ألقت الولاياتالمتحدة وتركيا أمس، بثقلهما العسكري في معارك مدينة كوباني ضد مقاتلي "الدولة الإسلامية" بإلقاء أول شحنات الأسلحة الأمريكية جوا على المقاتلين الأكراد، في نفس الوقت الذي سمحت فيه أنقرة بعبور مقاتلين أكراد عراقيين الى هذه المدينة لصد هجمات هذا التنظيم المتطرف. وتنفست المليشيات المسلحة الكردية المدافعة على مدينة عين العرب كوباني الصعداء على أمل تمكنها بفضل هذا الدعم من منع سقوط مدينتهم بين أيدي الدولة الإسلامية، بعد أن صمدوا لأكثر من شهر كامل أمام التفوق المادي والعددي لمقاتلي التنظيم المسلح الذي استولى في اقل من شهر على ثلاث أرباع مساحة هذه المدينة الاستراتيجية على الحدود التركية. وحسب مصادر كردية سورية، فإن الدعم اللوجيستي الامريكي ووصول مزيد من المقاتلين الأكراد العراقيين الى عين العرب جاء في وقته المناسب، حيث تمكن المدافعون عن المدينة من وقف زحف الدولة الإسلامية رغم أن هذه الأخيرة استقدمت هي الأخرى مزيدا من مقاتليها من مدينتي حلب والرقة في شمال سوريا لحسم الموقف العسكري في هذه المدينة، ومنع الضربات الجوية الأمريكية من تحقيق أهدافها. وأكدت مصادر البنتاغون أن طائرات حربية أمريكية ألقت أمس، شحنات من الذخيرة والأسلحة الحربية والمواد الطبية على مواقع وحدات الدفاع الشعبي الكردية المليشيات الكردية التي تشكلت لصد زحف الدولة الإسلامية على مدينتهم لأول مرة منذ اندلاع المواجهات للاستيلاء على كوباني، وهو ما جعل متتبعين يؤكدون على احتمال وقوع اختلال في ميزان القوة لصالح المليشيات الكردية بعد أن كانت كفته مائلة لصالح الدولة الإسلامية. وهو احتمال وارد الوقوع وخاصة وان السلطات التركية فاجأت الجميع بفتح حدودها أمام الأكراد العراقيين للتوجه الى كوباني لمساعدة أبناء عرقهم لمواجهة مقاتلي الدولة الإسلامية. ويبدو أن الحكومة التركية أرادت من وراء هذا القرار المفاجئ تخفيف درجة الضغط الدولي الممارس عليها بعد الرفض القاطع لفتح قواعدها العسكرية أمام طائرات التحالف الدولي، وإرسال قوات برية الى مدينة عين العرب لتدعيم القوات الكردية هناك والتي تحرص الولاياتالمتحدة وتركيا وحتى الحكومة السورية على عدم سقوطها. وهي الرغبة التي أكد عليها وزير الخارجية التركي مولود شاوش اوغلو، الذي قال إن بلاده لا تريد سقوط مدينة كوباني وقد اتخذت كل المبادرات من اجل منع حدوث ذلك. وترفض السلطات التركية إمداد المليشيات الكردية السورية الجناح السياسي للحزب الوطني الديمقراطي الذي تصنفه ضمن التنظيمات الإرهابية وتشبهه بحزب العمال الكردستاني التركي "بي.كا.كا" الذي يخوض حربا مفتوحة ضد السلطات المركزية في أنقرة منذ سنة 1984. كما تأكد الإصرار التركي الامريكي على منع سقوط مدينة عين العرب من خلال المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الامريكي مع قادة دول جنوب شرق آسيا، حاثا إياهم على تقديم دعم عسكري ومادي من اجل مواجهة الدولة الإسلامية في إطار التحالف الدولي الذي أنشأته ضدها. واستغل رئيس الدبلوماسية الأمريكية حضوره مراسيم تنصيب الرئيس الاندونيسي الجديد جوكو ويدودو، لإقناع رؤساء الدول والدبلوماسية الذين حضروا إلى العاصمة جاكارتا بضرورة المشاركة في الجهد الدولي لمواجهة الدولة الإسلامية.