تعيش محطة نقل المسافرين بالخروبة (الجزائر العاصمة) – مؤسسة كبار معطوبي حرب التحرير-"سوقرال" حركية حثيثة عشية عيد الأضحى المبارك، حيث تستقطب يوميا ومنذ الساعات الأولى من النهار إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، عددا هائلا من المسافرين الذين يفضّلون قضاء هذه المناسبة الدينية مع أهلهم وذويهم. كما يسعى مسؤولو المؤسسة إلى التحكم في هذا الوضع الاستثنائي، والاستجابة لطلبات الزبائن من خلال مضاعفة عدد الحافلات خاصة للمسافات البعيدة بتخصيص 1115 رحلة مبرمجة. وتشهد شبابيك التذاكر منذ الساعات المبكرة من النهار توافدا كبيرا للمسافرين لاقتناء تذاكر السفر، وحجز أماكن الركوب بالحافلات خاصة المشتغلة على المسافات الطويلة بشرق وغرب الوطن وبولايات الجنوب، ما يؤدي إلى طوابير طويلة تستمر لعدة ساعات، حسبما أوضحه بعض المسافرين الذين التقتهم "المساء" على مستوى المحطة، وكلهم أمل في التمكن من قضاء مناسبة عيد الأضحى في أحضان البيت العائلي. وأكد مدير الاستغلال والإشهار على مستوى المحطة، السيد حمزة صابونجي، أمس الأربعاء، أنه تم إعداد برنامج استثنائي للنقل منذ الأشهر القليلة الأخيرة، يمتد إلى ما بعد العيد لتمكين كافة المتنقلين من السفر براحة تامة عبر 1115 رحلة تمت برمجتها تحسبا لنقل ما يفوق 55 ألف مسافر، موضحا أن هذه الرحلات ستغطي بما فيه الكفاية 47 محطة لنقل المسافرين التي تسيّرها شركة "سوقرال". وأضاف السيد صابونجي، أن الطلب على التنقل يزداد من عام لآخر ومع اقتراب كل عيد أو مناسبة دينية، حيث ارتفع عدد المسافرين خلال هذا الموسم مقارنة بالموسم الفارط، الذي سجل نقل 33 ألف مسافر على الأكثر، وهو الأمر الذي يدعو -حسب المتحدث- إلى وجوب التجند الدائم ومضاعفة الجهود التنظيمية والمادية من حافلات إضافية تحسبا لأي طارئ. وتابع مشيرا إلى أن مؤسسة كبار معطوبي حرب التحرير بالخروبة، تعيش خلال هذا الأسبوع توافدا كبيرا للمسافرين مع اقتراب عيد الأضحى، مؤكدا أن شبابيك التذاكر استقبلت يوم 29 سبتمبر المنصرم 18 ألف مسافر، فيما ارتفع هذا العدد إلى 23 ألف مسافر يوم 30 سبتمبر. بينما يرجّح أن تستقبل الشركة خلال الثلاثة أيام القادمة أكثر 28 ألف مسافر حسب المعطيات المرتبطة بالطلب المتزايد على التنقل. حيث يمثل منهم الطلبة نسبة 40 بالمائة. كما أبرز بالمناسبة، الجهود المتواصلة للقائمين على تسيير الشركة لاستيعاب الكم الهائل من المسافرين من خلال التنسيق مع مديرية النقل للعاصمة، هذه الأخيرة المخولة بمنح رخص ومقررات التنقل في حال تم الاستنجاد بحافلات إضافية، مذكّرا بأنه في غالب الأحيان تتم الاستعانة بحافلات إضافية تابعة للخواص لجعلها في حيز الخدمة لاسيما لشغل الخطوط البعيدة والنائية. وفي هذا السياق، تطرّق محدثنا إلى الإجراءات التي تم تعزيزها أكثر في إطار ضمان سفر مريح وآمن لكافة الزبائن، حيث أكد أن شركة "سوقرال" قامت بتعزيز وعصرنة شبابيك التذاكر ال22 التي تضمها مع تعزيز نظام العمل على مدار الأسبوع وبنمط 24 على 24 ساعة دون انقطاع، وتتوزع هذه الشبابيك على 5 اتجاهات وهي شباك رقم واحد الساحل الشرقي وشباك 2 الخاص بالجنوب، ورقم 3 الخاص بمنطقة الغرب ورقم 4 الخاص بالشرق وأخيرا رقم 5 الذي يضم كلا من تيزي وزو ودلس. ويضاف إلى ذلك حسب المسؤول تأطير المحطة ب68 ضابط أمن ووقاية لتأمين المسافرين والسهر على توجيههم وحماية ممتلكاتهم. ومن بين الإجراءات التي تم اتخاذها كذلك، توفير جهة أو فضاء انتظار خاص بالنساء الحوامل والمعاقين لتجنيبهم مشقة الانتظار والوقوف في الطوابير لاقتناء تذاكر وكذا أماكن لإرضاع الأطفال، وهو ما استحسنه الزبائن لاسيما النساء اللواتي وجدن راحة تامة في انتظار مواعيد انطلاق الرحلات. كما تم تجهيز فضاءات وأجنحة المحطة بخدمة الانترنيت "الويفي" وشاشات عرض عملاقة لشرح مواقيت انطلاق ووصول الرحلات من وإلى محطة الخروبة، وهذا لتسهيل استفسارات الزبائن والحصول على المعلومات اللازمة في وقت قصير. وعلاوة عن ذلك، تمت عصرنة خدمة طبع التذاكر بالتقنيات الإلكترونية للإعلام الآلي، للتقليل من حدة الطوابير الطويلة التي أرهقت كاهل المسافرين في السابق، حيث صار المسافر اليوم لا ينتظر أكثر من ثلاث ثواني للحصول على تذكرة السفر. وفي رده على سؤال خاص بالإجراءات المتخذة لخطوط النقل باتجاه الجنوب والمناطق النائية، أوضح مسؤول الاستغلال والاشهار بالشركة، أن هذه الأخيرة تسعى لضمان تغطية كل الرحلات من وإلى ولايات الجنوب بفتح خطوط أخرى جديدة، وتوظيف حافلات إضافية خاصة في مثل هذه المواعيد الحساسة، مذكرا بأن الشعار الذي ترفعه دوما المؤسسة هو "السفر حق لكل مسافر".