ازدهرت منذ الأشهر الأخيرة بمدينة عنابة، صناعة الحلويات التقليدية التي تعتبر بمثابة بطاقة تعريف لعاصمة أبو مروان الشريف، حيث تنوعت محلات بيع الحلويات، خاصة تلك الموزعة بإحكام في وسط المدينة القديمة ''بلاص دارم''، حي الغزالة المعروف ب ''لاكولون'' وغيرها من الأحياء العريقة الأخرى. وحسب العارفين بتاريخ بونة الجميلة، فإن معظم أصناف الحلويات التقليدية التي تتسابق العنابيات لتحضيرها، تعود إلى فترة الأتراك الذين حطوا رحالهم بهذه المدينة العريقة في فترة سابقة. تعتبر البقلاوة، مقروط الكوشة، الغريبية والقطايف من بين أشهر أنواع الحلويات الموروثة عن فترة الأتراك، حسب بعض أصحاب المحلات القديمة في صنع الحلويات بمدينة عنابة، ويبدو قدم تلك المحلات في الزخرفة و الفسيفساء المتراصة بها، والمتواجدة بها كذلك البنايات العتيقة بوسط ''بلاص دارم''، ممّا يحدد ملامح عراقة بونة من الناحية الاجتماعية و الثقافية. وبحسب بعض أهالي عنابة، فإن العائلات العنابية مازالت تحافظ على العادات والتقاليد المستوحاة من الحضارة التركية. وما يميز الحلويات التقليدية ببونة، هو ذوقها اللذيذ، شكلها الفريد من نوعها وديكورها الرائع الذي تبدع في تزيينه أنامل الصانعين سواء من النساء أو الرجال. وتعرف ولاية عنابة انتشارا واسعا لمحلات بيع الحلويات التقليدية نظرا للإقبال المتزايد عليها، خاصة في فصل الصيف كونه موسم الأعراس و حفلات الختان إلى جانب الأعياد الدينية. وتعتبر ''البقلاوة''، إلى جانب سلطان المائدة العنابية ''المقروض''، من أهم الحلويات المطلوبة لدى عائلات المنطقة، بالإضافة إلى حلوى ''القريوش'' و''الغريبية''، وهي من الأنواع المتعددة المعروضة في المحلات التي تلقى رواجا كبيرا، نظرا لأشكالها الجميلة. وبحسب السيدة ليندة، صاحبة محل بيع الحلويات بحي الغزالة بوسط مدينة عنابة، فإنه بالرغم من ظهور أنواع جديدة من الحلويات في السنوات الأخيرة، إلا أن التقليدية منها لا تزال تتصدر طلبات الزبائن بالولاية، على غرار المقروض والبقلاوة، مما يعكس أصالة لَعْنانبة وتمسكهم بالعادات التي تمثل ماضيهم وحاضرهم. نشير فقط إلى أن أصحاب المحلات يحرصون على إضافة لمسة عصرية للحلويات التقليدية، وذلك من خلال التنويع في الأشكال الهندسية، الحشو والخلطات التي تزيد الحلويات نكهة خاصة، تزيد من شهية زوار بونة وسكانها الأصليين