أكد الأخصائي في علم الأوبئة والفيروسات بمعهد باستور الدكتور فوزي درار، أن الجزائر لم تسجل إلى حد الآن أية حالة لفيروس إيبولا، موضحا أن السلطات المعنية تبذل أقصى الجهود لمواجهة هذا المرض، وأنها تتوفر على مخبر واحد لتشخيصه. وحذّر المتحدث من أن خطر الفيروس على الجزائر، قد تجاوز نقطة الصفر، مؤكدا أن مخاوف وصول هذا الوباء إلى أرض الوطن ازدادت بعد تسجيل حالة إصابة بغرب مالي؛ ما يشير إلى أن احتمال انتقال هذا الفيروس إلى الجزائر عبر الحدود وارد، لاسيما أن بلادنا تعاني من مشكل المراقبة الصحية على مستوى الحدود. وشدّد درار، خلال يوم تحسيسي وإعلامي نظمته، أمس، المديرية العامة للحماية المدنية بالتنسيق مع مصالح وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بالوحدة الوطنية للتدريب والتدخل بالدار البيضاء، على ضرورة عزل كل لاجئ يُشتبه في أنه حامل للمرض، وتشخيص حالته حتى يتم تفادي انتشاره، داعيا إلى تجنّب اتهام هذه الفئة من اللاجئين والتهرب منهم خوفا من العدوى؛ إذ لا يمكن القول إن كل لاجئ مصاب بهذا المرض. وأشار الأخصائي إلى أنه على الرغم من أن مناخ الجزائر لا يساعد الفيروس على الانتشار بحكم أنه ليس استوائيا، إلا أنه يستوجب اتخاذ عدد من الإجراءات لمنع وصوله إلى أرض الوطن عبر المطارات والمناطق الحدودية، وفي مقدمتها الحدود مع النيجرومالي، خاصة أن المهاجرين الأفارقة يتواجدون بكثرة في الولايات الجنوبية، وهو ما استوجب تكثيف المراقبة الصحية على مستواها، بالإضافة إلى تكوين فريق طبي يعمل بالتنسيق مع وزارتي الداخلية والصحة من أجل تشخيص الحالات المصابة، ومنع انتقالها إلى الولايات الأخرى في حال تسجيلها. ودعا الأخصائي، من جهة أخرى، إلى ضرورة التعجيل بمضاعفة إجراءات اليقظة بالنقاط الحدودية، لمواجهة احتمال دخول أية حالة مشتبه فيها عبر مناطق العبور. وأضاف أنه لا بد من رفع حالات التوعية من خطر احتمال انتقال فيروس إيبولا على نطاق واسع، والعمل على توعية كل من له علاقة بعلاج أية حالة محتملة، بما في ذلك أعوان الحماية المدنية؛ باعتبارهم من أوائل المتدخلين لنقل الحالات المرضية إلى المستشفيات، مشيرا إلى أهمية مضاعفة إجراءات التدخل والوقاية ما بين القطاعات. كما أكد الأخصائي أنه لا يكفي الحديث عن احتمال انتقال إيبولا إلى الجزائر إن لم تتبعها عمليات تحسيسية واسعة ومتواصلة في أوساط الساكنة، موضحا أن معهد باستور يأتي في مؤخرة المتدخلين، وأن الأهم على الإطلاق هو سرعة الكشف عن الحالة، وعزلها ومراقبة محيطها حتى لا ينتقل الفيروس في المحيط. أما ممثل وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الدكتور عمران، فقد أكد أن الجزائر اتخذت عدة تدابير وإجراءات وقائية استعجالية، منها أجهزة للمراقبة والإنذار للوقاية من إيبولا على مستوى المطارات، موضحا أن أعراض هذا الداء لا تختلف عن أية حمى عادية مصحوبة في بعض الأحيان بالقيء والإسهال. من جهته، أكد المدير الفرعي للإسعاف الطبي بالحماية المدنية "سعدي حسن"، أن مصالحه وضعت استراتيجية وطنية للتكفل بالحالات المشتبه في إصابتها بإيبولا، تتضمن تأمين سيارتين للإسعاف الطبي مجهَّزتين، للتكفل السريع بالمصابين بكل ولاية، مع احتمال مضاعفة هذا الإجراء بولايات أقصى الجنوب، ومنها ولايتا تمنراست وإيليزي، مع إمكانية دعم جهاز الإسعاف الطبي للحماية المدنية بهاتين الولايتين في أي وقت. ويهدف اليوم التحسيسي والإعلامي، يقول ممثل الحماية المدنية، إلى تمكين رجال الجهاز من فهم هذا المرض، ووضع خطة للتكفل بالحالات المشتبه فيها، علما أنه شارك في اللقاء 48 طبيبا رئيسيا ينتمون للجهاز، تلقوا شروحات وتفاصيل دقيقة عن مرض إيبولا. وكانت وزارة الصحة قد وجّهت الأسبوع الماضي، تعليمة إلى كل المؤسسات الاستشفائية لرفع حالة الطوارئ القصوى لمواجهة أي احتمال لفيروس إيبولا، مع ضرورة إبلاغ عن أية حالة يُشتبه فيها تدخل المستشفيات، مباشرة وزارة الصحة. وعقد خبراء في مجال الأمراض المتنقلة والمعدية، اجتماعا قبل أيام بمقر الوزارة، لدراسة الترتيبات الصحية المتخَذة لمواجهة أي طارئ، وكذا تحديد كل الطرق اللازمة لمواجهة هذا الفيروس؛ حيث تم تخصيص جناح عزل لاستقبال أية حالة طارئة على مستوى مستشفى القطّار بالعاصمة المتخصص في الأمراض المعدية. وحسب المنظمة العالمية للصحة، فقد بلغت حصيلة المصابين بفيروس إيبولا في غرب إفريقيا، عشرة آلاف حالة، بينما بلغ عدد الأشخاص الذين قتلهم الفيروس إلى حد الآن أزيد من 4900 شخص.