حمل معرض العسل في طبعته الأولى المقامة مؤخرا ببومرداس، إحياء لليوم العالمي للتنمية الريفية، نماذج ناجحة لنساء فلاحات يعملهن في مجال تربية النحل ضمن مستثمرات خاصة، ورغم المصاعب والعراقيل، إلا أن إيمان المرأة الريفية بنجاحها وحبها للمهنة، جعلها دائما في الواجهة وأبلغ انتصار لها هو اعتراف الجهات الرسمية بنجاحها. من ضمن المشاركين في معرض العسل؛ السيدة صبيحة لسود التي نالت جائزة تشجيعية بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمرأة الريفية، اعتبرت تتويجها بهذه الجائزة حافزا مشجعا للعمل والمثابرة في مجال عمل ولجته صدفة، لكنها أحبته وتأثرت كثيرا بتجارب نساء نجحن فيه وحققن بذلك استقلالهن المالي. تقول صبيحة بأنها تعمل في تربية النحل منذ عام 2006، مشيرة بقولها: "هذا المجال متعب للغاية، لكنه ممتع، فلا أؤمن بعمل سهل غير متعب، وهي رسالة أوجهها للنساء الماكثات في البيت ليفكرن في دخول عالم تربية النحل، لأنه مكسب لهن ولأسرهن، فهو عمل جيد، بمعنى أن كل منتوجات النحل مفيدة بالنسبة للفرد وللمجتمع، بالتالي فإن الخسارة تكون طفيفة، قد تظهر فقط في العوامل الطبيعة التي تتلف صناديق النحل لا غير، إضافة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من العسل وغيره للمرأة ولأسرتها". كذلك تقول السيدة درار شهرمان التي تصف نفسها بالفلاحة، مشيرة إلى أن تأثرها بزوجها النحال جعلها تدخل هذا المجال الذي لم تندم يوما عليه، بل تؤكد على أنها لا يمكن أن تستغني عنه لأنه عمل جذاب، وتنصح النساء من جهتها بالتفكير جديا في تعلم أبجديات تربية النحل، "لأنها من أبسط الحرف اليدوية وأغناها في المردودية، ولا تتطلب استثمارا ماليا كبيرا ولا أرضا خاصة، بل يكفي ربط علاقات صداقة مع مربين آخرين للسماح بوضع بعض صناديق النحل وانتظار موسم الجني"، تقول شهرمان مضيفة بأنه لا بد من وجود على الأقل صندوق واحد للنحل في المنازل، من أجل تحقيق اكتفاءً في مادة العسل التي تعرف الكثير من ‘البزناسية' ممن عكروا صفو هذا المجال، مما أثر كثيرا على الأسعار وثقة الزبائن. تقول: "ليس من الضروري الاحتراف في مجال تربية النحل حتى تكون المرأة من منتجي العسل ومنتوجات الخلية، يمكن لأية امرأة زيارة المعارض المقامة هنا وهناك والاستفسار عن كيفية تربية النحل، لأن هذا يكسبها ثقافة تمكنها من إنتاج "عسل حر" تكون بحاجة إليه على مدار السنة". وتتحدث السيدة حميدة مناد من منطقة وادي الفضة بولاية الشلف، عن تجربتها هي الأخرى في نفس المجال الذي تشير الإحصائيات بشأنه إلى أنه يستحوذ على إقبال النساء أكثر. وتشير حميدة إلى تأثرها بزوجها "النحّال"، موضحة أنها حرفة يدوية متعبة للغاية، لكنها منتجة "أي تأتي بثمارها، فلا نحس أنفسنا نتعب مقابل لا شيء.. إن العسل منتوج رباني لا يمكن وصفه، واستخراجه يبعث في أنفسنا ارتياحا عجيبا لأننا ندرك أنه منتوج سحري ليس فيه أية مضاعفات أو تداعيات على الفرد.. إنه كله صحة، لذلك فأنا غير نادمة على هذه الحرفة أبدا، بل أسعى إلى تطويرها واستخراج العديد من المنتوجات الأخرى، ففي الوقت الذي تخصص زوجي في بيع طرود النحل، تخصصت أنا في منتوجات الخلية وأسعى إلى إنشاء شركة "أم يحيى للنحل".. ونصيحتي لكل امرأة ماكثة في البيت، أن تسعي دائما إلى إيجاد حرفة يدوية تحقق بها ذاتها واستقلالها"، تشير المتحدثة. شارك في المعرض الأول للعسل ببومرداس في الفترة الممتدة بين 16 و22 أكتوبر الجاري؛ 25 عارضا من 11 ولاية، أكد معظمهم أن مشاركتهم جاءت من أجل تشجيع المواطنين على جعل هذا المنتوج من العادات الاستهلاكية اليومية لفوائده على صحة الإنسان بشكل عام، فالمعروف أن العسل يعالج العديد من الأمراض ومن ذلك الأنفلونزا والزكام الموسميين، إلى جانب إيصال مادة العسل مباشرة من المنتج إلى المستهلك بأقل تكلفة، في خطوة لقطع الطريق أمام المزايدين من "البزناسية" ممن أثروا سلبا على هذه المادة، متسببين في ارتفاع أسعارها، حيث أكد لنا عارضو هذه المادة بأنها تختلف حسب نوعية العسل الذي قد يصل إلى العشرات، فيما يبقى عسل "السدرة" على رأس القائمة بما يفوق 3 آلاف دينار للكيلوغرام الواحد، فرغم ذلك يلقى إقبالا كبيرا بفضل السياسات الترويجية المنتهجة من قبل العارضين بجعل العسل وأنواعه ضمن زجاجات مختلفة الأحجام وتباع بأسعار في المتناول، مما استحسنه الزبائن. من جهة أخرى، تشير الأرقام المستقاة من الغرفة الفلاحية لولاية بومرداس، إلى أن عدد خلايا النحل على مستوى الولاية بلغ حوالي 94052 موزعة عبر مناطق الولاية منها؛ يسر، برح منايل، الناصرية، بغلية، دلس، بودواو، خميس الخشنة، بومرداس والثنية. ولتطوير شعبة تربية النحل، ستتم برمجة دورات تكوينية لفائدة مربي النحل على مستوى الغرفة الفلاحية أو القاعات المتواجدة عبر الولاية تحت إشراف مؤطرين من المعاهد التقنية. كما أن إنتاج العسل لسنة 2014 بلغ مايقارب 1625.26 قنطار، فيما بلغ عدد خلايا النحل المملوءة 70874خلية، وعدد المناحل 2573، فيما وصلت عدد محاضن النحل 9.