يتمسك الجزائري بعاداته وتقاليده منذ القدم، خصوصا تلك المتعلقة بالأعياد الدينية التي تحييها الأسر وسط أجواء من الفرحة والبهجة، ولا يخفى على أحد أن عيدي الفطر والأضحى هما المناسبتان المثاليتان للقاء الأسرة واجتماعها ولا تكتمل الفرحة حسب شهادة البعض، دون تعطير البيوت قبيل العيد برائحة الحلوى المحضرة في البيت حتى خلال عيد الأضحى، حيث تتربع الحلويات التقليدية على الموائد، لكن بنسب أقل من عيد الفطر. يبدو أن بهجة عيد الأضحى لا تكتمل عند البعض في غياب نكهة عيد الفطر، وهو عيد الحلويات، لتضفي بذلك قعدات ممتعة ليس فقط خلال وجبة الفطور أو العشاء وإنما أيضا خلال وجبات فطور الصباح وكذا القهوة، حيث تحافظ العديد من الأسر على عادات وتقاليد ابتكرها الأسلاف منذ سنين، في وقت كانت فيه صلة الرحم متينة، فالمناسبات الدينية أو الأعياد الوطنية تعتبر فرصة ذهبية للقاء الأقارب والأحبة، حيث يتم تبادل الأحاديث المطولة أمام جلسات الشاي والقهوة، وهي التقاليد التي ما زالت نسمتها تنبعث من بعض البيوت، وهذا ما تأكدنا منه خلال قيامنا بهذا الاستطلاع. كانت وجهتنا الأولى للقصبة.. وهي الحي العتيق في بناياته والأصيل بسكانه يتمتع أبناؤه بحبهم للتقاليد حتى البسيطة منها، اقتربنا من راضية التي أكدت أن تحضير الحلويات لاستقبال العيد شيء مقدس بالنسبة لأمها، ولا يمكن التخلي عن هذه العادة، حيث تعتمد على تحضير الحلويات التقليدية البسيطة التي لا تحمل في مكوناتها الجوز واللوز، على غرار حلوى «الطابع»، «البراج» أو «الغريبية» أو «الحلويات المعسلة» التي ترفق بالشاي، على غرار «القريوش» و«المقروط»، أو «الخفاف» السفنج أو «المعارك» التي غالبا ما ترفق بالحليب والقهوة ويحبها الكبير والصغير. الحاجة خدوجة ابنة القصبة، أوضحت لنا من خلال حديثها، أن حلويات العيد الأضحى كمالية بالنسبة للبعض، إلا أنها ضرورية بالنسبة لها وتفضل تحضيرها بنفسها وليس شراءها من محلات بيع الحلويات، حيث قالت: «خلال كل عيد أتعمد صنع عدد من الحلويات بأصناف مختلفة أحضرها يومين قبل العيد، وتكون بعدد أقل بصنفين أو ثلاثة فقط، مثل «المقروط» و«الغريبية»، لتحتل بذلك الفطائر والعجائن مائدة القهوة». وترى بعض النسوة أن تحضير الحلويات في عيد الأضحى ليس ضرورة، لأنه عيد اللحم، كما يمكن شراءها من محلات بيع الحلويات لتجنب التعب، هذا ما رددته السيدة فريال التي كان لنا معها لقاء في محل بيع الحلويات بشارع عبان رمضان بالعاصمة، حيث أوضحت أن حلاوة عيد الأضحى في لحم الخروف وليس في الحلويات، ويمكن الاكتفاء ببعض «الكرواسون» أو «التوست» بالزبدة والمعجون من المشمش أو الفراولة، إذ يفي ذلك بالغرض في صبيحة العيد.