، بنته الجمعية الثقافية "البسمة للفنون المسرحية والدرامية"، حيث حوّلت قبوا كان مخصّصا لصناعة الخمور خلال حقبة الاحتلال الفرنسي إلى فضاء للإبداع المسرحي، واستطاع ستة فنانين من أعضاء الجمعية أن يحقّقوا حلمهم بعد قرابة سبع سنوات من الكدّ والعمل الدؤوب لتشييد صرح ثقافي ببلدية عين بوحجر بعين تيموشنت. ويرتقب أن يفتتح "مسرح البسمة" قبل نهاية السنة الجارية بعرض مسرحي، ويقول صاحب الفكرة والطموح الممثل بوتشيش بوحجر أنّ "المسرح حب تحد ورغبة وهو قبل كل شيء حرية ولممارسة هذه الحرية لا بد من توفّر فضاء بعيدا عن سلطة المؤسسات العمومية ليكون أكثر عطاء وإبداعا". وروى المقال تفاصيل الحلم والمغامرة التي تبناها الفنانون الستة بعد أن آمنوا بفكرة صديقهم بوتشيش بوحجر، وكيف شرعوا في تجسيد أفكارهم فور حصول الجمعية الثقافية "البسمة" على وثيقة حيازة قبو كبير من قبل البلدية تمكنّهم من شغل المكان والتصرّف فيه، وأخذوا على عاتقهم التمويل الذاتي لحلمهم الكبير بنسبة 90 بالمائة، بالإضافة إلى مساهمات البلدية القليلة لكنّها مشجّعة ودعم وزارة الثقافة مرة كلّ سنتين في إطار الدعم المالي للجمعيات. وساعدهم مدير المسرح الجهوي لسيدي بلعباس ببعض الوسائل والتجهيزات، حيث نسبة أشغاله 80 بالمائة، ويتم حاليا تجديد الخشبة التي تحصلت عليها من المسرح الجهوي لوهران تعود لسنوات السبعينيات كانت تقام عليها العروض خارج المسارح وترافق الرئيس الراحل هواري بومدين، وتتّجه الجهود إلى تتمة بناء الشرفة، بعد أن انتهى فريق العمل من تجهيزات الإضاءة، ويتّسع المسرح ل200 مقعد موزّعة على مساحة 300 متر مربع وارتفاع 12 مترا. وتعدّ فكرة خوصصة المسارح حديثة في الجزائر، وبعد نجاح جمعية "البسمة" في سعيها تتّجه العديد من الفرق والجمعيات لبناء مسارح خاصة، وهو ما جعل فرقة "الشروق" المسرحية من مدينة معسكر، تقوم بتحويل جسر إلى فضاء مسرحي سمته "مسرح القوس"، إذ كان مشروع "البسمة" بالنسبة للناس محض حلم ثم أصبح أمام أعينهم صرحا مسرحيا أوجدته أنامل الجرأة والإبداع بقليل من الحلم والكثير من الإصرار والصبر.ومن شأن "البسمة" أن تؤسّس لفعل ثقافي جديد في الجزائر، حسب كاتبة المقال، فهي أوّل تجربة من هذا النوع تعرفها البلاد حاملة تحديات قد تقلب بعض الموازين وترسي ثقافة المشاهدة لدى المواطن ليلتحم المسرح بالحياة، كما كان دوما.